الاهرام 12/5/2005 أوبئة عديدة داهمتنا في العقود الثلاثة الأخيرة ابتداء من الإيدز ثم الالتهاب الكبدي الفيروسي بأنواعه الستة وحمي الوادي المتصدع, والسارس والإيبولا وانفلونزا الطيور والخنازير. وهنا يطل علينا سؤال: هل هي محض مصادفة أن يظهر في حياتنا كل7 سنوات تقريبا وباء خطير يخفي وراءه فيروسا شرسا؟ قد تكون هذه المستعمرات المرعبة من الفيروسات كامنة في بنوك حفظ ويقوم مجنون بإطلاقها كلما هدأ العالم. لقد أرهقت الدول من الدخول في أزمة والخروج من أزمة والهرولة وراء لقاح أو مصل يقي الناس من المرض وتأثرت البلاد الفقيرة لأن مجتمعاتها هشة وحرمت العائلات الصغيرة في الريف من تربية الدجاج للإتجار في بيضها من أجل حفنة من الجنيهات! في دراسة شيقة أجريت في كوريا الجنوبية علي الأمور الحياتية التي تمارسها كل يوم, وتحمل في طياتها كل الخطر برغم مظهرها الذي لا يوحي بأي خطر. علي سبيل المثال هل تعلم أن العربات الصغيرة الخاصة بالتسوق داخل السوبر ماركت مقابض هذه العربات تحمل كل عشرة سنتيمترات مربعة1100 مستعمرة من البكتيريا والفطريات وهذه العربة هي الأكثر تلوثا دون غيرها من الأشياء الأخري التي نتعامل معها, لأن نسبة تداولها كثيرة ومساحة المقبض كبيرة شيء آخر وهو فأرة الكمبيوتر في مقاهي الإنترنت ثبت أنها تحتضن وحدها690 مستعمرة بينما الحلقة المستديرة المعلقة في الأتوبيسات ومترو الأنفاق التي يستعين بها الراكب لحفظ توازنه تحمل380 مستعمرة من الكبتيريا بينما مقابض المراحيض فهي غنية بالمستعمرات البكتيرية وعددها340 مستعمرة. ونقترب من أزرار الطوابق في المصاعد سواء في العمارات أو المصالح أو الشركات, فوجد أن الأزرار تحمل130 مستعمرة بكتيرية. إن الخطر يحاصرنا.. ومن هنا توجه الإعلام المرئي إلي المشاهد ليدفعه إلي الحرص علي غسل الأيدي عند العودة إلي المنزل وقبل الأكل.. ونتنازل عن بعض عاداتنا مثل القبلات والسلام بالأيدي وتبين أن استخدام المناديل الورقية أو العادية عند العطس أمر بسيط, ولكنه مهم للغاية لسهولة نقل العدوي فالزحام والتلوث والأجيال الجديدة من المستعمرات الميكروبية والفيروسات المراوغة التي حورت من تركيبها الجيني بسبب الإسراف في استخدام المضادات الحيوية.. أصبحت شرسة.