«اسبريسو» ماكينة تشبه الطابعة التي تستعمل في المكاتب، فنحن لا نتكلم عن قهوة «الاسبريسو» الإيطالية السريعة، إنما نتكلم عن اختراع لماكينة تطبع الكتاب في أقل من 5 دقائق، وأطلقت لأول مرة في لندن أمس، وتعتبر نقلة نوعية في عالم الطباعة منذ اختراع جوتنبورج للطابعة الورقية منذ 500 عام. فاليوم يمكنك أن تتوجه إلى محلات «بلاكويل» في شارع «تشارينج كروس» في لندن، لتطبع الكتاب الذي تريده قديما أم جديدا بغلافه الأصلي في دقائق معدودة، وستقول وداعا لسماع عبارة «آسف يا سيدي، الكتاب غير متوفر في المحل». وفي اتصال أجرته جريدة «الشرق الأوسط» مع جاريث هاردي مدير المبيعات في محلات «بلاكويل» الرائدة في مجال بيع الكتب في بريطانيا، قال إن الماكينة ستشكل قنبلة في عالم الكتابة والطباعة، فهي تقدم فرصة طباعة الكتب الخاصة للكتاب الصاعدين الذين لا تتوفر لديهم القدرة المالية على طباعة قصصهم ورواياتهم في المطابع الكبرى، فيكفي أن تدخل المعلومات المخزنة على أسطوانة أو على شريحة ذاكرة أو بواسطة أي طريقة أخرى للحفظ، داخل الماكينة الموجودة في أحد فروع محلات «بلاكويل»، وفي غضون دقيقتين تقرأ الماكينة المعلومات المدونة على الجهاز الحافظ (في حال كان الملف خاصا)، أو يتم تحديد اسم الكتاب الذي تريد طباعته، وترسل المادة إلى الأوراق المخزنة داخل الماكينة (بحجم ورق «إيه 4»)، وبعدها يتولى القسم الآخر من الماكينة مهمة تقطيع الورق إلى حجم الكتاب الأصلي ووضع الصمغ عليه وتغليفه، ليخرج الكتاب جاهزا بعد دقيقتين من فتحة على شكل فتحة إدخال البريد التي توجد على الأبواب. ويقول هاردي إن الماكينة مهمة جدا لأنها تخول الشخص طباعة الكتب غير المتوفرة في محلات البيع، أو الكتب القديمة غير المتوفرة في الأسواق، والتي لم تحظَ بفرصة الطباعة مجددا. الماكينة من تصميم شركة «أون ديماند بوكس On Demand Books» الأميركية، وينشر موقع الشركة الإلكتروني الأماكن التي تتوفر فيها الماكينة حاليا، من بينها أميركا وكندا وأستراليا ومكتبة الإسكندرية. وفي اتصال مع مروى العناني المسؤولة التنفيذية عن الخدمات المرجعية في مكتبة الإسكندرية قالت بأن الماكينة وصلت إلى المكتبة نهاية الصيف الماضي، وهي موضوعة في غرفة خاصة قريبة من قاعة القراءة، ولكن لم يتم تشغيلها بعدُ على أمل الانتهاء من حل جميع القضايا العالقة، من بينها قضية المحافظة على حقوق النشر والطباعة، ومن المنتظر أن توضع ماكينة «اسبريسو بوك ماشين» في شهر مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) القادمين في الخدمة. وأضافت عناني بأن الماكينة هي فعلا اختراع لا مثيل له منذ اختراع جوتنبورج، والطلب كبير والاستفسار عنها لا يوصف، فهناك نسبة كبيرة من المهتمين الذين يأتون إلى المكتبة بدافع رؤية الماكينة وطرح الأسئلة والاستفسار عن موعد بدء تشغيلها، فهي من شأنها أن تحل العديد من المشكلات، من بينها الحصول على الكتب غير المتوفرة على الرفوف أو تلك التي تعتبر نادرة الوجود نسبة إلى قِدمها وقيمتها. يشار إلى أن الشاب الأميركي جايسون إبستاين يقف وراء هذا الاختراع، وكان نجم معرض الكتاب الذي شهدته لندن هذا الأسبوع، وقام بطباعة كتاب أمام الحاضرين من خلال الضغط على مفتاح كتب عليه «اطبع كتابا»، وبعد دقائق خرج الكتاب أمام أعين الجميع ولا يزال ساخنا ورائحة الحبر تعبق منه. ويشبه البعض في بريطانيا «الاسبريسو» بماكينة «الآي تي إم» لسحب الأموال، ولكن عوضا عن إعطائك المال تعطيك كتابا لا تقدر قيمته بثمن.