لاشىء فى فيلم دكان شحاته يستحق الحديث عنه الا أداء عمرو سعد وغادة عبد الرازق، رغم كون دورها غير مؤثر فى دراما الفيلم.. وجسد هيفاء وهبى والموظف تجاريا.. قالها الجالس بجوارى فى واحدة من اعرق دور السينما فى القاهرة التى كانت مزدحمة بالجمهور الذى ملىء القاعة بالضحك بسبب افيهات عمرو عبد الجليل التى أفسدت ليس فقط أداءه ولكن الفيلم كله. سألته: بماذا تفسر هذا الزحام على الفيلم؟.. قال: الدعاية وكلام الجرايد عن تعنت الرقابة مع الفيلم، ثم أن مخرج الفيلم يجيد الكلام أكثر من الإخراج، ويفهم فى الإعلان أكثر من فهمه فى السياسة، فهو يتعامل مع القضايا بسطحية.. وقبل أن يتركنى ساخراً من محاولتى مناقشة الفيلم قائلا "مفيش حاجة تستاهل علمت أنه يعمل مدرس رياضيات بالمرحلة الثانوية. فيلم دكان شحاتة للمخرج خالد يوسف والسيناريست ناصر عبد الرحمن ليس الفيلم الأول الذى يسبقه يوسف بجدل كبير بينه وبين رقابة المصنفات الفنية مستفيداً لهث الاعلام وراء قضايا الرقابة الفنية ودفاع نشطاء المجتمع عن فكرة حرية الفن بصرف النظر عن قيمته الفنية، كما أن نفس فريق العمل أثار جدلاً مماثلاً بفيلمه الاول" حين ميسرة" وهو لا يختلف كثيراً عن دكان شحاتة، فى محاولة لتصوير البلطجة التى أصبح عليها المجتمع نتيجة غياب السلطة وتفرغها لحماية استمرارها، وانتشار العنف، وهو ما مارسه خالد يوسف من فرض فيلمه بنفس الطريقة التى يفرض بها المجتمع قيمه الجديدة والتى جسدها فى مشاهد الدماء والعنف، لم تكن تستحق معارضة الرقابة كما قال لى مدرس الرياضة. سيناريو دكان شحاتة الذى كتبه يوسف عبد الرحمن يتناول قصة إنسانية نمطية لكنه حاول توظيفها لصالح فكرة بلطجة المجتمع، تمر من خلال شحاتة الأخ الاصغر وغير الشقيق والمسالم والمضطهد من أخوين وأدى الدور نجم سينمائى جديد هو عمرو سعد العنصر الأهم فى الفيلم، و ذكرين طلب صبرى فواز الأخ الأ كبر ومحمد كريم الأ وسط والذى يكره شحاتة بشدة وبدون أسباب إلا بيسة هيفاء وهبى وتصل الكراهية الى أن يقتله والأخت الثالثة نجاح غادة عبد الرازق شخصية شديدة السلبية ولو كانت اختفت لن تؤثر فى الخط الدرامى للفيلم، ويتخلل الفيلم مجموعة من الصور لكل شىء ثورة الجياع وثورة العطش والمتطرفين وحرب العراق، لكنها لا تدل على اى شىء. ويشبه الكاتب الصحفى والسينمائى محمد العدوى الفيلم بالشيبسى الذى يكون بطعم الكباب والفراخ لكنه فى النهاية بطاطس، ويقول: فيلم خالد يوسف دكان شحاتة له طعم السينما ونكهة السياسة. ويضيف أن مشكلة خالد يوسف أنه يريد إرضاء الجميع المثقف والشارع، يريد أن يقفز الى مناطق يظن أنها شائكة، فحتى محرقة بنى سويف لم تسلم منه وتم إقحامها بدون مبرر، وأراد ايضا أن يكسب جمهور هيفاء وهبى التى قدمت فتاة صعيدية لم نراها ولن نراها. ويستطرد العدوى أن خالد يوسف قدم سيناريو مترهل، يفتقد الإحساس والبناء، ففقد الفيلم عناصره ولم يعد سينما ولم يقدم سياسة.