فى وقت لازال الحديث موصولا عن الحصار والمجاعة فى غزة ومعاناة المدنيين من الابرياء اطفال وشيوخ ومرضى .. اذا بتهديد آخر "بمحرقة" تقتلع الاخضر واليابس وتحصد ارواح الابرياء من المدنيين أطفال وشيوخ رجال ونساء بل ورضع ضعفاء على حد سواء .. بعد ساعات من التهديدات التي أطلقها "متان فلتائي" نائب وزير الدفاع الإسرائيلي بتنفيذ محرقة "هولوكوست" في قطاع غزة ،ترجمت قوات الاحتلال الاسرائيلى تهديدها وحولت قطاع غزة بسكانه الى “محرقة” حقيقية، بلغ عدد ضحاياها المئات بين شهداء وجرحى .. ليقف الراى العام العربى والعالمى عند حد التنديد والشجب فيما حرصت الولاياتالمتحدةالامريكية راعية السلام فى العالم -كما تدعى- بعدم ادانة اسرائيل فى مجلس الامن الدولى .. وسائل الاعلام واجهت صعوبة كبيرة في الوصول إلى مسرح المحرقة في مخيم جباليا، حيث عمدت قوات الاحتلال لإطلاق النار وقذائف الدبابات تجاه الصحافيين لمنعهم من نقل صور الجرائم. ولم تثر صور المحرقة في عواصم العالم سوى بعض ردود الفعل الخجولة التي عبرت عنها بعبارات ضبط النفس ووقف الأعمال العسكرية. الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال خلال اجتماع اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني ان ما يحدث فى غزة هو اكثر من محرقة , مؤكدا انه لا يعقل ان يكون رد الفعل الاسرائيلي علي الصواريخ ( ضعيفة التاثير ) بهذا الحجم الثقيل والرهيب،داعيا إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي لبحث الأوضاع في غزة. فيما ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ب “التصعيد العسكري الإسرائيلي رافضا الصمت العربي والدولي إزاء ما يجري. معربا عن دهشته من موقف مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومشدداً على ضرورة انعقادهما من أجل التعامل مع هذا الجرم الأخير وهذا العدوان الذي وقع ضحاياه من المدنيين من أطفال ونساء .. على جانب آخر عقد وزير الحرب ايهود باراك جلسة مشاورات مع رئيس اركان الجيش "غابي اشكنازي" ورئيس جهاز الشاباك وعدد من رؤساء الأجهزة الامنية وتقرر مواصلة العمليات العسكرية باستهداف قيادة حماس السياسية والعسكرية والانتقال الى مرحلة تفجير الانفاق التي تدعي اسرائيل انها أقيمت بمحاذاة معبر فيلادلفي. نائب رئيس الحكومة، "حاييم رامون" اعلن ان القيادة السياسية اصدرت أوامر للجيش باغتيال كل قيادي في حماس والتنظيمات الفلسطينية له علاقة باطلاق الصواريخ على اسرائيل ملمحاً الى ادراج اسماعيل هنية ايضا. مضيفا ان اسرائيل ستصعد حصارها الاقتصادي على غزة. من جهته دعا أولمرت المجلس الأمني المصغر، للبحث حول الحملة البرية واذا ستنفذ ام لا.. فيما أجرت وزارة الخارجية اجتماعا لكبار المسؤولين فيها للخروج في حملة اعلامية دولية للاقناع بضرورة العملية التي تنفذها. وأفاد التلفزيون الإسرائيلي ان لواء كاملاً أي نحو ألفي جندي قام بتنفيذ العمليات في قطاع غزة. ولم تغب طائرات سلاح الجو الاسرائيلي عن سماء غزة ، وساد القطاع حداد عام، وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وخلت الشوارع من المارة والمركبات حيث لم يقطع الصمت المطبق على غزة سوى اصوات الانفجارات المدوية المنبعثة من شمال غزة، وازيز الاعيرة النارية الثقيلة التي واصلت طائرات الاباتشي اطلاقها عشوائيا باتجاه منازل المواطنين والمواقع المفترضة لتمركز المقاومة، ما اوقع عشرات الاصابات في صفوف المدنيين خاصة من الاطفال والنساء. دفعة على الحساب .. من وجهة نظر اسرائيل، فإن كل هذه الجرائم ليست سوى دفعة على الحساب، وهي كما وصفها نائب وزير الدفاع الإسرائيلي "متان فيلنائي" ب"العملية الموسعة"، مشيرا في ذات الوقت الى أنها لا ترتقي إلى مصاف العمليات البرية الكبرى وأن ما تقوم به قوات الاحتلال لا يشذ عن إجراءاتها الاعتيادية لاحتواء ما اسماه بالتوتر ومنع إطلاق الصواريخ المحلية من القطاع. اهداف العدوان المستمر.. محللون عسكريون اكدوا تمسك الجيش بقرار الهجوم على قطاع غزة، رغم عدم الاتفاق مع المستوى السياسي على شكل هذا الرد ، فيما قال آخرون ان اسرائيل اقرب ما تكون للبدء بخطة لشل حركة حماس. وتشمل الخطة العسكرية والامنية والسياسية النقاط التالية: اولا : تنفيذ سلسلة اغتيالات ضد قادة من حركة حماس مثل محمود الزهار ( استشهد له ولدان) وخليل الحية (استشهد له ولد ) وسعيد صيام وزير داخلية حكومة حماس . ثانيا: تدمير وقصف مقار حركة حماس ومكاتب وزاراتها لعدم تمكينها من الاتصال بالجمهور وتقويض نفوذها وسيطرتها. ثالثا: ضرب شرطتها واجهزتها الامنية وقواتها. مصادر أمنية وطبية فلسطينية ذكرت أن الجيش الإسرائيلي استخدم في الغارات وعمليات التوغل جميع أنواع الأسلحة والأعيرة النارية والقذائف الصاروخية المسمارية والانشطارية, التي يحتوي بعضها علي مسحوق حارق, حيث إن معظم الإصابات في الجزء العلوي من الجسد, في حين تعرضت الأطراف للبتر. وعلى الرغم من ان التعبير بكلمة " محرقة " الذى استخدمه نائب وزير الدفاع الاسرائيلى نادرا ما يستخدم في إسرائيل خارج الإطار التاريخي للمحارق النازية في الحرب العالمية الثانية الا ان مايحدث على ارض الواقع فى قطاع غزة يعكس الاسلوب النازى الذى رسخ فى اذهان الاسرائيليين والممارسات التى لاتختلف كثيرا عن الهولوكست الذى تعرض له اليهود على يد الالمان والذى طالما وظفته اسرائيل فى جلب مصالح لها وابتزاز مشاعر العالم للوقوف فى صفها ..