يهدد ارتفاع الإيجارات جادة "الشانزليزيه" الباريسية بفقد أهم سماتها، وهي محلاتها العريقة ، ومتاجرها الصغيرة ومقاهيها المنتشرة على الجانبين مما جعلها معلما فرنسيا شهيرا، حيث صارت الآن من بين الأماكن الأكثر غلاء في العالم، حيث تحتل المرتبة الثالثة كأغلى المناطق العالمية. واليوم وقد اختفت أشهر سمات هذا المكان، فإن الجادة قد بدأت تفقد معالمها، التي يقصدها السائح أول ما يقصد في باريس إلى جانب عشق الباريسيين لها والتي تميزت بها دائما من حيث صغر حجم المحال وأناقتها وأسلوب عرضها الخاص، حيث حلت الدور الكبيرة مكانها، بعد ازدياد أسعار الإيجار للمحال لتصل إلى أرقام كبيرة. وقد أدى هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار إلى إغلاق عدد من المتاجر الصغيرة العريقة، لتحل مكانها متاجر الملابس المحلية والعالمية الكبيرة التي لا تتردد في دفع مبالغ طائلة للتواجد على مساحات هائلة، مما غير كثيرا من إطلالة المكان. جادة الشانزليزيه التي هي حلم أي إنسان يرغب في الشهرة والثراء صارت الآن كابوسا مزعجا لبعض الفرنسيين بعدما بلغ سعر إيجار المتر المربع 7300 يورو سنويا، ويصل في بعض الحالات إلى عشرة آلاف كما في محال الماكدونالد. الكثير من الأماكن المعروفة في الشانزليزيه باتت تغلق أبوابها مثل الصيدلية التي رفض صاحبها أن يدفع أكثر من 20 ألف يورو شهريا فتم طرده ليغدو أحد ضحايا ارتفاع الإيجار في الجادة وعلى بعد أمتار منه يتواجد مركز البريد الوحيد على الجادة والذي سيلقى المصير ذاته بعدما ارتفع ثمن الإيجار الخاص بالمكان سبعة أضعاف. بوم دو بان (صاحب محل مأكولات) يتحسر على الأيام الماضية ويقول "لا نريد أن تتبدل هذه الجادة حتى تصبح مثل الجادة الخامسة في نيويورك. وكلاء العقارات يؤكدون أن سبب ارتفاع الأسعار إلى هذا الحد يعود إلى تواجد أشهر المتاجر في هذا الشارع الشهير مما يعني بالنسبة للمتاجر الكبرى ما يقرب من 100 مليون عميل محتمل سنويا.