قال مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم الدكتور مغير الخييلي، إن 50٪ من أبناء الدولة لا يرغبون في دخول المدارس الحكومية، مضيفاً أن المباني المدرسية الحالية غير مشجعة للعملية التربوية، ولا تعتبر جاذبة للطالب، ولا تسهم في حفزه إلى التفكير الخلاق. وأضاف أن هنالك مدارس حكومية يبلغ عمرها أكثر من 30 عاماً، ولا توجد فيها مختبرات وقاعات متخصصة كافية، إضافة إلى هدرها للطاقة، ووجود مساحات غير مستغلة فيها. وأفاد مدير مدرسة «البيرق» محمد الحمادي لجريدة الامارات اليوم بأن المباني المدرسية الحكومية الحالية لا تستوعب أنشطة الطلاب، ولا يستطيع المعلم تنفيذ أنشطة متعددة، مشيراً إلى أن معالجة مشكلات المباني المدرسية تأتي متأخرة، فيتم بناء مدارس بمواصفات تتناسب مع الماضي، ولا تناسب التطور، الأمر الذي يؤدي إلى تكرار المشكلة نفسها. أما مدير مدرسة «الشويب» الحكومية سعيد الكعبي، فطالب ببناء مدارس متطورة تتوافر فيها بيئة صالحة لمتطلبات المستقبل، حتى عام 2030 مشيراً إلى أهمية استيعاب ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الجديدة. فيما طالب مدير أكاديمية نادي الجزيرة الدكتور عبدالله الجابر الحوسني، بوجود مرافق رياضية ومسارح ومكتبات عامة للجمهور ومحال تجارية تخدم المجتمع، تدار من قبل الطلبة أنفسهم، لافتاً إلى أهمية تدريس مادة الاقتصاد، والمواد المهنية، حتى تخرج المدارس اقتصاديين مواطنين مشيراً إلى أن المشروعات الاقتصادية في الدولة تدار عن طريق غير المواطنين. إلى ذلك، أكد الخييلي في مؤتمر صحافي أمس أن المجلس شرع في تصميم مدارس حكومية جديدة، اختار لها 27 تصميماً عالمياً، عبر مناقصة تقدمت لها 40 شركة عالمية من أستراليا وأميركا والمملكة المتحدة وهولندا وسنغافورة ودبي وأبوظبي، واختير منها 10 تصاميم بوساطة قيادة مجلس أبوظبي للتعليم، ومشاركة مختصين تربويين ومديري مدارس. وأضاف أن المجلس سيبدأ تنفيذ مدارس المستقبل العام المقبل، ببناء نحو 30 مدرسة على مدار السنوات الثلاث المقبلة، وتنتهي المرحلة الأولى في عام ،2012 حيث يتم هدم المدارس القديمة أولاً خلال المشروع، لافتاً إلى أن المدارس الجديدة لا يمكن هدمها في الوقت الحالي. ويبلغ عدد الطلاب في المدارس الحكومية 56 ألف طالب وطالبة، حيث لا تتجاوز نسبة الطلاب الوافدين فيها نسبة 20٪، بينما يبلغ عدد الطلاب المواطنين في المدارس الخاصة 23 ألف طالب وطالبة من المواطنين من ضمن 102 ألف طالب في المدارس الخاصة. وأوضح الخييلي أن مدارس المستقبل ستوفر احتياجات الطلاب التعليمية من ناحية المبنى، حتى عام ،2030 حيث سيراعي المبنى توفير فرص التعليم التي تتسم بالمرونة والتنوع، واستخدام نظام الإنارة الطبيعية، وضمان راحة الطلاب من حيث درجة الحرارة وعزل الضوضاء، إضافة لتوفير المختبرات المتخصصة، وإتاحة الفرصة للقيام بالأنشطة العلمية وتخصيص قاعات للأنشطة الموسيقية والرياضية، والتواصل مع المجتمع المحلي، وتوفير متطلبات وحاجات الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة. وأشار إلى أن المجلس في المرحلة الأولى سيتبنى 15 مدرسة بحلول عام ،2011 والمرحلة الثانية 15 مدرسة بحلول ،2012 لافتاً إلى أن عدد المدارس في أبوظبي يبلغ 305 مدارس حكومية، يزيد عمر بعضها على 30 عاماً. وقال إن المجلس سيعرض التصاميم ال10 الفائزة على مديري المدراس لاستشارتهم فيها، حتى يتم التوصل للنموذج الذي يوافق البيئة والعادات الإماراتية، ويتوافق مع العملية التعليمية. وأشار إلى أن تصميم المبنى المدرسي سيتشكل من وحدة كاملة، تضم روضة أطفال كجزء من المبنى، على أن يكون لها باب منفصل، لافتاً إلى أن المدرسة ستخدم حاجة المجتمع، وتراعي العوامل الطبيعية من أتربة ورياح وحرارة وغيرها.