نشرت السلطات التونسية آلاف من قوات الأمن وشددت من عمليات المراقبة بشكل استثنائي استعداداً لتوافد نحو 7 آلاف يهودي من إسرائيل وأوروبا وأمريكا الشمالية للبلاد يومي 11 و12 مايو/أيار الجاري للحج في كنيس "الغريبة" بجزيرة جربة التونسية (500 كلم جنوب العاصمة تونس) من أجل إقامة مراسم دينية سنوية ضخمة. وقال بيريز الطرابلسي رئيس كنيس الغريبة:"حوالي سبعة آلاف يهودي يشاركون في حج هذا العام من بينهم ألف جاءوا من إسرائيل عبر مطارات أوروبية". وعبر الطرابلسي عن "تطلع آلاف اليهود في إسرائيل إلى تسيير خط جوي مباشر مع جزيرة جربة ليتمكنوا من الحج إلى الغريبة" قائلا:"لو وقع تنظيم رحلات مباشرة من إسرائيل نحو جربة لارتفع عدد الحجاج الإسرائيليين إلى أكثر من 20 ألفا في السنة الواحدة". ويعيش في إسرائيل أكثر من 50 ألف يهودي من أصل تونسي. ويحظى كنيس الغريبة بمكانة خاصة عند اليهود فهو أقدم كنيس يبنونه خارج القدس (يتجاوز عمره 2500 عام) وتوجد به أقدم نسخة توراة في العالم. وتعرض الكنيس في 11 ابريل/أيار 2002 لهجوم انتحاري بواسطة شاحنة محملة بالغاز نفذه تونسي مقيم بفرنسا قضى في الهجوم الذي أسفر عن مقتل 21 شخصا (14 سائحا ألمانيا وخمسة تونسيين وفرنسيان اثنان) وتبناه تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن. وتتمثل مراسم الحج اليهودي إلى جربة في إضاءة الشموع داخل كنيس الغريبة وإقامة صلوات وأدعية والحصول على بركات حاخامات الكنيس , كما ينظم الحجيج مزادات علنية بساحة الكنيس يذهب ريعها إلى يهود جربة الذين يفوق عددهم الألف. ويعيش في تونس أكثر من 2000 يهودي يتركز نصفهم بجزيرة جربة التي تضم 11 معبدا يهوديا. ورغم أن تونس لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل فإنها تسمح منذ 2005 للإسرائيليين بدخول البلاد دون تأشيرة. وكان البلدان تبادلا سنة 1996 مكتبي رعاية مصالح بينهما , وأغلقت تونس مكتبها في تل أبيب بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية تنفيذا لقرارات القمة العربية في القاهرة عام 2000. وتقول وزارة الخارجية الإسرائيلية على موقعها في شبكة الانترنت إن البلدين أبقيا رغم ذلك على علاقات في المجالين الاقتصادي والسياحي. (د.ب.أ)