قال عكرمة صبري إمام وخطيب المسجد الأقصى إن علينا ألا نتفاءل كثيراً وننتظر ما يقع على ارض الواقع أولاً. وأضاف في تصريحات خاصة "للتليفزيون المصري" أن مايهمه في المقام الأول هو موضوع "القدس" لأنه يوجد بها ثلاث ديانات فالعبرة بمن سيحكم القدس وهى محتلة وتهدد. وأشار عكرمة انه لم يلمس في خطاب الرئيس الامريكى الذي ألقاه من القاهرة رفض التهديد قائلا "نحن نقول بأن القدس يجب أن تعود إلى سابق عهدها والى سياستنا" وحرية العبادة للجميع وطالب بإنهاء الاحتلال و بعودة القدس كما كانت في الحكم الإسلامي. ورفض خطيب المسجد الأقصى التهويد والتدويل وأكد على التدويل قائلا: انه اخطر من التهويد واشد لان الاستعمار يكون دولي يشمل جميع الدول فإسرائيل تستعمر بلادنا وتعيد الحرب الصليبية من جديد وعلى العالم ان يعلم ذلك. ومن جانبه رحب مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف بزيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لمصر، وقال إنها تعد مؤشرا واضحا على الاحترام المتبادل بين العالم الإسلامى والولايات المتحدةالأمريكية. وأضاف المجمع -فى بيان أصدره الخميس- "هذا الأمر يلقى ترحيبا بالغا انطلاقا من حقيقة أن الرئيس أوباما إختار مصر لتكون المكان الذى يوجه من خلاله خطابه للعالم الإسلامى، تقديرا لتراثها الفياض وتأثيرها العميق على العالم الإسلامى باعتبارها مقرا للازهر الشريف أكبر المؤسسات التعليمية والثقافية الإسلامية احتراما وتأثيرا فى العالم". وأشار المجمع إلى أن أعضاءه يعدون خطاب الرئيس أوباما دليلا على بدء عهد جديد واعد من العلاقات بين أمريكا والعالمين العربى والإسلامى , يمهد الطريق أمام حوار حقيقى بين الحضارات بدلا من الصراع الذى قد يرغب بعضهم فى إقناعنا باستحالة تجنبه. وأشاد البيان بتقدير الرئيس أوباما البالغ للدين الإسلامى ولإسهامات الحضارة الإسلامية عبر القرون فى تشكيل عالم أفضل, وتأكيده على سعى أمريكا لمشاركة أكبر وشراكة حقيقية مع العالم الإسلامى تتخذ من الاحترام المتبادل أساسا لها. وأكد البيان أن أعضاء المجمع يشاركون الرئيس أوباما غايته فى إرساء السلام العادل والشامل والدائم فى الشرق الأوسط وخاصة بين فلسطين وإسرائيل, ويطالبونه بكل قوة بالمضى قدما فى تحقيق مثل هذا السلام فى المنطقة، كما أنهم يرحبون أيضا بمبادرته لإنهاء احتلال العراق وسحب القوات الأمريكية منها، ويؤكدون على ضرورة إطلاق مبادرة مماثلة خاصة بأفغانستان. وأكد أعضاء مجمع البحوث الإسلامية من علماء الدين الإسلامى للشعب الأمريكى على أن اهتمامات معظم المسلمين مماثلة لاهتمامات معظم الأمريكيين, وعلى أن لديهم رغبة مشتركة فى أن يحيوا حياة كريمة يسودها السلام، فكلاهما يواجه تهديدا مشتركا نابعا من التطرف والإرهاب اللذين يرفضهما أتباع كل الأديان وأصحاب العقول السليمة. وأشار إلى أن علماء مجمع البحوث الإسلامية يؤكدون على أن هناك مساحة كبيرة وشاسعة يمكن فيها أن يتفاعل كل من العالم الإسلامى والولايات المتحدة معا، وتشمل رفض الإرهاب والدفاع عن القيم الأخلاقية للعدل والرحمة وتعزيزهما ونشر المودة وبناء جسور التفاهم والقضاء على المفاهيم المغلوطة والقوالب النمطية بين جميع شعوب العالم. وأكد رئيس جامعة الازهر الدكتور احمد الطيب ان الخطاب الذى ألقاه الرئيس اوباما الى العالم الاسلامى يؤسس لعلاقات جديدة تشجع على الحوار البناء بين الحضارات والثقافات والشعوب لما فيه صالح الانسانية ونشر قيم التسامح والعدل والاحترام المتبادل. ورأى الطيب ان الخطاب يساهم فى تصحيح المفاهيم المغلوطة ويشجع الحوار البناء بين الجانبين على اساس من الاحترام المتبادل والمنافع المشتركة.. مشيرا الى اهتمام الرئيس الامريكى بالتعاون الثقافى والعلمى والاقتصادى بين بلاده والدول الاسلامية. واشار الدكتور الطيب الى رسالة الازهر كجامعة وجامع فى نشر الوسطية والاعتدال فى جميع دول العالم وتشجيع الحوار مع الاديان السماوية وتعزيز العمل الاسلامى المشترك فى المجالات العلمية والثقافية والتركيز على التسامح ونبذ العنف والتطرف.. معربا عن ارتياحه لوصول مضمون تلك الرسالة بشكل جيد الى المجتمع الامريكى وهو ما عكسه خطاب الرئيس اوباما اليوم من تقديره للاسلام ولدور الازهر الشريف فى نشر التسامح. واوضح رئيس جامعة الازهر ان دعوة الرئيس اوباما لاحلال السلام العادل والشامل فى المنطقة يساهم فى تهيئة الاجواء لحوار فعال بين الثقافات والحضارات العربية والغربية.