أعلن مصدر امني في تصريحات نقلها الاحد موقع "26 سبتمبر" التابع لوزارة الدفاع اليمنية ان اجهزة الامن القت القبض على "ممول" القاعدة في اليمن والسعودية. وذكر الموقع ان "المقبوض عليه اسمه حسن حسين بن علوان، سعودي الجنسية، وهو الممول المالي للعمليات التي تنفذها عناصر تنظيم القاعدة في اليمن والسعودية"، وبحسب الموقع "يعد (بن علوان) من اخطر عناصر القاعدة والعناصر الإرهابية". وبعد نجاح السلطات السعودية في تقويض القاعدة على ارضها الى حد بعيد، بدا التنظيم وكانه التقط انفاسه في اليمن المجاور خلال الفترة الاخيرة ما جعل بعض الخبراء يعبرون عن خشيتهم من تحول هذا البلد العربي الفقير في جنوب الجزيرة العربية الى معقل جديد لشبكة اسامة بن لادن. فبعد سنوات من الهدوء النسبي، شهد اليمن منذ صيف 2007 وخصوصا خلال 2008، سلسلة من الهجمات التي استهدفت مباني دبلوماسية بما في ذلك السفارة الامريكية، التي استهدفت مرتين، ومنشآت نفطية وسياحا اجانب. والهجوم الاكثر دموية وقع في سبتمبر/ايلول ضد السفارة الاميركية واسفر عن مقتل 19 شخصا بينهم سبعة مهاجمين. ومنذ ذلك الهجوم، حظيت القاعدة مجددا بتغطية اعلامية كبيرة لا سيما مع الاعلان عن اندماج ما تبقى من القاعدة في السعودية مع الفرع اليمني للتنظيم تحت اسم "القاعدة في جزيرة العرب"، وذلك في شريط مصور بث على شبكة الانترنت في يناير/كانون الثاني. ويرى محللون ان اعلان عناصر القاعدة السعوديين ولاءهم للفرع اليمني يعني عمليا ان التنظيم قد تلاشى في المملكة. وقد افادت صحيفة "نيويورك تايمز" الجمعة ان العشرات من مقاتلي تنظيم القاعدة غادروا قواعدهم في باكستان وانتقلوا الى الصومال واليمن. الا ان مسؤولا في اجهزة الامن اليمنية اكد السبت ان هذه المعلومات "لا اساس لها من الصحة". والجدير بالذكر ان تنظيم القاعدة يصارع انخفاض التبرعات لتمويل هجماتها على الغرب؛ ففي رسالة صوتية وضعت على منتديات للمتشددين على الانترنت، قال مصطفى ابو اليزيد زعيم التنظيم في افغانستان ان المتشددين ينقصهم الغذاء والاسلحة وامدادات اخرى مطلوبة لقتال القوات الاجنبية هناك. وإبان أحداث الحادي عشر من سبتمبر، كانت القاعدة تتلقى تبرعات سنوية تقدر بنحو 30 مليون دولار، غير ان القيود الاكثر صرامة التي فرضت على الجمعيات الخيرية في العالم العربي، وانخفاض حملات الخطف والابتزاز المربحة التي كان يقوم بها تنظيم القاعدة في العراق، وتأثير الركود على المتبرعين لها والمتعاطفين معها.. كل ذلك انعكس بشدة على ميزانية التنظيم.. وهو ما يراه البعض أيضاً انخفاض في الدعم الايديولوجي. ونقص التمويل ليس شيئا جديدا بالنسبة للقاعدة، ولكن هذه المرة الاولى التي يعاني فيها التنظيم عجز مالي يتزامن مع ركود عالمي عميق. ويشتبه البعض ان فترة من التقشف قد تشهد اعتماد التنظيم اكثر على منتسبيه المحليين القادرين على نحو افضل على الوصول الى تمويل في مجتمعاتهم واقتصادياتهم. ويقول خبراء ان المتعاطفين مع القاعدة في باكستان والصومال واليمن لا يواجهون علي ما يبدو صعوبة كبيرة في طلب وابتزاز التبرعات في الداخل والغرب والخليج. (أ.ف.ب)