دوريات بحرية عسكرية قناة السويس تضررت تحقيق: إيمان أنور عمليات القرصنة أو"جريمة لصوص البحر" كما اسمتها اتفاقية جنيف للبحار عام 1958 استحوذت على اهتمام العالم أجمع خلال الفتره الأخيرة واهتمام المصريين بشكل خاص بعد اختطاف المركبين المصريين "سمارة" و"ممتاز1" منذ ال9 من أبريل/ نيسان 2009. وقال أحمد سمارة صاحب مركب "سمارة" - في تصريحات خاصه لموقع اخبار مصر www.egynews.net - "لقد قمنا بعمليات الصيد في أماكن مصرح بها بخليج عدن، وهي منطقة دولية ولم نكن بالقرب من السواحل الصومالية، ولكنهم رغم ذلك لم يتركونا، وتحدثت بنفسي مع القراصنة الذين طلبوا فدية 5 ملايين دولار ورغم تأكيدى لهم أننا صيادين فقراء إلا أنهم قالوا"هذا الأمر لا يعنينا"، كما أنهم هددونا عدة مرات بإحراق المراكب وقتل أولادنا". واضاف أنه "لا يوجد سمك في مصر، ونحن نصطاد في هذه المناطق منذ فترة طويلة، فما الذي يدعونا للذهاب إلى هذه الأماكن وتعريض حياة أبنائنا للخطر؟" وتمنى سمارة سرعة الإفراج عن 40 صيادا مصريا مختطفين، معربا عن استبشاره بتدخل الرئيس مبارك لحل المشكلة مع الرئيس الصومالي. المطالبة بالافراج عن البحارة المصريين من جانبه، قال صاحب المركب "ممتاز 1" حسام خليل"نحن معنا تصاريح بالصيد في هذه المنطقة بخليج عدن - وهى منطقة دولية تسير فيها العديد من السفن - وقد قدمنا التصاريح إلى وزارة الخارجية". وأضاف "تأتي مواسم في مصر يكون فيها السمك صغير الحجم ولا يصلح للصيدن فنتركه حتى يكبر ونذهب للصيد من هذه المناطق حتى نغطي حاجة السوق". وقال خليل إن "أبنائي الاثنين في المركب المختطفة، وكل أموالي وأبناء جيراني معهم، والصراخ والعويل هو السائد في منطقتنا، منتظرين فرج ربنا ومساعدة الرئيس مبارك والشعب المصري لكي يرجع أبناؤنا سالمين، فنحن لا حول لنا ولا قوة ولا نملك مبلغ الفدية المطلوبة". جذور المشكلة مشكلة عمليات القرصنة القائمة على سواحل الصومال ليست بالجديدة وتعود جذورها إلى مطلع التسعينيات من القرن المنصرم، عندما قامت قوارب الصيد غير الشرعية وسفن أخرى بدفن نفايات سامة، مستفيدين من انهيار نظام محمد سياد بري عام 1991، وبدأ الصيادون في اختطاف السفن الأجنبية بدعوى أنهم يدافعون في خطوطهم الساحلية. ازمة القرصنة ليست بالجديدة على العالم ويرى الدكتور محمد على عميد كلية النقل الدولي أن قيام السفن بالصيد بطريقة غير شرعية في المياه الصومالية لا يبرر القرصنة، فهناك طرق قانونية ورسميه لمواجهتها والتصدي لها. وأشار إلى أن السبب الرئيسي لعدم حل المشكلة هو غياب السلطة التشريعية، وعدم إحكام السيطرة على هؤلاء القراصنة. وأضاف أنه "لابد من دعم الاستقرار الداخلي بالصومال، الذي من شأنه تقديم حل عملي لهذه الأزمة، حلف الناتو يريد تدويل الأزمة ولكن علينا حلها في إطار عربي وإقليمي". ودعا د. محمد على إلى حل أزمة الصيادين المصريين بشكل سلمي من خلال التفاوض وعدم الخضوع للابتزاز. طول السواحل الصوماليه يصل الى 3700كيلومتر دوريات بحرية عسكرية من جانبه، تساءل أمين عام اتحاد المستثمرين العرب السفير جمال الدين البيومي عن كيفيه تمكن هؤلاء القراصنة من رصد كل هذه السفن مع أن طول السواحل الصومالية يصل إلى 3700 كيلومتر؟ وقال إن البعض يعتقد أن هناك من يساعد هؤلاء القراصنة من خلال استخدام أقمار صناعية تحدد أماكن السفن. وأضاف رغم أن الصومال وموريتانيا من أفقر الدول العربية لكنهما في الوقت نفسه أغناها بالثروة السمكية، موضحا أنه عند تعيين أى سفير مصري بالصومال كان يطلب منه عمل اتفاقيات لمصر كي نقوم بالصيد فى هذه المنطقة. ويرى البيومى أن أي حل يطرح لابد ألا يمس بأي حال من الأحوال أمننا القومي بسبب قرب هذه الأحداث من البحر الأحمر الذي يعد عربيا من جميع أطرافه، مشيرا إلى أنه إذا قامت أمريكا بالإضافة إلى حلف الأطلنطى بالتدخل في الصومال فهذا يعني سقوط دولة عربية أخرى مثل العراق. قناة السويس تضررت اكثر بالأزمة العالمية ودعا السفير البيومى إلى : - عمل دوريات بحرية عسكرية من دول الجوار بالمنطقة بشكل مستمر - رغم تكلفتها العالية - - السماح بوجود قوة محدودة على ظهر السفينة مثل الطائرات. قناة السويس تضررت وحول تأثر قناة السويس بهذه الأحداث، قال عميد كلية النقل الدولي د. محمد علي إن قناة السويس تأثرت بالفعل بسبب عمليات القرصنة ولكن بشكل محدود، وظهر أثره فقط بعد الأزمة الاقتصادية المالية العالمية. وأوضح السفير جمال الدين البيومي إن تأثر قناة السويس يزداد نظرا لأن الشحن البحري مصاب بكارثة جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، فمع انخفاض تكلفه الشحن و تدهور أسعار النفط بالإضافه إلى أزمة القرصنة فقد يتجه البعض إلى السفر عن طريق رأس الرجاء الصالح. واوضح البيومى ان استخدام طريق رأس الرجاء الصالح يعد أمرا مكلفا لأنه يأخذ وقتا طويلا بسبب بعد المسافة، مما يؤدي إلى استخدام النفط بشكل كبير، وبالتالي فإن أغلب السفن تبحث عن أقصر الطرق من خلال العبور عن طريق قناة السويس. وكان الفريق أحمد فاضل رئيس هيئة قناة السويس أعلن - في تصريحات سابقة - أن قناة السويس كان يعبرها ما يتراوح بين 6 و7 % على الأكثر من حجم التجارة العالمية، والآن وصلت إلى 10 %. وأشار إلى أن ذلك يعنى زيادة النمو في حجم التجارة العابرة نتيجة الثقة والقدرة على الاستيعاب، وضمان المستخدم لحسن الادارة والامن وسلامة وحدته الناقلة، وتحقيق كل ما هو مطلوب توفيره من عنصر نقل بحري آمن مستقر. وحول تأثير عمليات القرصنة على قناة السويس أوضح الفريق فاضل أن الموضوع ليس متعلقا بتهديد لدخول القناة بل إنه تهديد للملاحة العالمية الدولية. وقد أثرذلك على قناة السويس لكنه تأثير أقل كثيرا من تأثير الأزمة العالمية. وأخيرا وليس آخرا، يبقى التساؤل أين الحل الجذري لأزمة القرصنة؟ فالأبرياء يختطفون بدون ذنب، كما تزايدت التوقعات بتدخلات أجنبية في السواحل الصومالية بحجة قمع القراصنة.