بحث الرئيس حسنى مبارك بعد ظهر الاثنين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سبل إحياء عملية السلام فى الشرق الأوسط، ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في الأراضي العربية المحتلة. وقال مبارك -في المؤتمر الصحفى المشترك مع نتنياهو- "لقد أكد لى رئيس الورزاء التزام حكومته بالسعى للسلام.. وأكدت من جانبى تطلع مصر لمواقف إيجابية تعكس هذا الالتزام.. تحقق السلام على المسار الفلسطينى وفق حل الدولتين.. وتفتح الطريق أمام باقى المسارات وفق مبادرة السلام العربية". الرئيس مبارك خلال المؤتمر الصحفى وأشار الى ان المباحثات تناولت الاستيطان وانعكاساته الضارة على فرص السلام.. كما أكد أهمية استئناف المفاوضات من حيث انتهت بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية.. وفق أفق سياسى واضح يتعامل مع كافة قضايا الحل النهائى.. ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة لتعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل فى أمن وسلام." وأكد مبارك أن ثلاثة عقود مضت على معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية ثبت خلالها ان السلام ليس مستحيلا، وقال إن السلام يصنعه الأقوياء ويحققه من يملكون شجاعة اتخاذ القرارات الصعبة والقادرون على الالتزام بتنفيذها. وتناولت المباحثات تثبيت التهدئة فى غزة وفتح معابرها ورفع حصارها وإعادة إعمارها، وما يرتبط بذلك من جهود مصر لتحقيق الوفاق الوطنى الفلسطينى، وإنجاح صفقة إطلاق سراح السجناء من كلا الجانبين. وأنهى مبارك كلمته قائلا "إن مصر ومنطقتها والعالم يتطلعون لسلام الشرق الأوسط.. سلام عادل وشامل يحقق الأمن والاستقرار للجميع.. ينهى الحلقة المفرغة للعنف والعنف المضاد.. بحقن الدماء ويعزز التعاون بين كافة دول وشعوب المنطقة.. بما فى ذلك الشعب الفلسطينى وشعب إسرائيل". نتنياهو: نريد توسيع السلام بنيامين نتنياهو خلال المؤتمر الصحفى ومن جانبه قال نتنياهو "إنه جاء إلى شرم الشيخ للاعراب عن تقدير الحكومة الجديدة فى إسرائيل لمصر وللرئيس حسنى مبارك". وأضاف نتنياهو "إن الرئيس مبارك هو صديق يبذل كل جهده من أجل شعبه ودولته وفى المقام الأول عن طريق دعم عملية السلام". وأشار إلى أنه أخبر الرئيس مبارك أن السلام بين الدولتين (مصر وإسرائيل) مستمر منذ ثلاثين عاما وأنه صمد أمام كل الاختبارات وأن هذا السلام هو ثروة استراتيجية للطرفين، وأضاف "أننا نريد توسيع السلام وخاصة مع جيراننا الفلسطينيين وقال "نريد أن يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء فى آفاق السلام والأمن والاستقرار والرفاهية. واستطرد رئيس الوزراء الإسرائيلى قائلا "إننا نريد بأقصى سرعة أن نجدد محادثات السلام مع الفلسطينيين خلال الأسابيع القادمة" مشددا على ضرورة تسهيل الإجراءات لتحقيق تعاون اقتصادى بين الجانبين وكذلك نساعد الأجهزة الأمنية الفلسطينية فى تحقيق الاستقرار. وأضاف "نحن نعتقد أن مساعدة مصر وجهود الرئيس مبارك ستكون هامة للغاية فى محاربة الإرهابيين الذين يؤثرون بالسلب على عملية السلام". وأضاف "نحن اليوم نتعرض لقوى إرهابية تهدد السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط" مشيرا إلى أن "الصراع فى الشرق الأوسط ليس صراعا بين أديان وليس صراعا بين شعوب ولكنه صراع بين معتدلين ومتطرفين.. إنه صراع بين من يدعو للحياة ومن يدعو للعنف والموت". وأعرب نتنياهو عن رغبته فى تدعيم العلاقات بين إسرائيل والدول العربية قائلا "جئت إلى مصر لتعزيز العلاقات بين الشعب اليهودى القديم وبين الأمة العربية الكبيرة" مضيفا أن الشعب اليهودى يرغب فى علاقات تناغم مع الشعوب الإسلامية. وأردف "نحن نريد أن نزرع ونعمر ونبنى بينما هناك آخرون يسعون إلى زرع الدمار والخراب والموت ولأن إسرائيل ومصر يسعيان إلى بناء مستقبل فإن علينا أن نسعى إلى دعم التعاون بيننا وتعزيزه". وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى أنه يعتقد أنه "فى استطاعتنا أن نعيد إلى منطقتنا العريقة أمجاد الماضى وأن نعطى أبناءنا آمالا فى مستقبل مشرق لأبناء العرب وأبناء اليهود على حد سواء". وتعد زيارة نتنياهو إلى مصر هي الأولى من نوعها منذ انتخابه رئيسا للحكومة الإسرائيلية، كما انها أول زيارة خارجية له منذ توليه مهام منصبه في 31 مارس/آذار 2009، كما تسبق زيارته المقررة إلى واشنطن في وقت لاحق من عام 2009. كان نتنياهو قد وصل إلى مطار شرم الشيخ في وقت سابق، ويرافقه بنيامين بن اليعازر وزير الصناعة والتجارة والعمل، حيث كان في استقباله لدى وصوله إلى مطار شرم الشيخ الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء. (أ ش أ)