يتوقع محللون ماليون تعرض البورصة المصرية لموجة عارضة من جني الأرباح كرد فعل لارتفاعاتها القوية، ويحذرون من اقتفاء أثر المضاربين. واتفق الخبراء على أن أي عمليات تصحيح تشهدها السوق على المدى القصير لا تعني تغييرا فى إتجاهات البورصة الصعودية بل تمثل مرحلة للتجميع وإعادة هيكلة المحافظ المالية سواء للافراد أو المؤسسات أو الصناديق الاستثمارية. وأفاد محسن عادل المحلل المالي بان السوق نجحت في تعويض جزءا كبيرا من خسائرها التى منيت بها منذ انفجار فتيل الازمة المالية في الربع الثالث من 2008. يذكر، أن الاسهم المصرية قفزت 26% منذ مطلع 2009 مسجلة أعلى نسبة إرتفاع بين أسواق المال. وتعززت مكاسب المؤشرات- بحسب المصدر- بدخول سيولة جديدة للسوق من معظم فئات المستثمرين خاصة الافراد وكذلك الاجانب والمؤسسات، الا ان عوامل عدة أوقفت مد الارتفاع لتدخل بالسوق مرحلة قصيرة من جني الارباح لعل اهمها الحكم الصادر ضد الرئيس السابق لمجموعة طلعت مصطفى فضلا عن إستمرار تراجع البورصات العالمية. وفي تأثر جزئي، رجح صلاح عبدالله المحلل الفني ان تلقى توقعات اقتصادية متشائمة بظلال سلبية على السوق المصرية، حيث نشر البنك المركزي الامريكي بنهاية الاسبوع الثالث من مايو/ ايار 2009 تكهنات بدخول الاقتصاد العالمي في حالة من الركود أكثر حدة فضلا عن توقعات بإعلان افلاس شركة جنرال موتورز. وفي السياق ذاته، أضاف أن تراجع أسواق المال العالمية من شأنه ان يرجح كفة دخول سوق الاسهم المصرية فى مرحلة تصحيح وجني للأرباح وإن تخللها حالات إرتفاع على بعض الاسهم مشيرا إلى أن مؤشرات السوق الرئيسية قد تشهد تجربة مستويات 5200 -5100 نقطة مرة اخرى قبل أن تعاود الصعود بعدها لتتخطي مستويات أعلى. وحذر عبد الله المستثمرين خاصة الافراد من الانسياق وراء المضاربين فى الفترة المقبلة وطالبهم بالارتكاز الى المعلومات الحقيقية والتحليل الاساسي عند إتخاذ أي قرارات إستثمارية بالسوق. وحول أداء فئات الاسهم، توقع محسن عادل أن تستهدف الموجة بالاساس أسهم الشركات الصغيرة والمضاربات بعد تسجيلها مرتفعات قياسية مؤخرا ولفت الى أن تلك النوعية من الاسهم تتسم بعنف تحركاتها سواء بالصعود أو الهبوط. وأضاف أن الاسهم الكبرى والقيادية بالسوق قد تكون أقل تأثرا ومن المتوقع دخولها منطقة ضيقة من الاداء العرضي لما تتمتع به من اهتمام المؤسسات والصناديق الاستثمارية. ومن المنتظر ان ينسحب التراجع على احجام التداولات، بينما قد يعزز عدم وضوح الرؤية بشأن صفقة موبيينل دعما لأسهم المضاربات، حسبما ذكر المصدر. يذكر، ان هيئة سوق المال المصرية قررت استئناف تداول أسهم موبينيل وأوراسكوم تليكوم الاحد وتأجيل البت في عرض الاستحواذ الذي تقدمت به شركة تابعة لفرانس تليكوم لشراء اسهم اوراسكوم في موبينيل اثر نزاع بين الشركتين. (أ ش أ)