علي مدي السنوات السبع الماضية، بدأ العاملون بموقع جوجل في تحويل الكتب والمجلدات الموجودة في سراديب وأرفف مكتبات الجامعات الأمريكية، إلي وثائق رقمية، وطرحها علي شبكة الإنترنت، لتوفيرها للباحثين أونلاين، وكانت الحصيلة ملايين الكتب منها أكثر من مليوني كتاب سقطت حقوق الملكية عنها لمرور المدة القانونية. الأمر لم يتوقف عند حد إتاحة الكتب وكسر احتكار بعض مواقع الإنترنت العتيقة لها، وإنما امتداد ليصبح تجارة ضخمة ومنظمة بالشراكة التي عقدتها جوجل مع شركة الطلب علي الكتب لتصنيع آلة الطبع الإسبريسو، التي تسمح بتحويل النسخة الإلكترونية إلي نسخة ورقية في أقل من أربع دقائق، بكفاءة تصل إلي 300 ورقة وغلاف أربعة ألوان، مع تحديد القطع المراد، باستخدام مواد خام لا يتعدي ثمنها الثلاثة دولارات، ويصل إجمالي الكتب التي تنتجها الآلة إلي 60 ألف كتاب في العام. ولعلها من الضربات القاسمة لموقع الأمازون الذي احتكر الكتب النادرة والمهمة علي مستوي العالم لفترة طويلة، فأصبح بإمكان مراكز بيع الكتب المحلية في أنحاء العالم منافسة الموقع العريق،عبر شراء الماكينة وطباعة أي كتاب من ال2 مليون التي سقطت عنهما حقوق الملكية وأتاحتهما جوجل. ومن المراكز المحلية الحالية المشاركة في هذا المشروع: مكتبة شابيروا بجامعة ميتشجان في أمريكا، ومكتبة بلاكويل في لندن، مكتبة الإسكندرية في مصر، مكتبة جامعة البرتا في أدمونتون بكندا ، وانجوس & روبرتسون لبيع الكتب في ملبورن باستراليا، وتأمل شركة الطلب علي الكتب في أن يصل إجمالي طابعات الإسبرسو حول العالم إلي 90 طابعة في العام المقبل. السعر الأساسي للكتاب سيكون ثمانية دولارات، منها ثلاثة دولارات ربح لمركز البيع، وأربعة دولارات تكلفة الخامات، بالإضافة إلي الرسوم التي ستفرضها شركتيا الطلب علي الكتب وجوجل، وتسعي الأخيرة للتبرع بحصتها في هذا المشروع لجهة خيرية لم تحددها بعد كنوع من الرد علي الفوضي القانونية التي تسببت فيها فيما يتعلق بحقوق النشر والتأليف للكتب التي كوّن عمالقة التكنولوجيا الثالثة ياهوو وأمازون ومايكروسوفت حلفا باسم الكتاب المفتوح ضد خدمة جوجل للكتب التي تسعي لإنشاء أكبر مكتبة افتراضية علي شبكة الإنترنت، وقد انضم لهذا الحلف الثلاثي عدد من الجمعيات الخيرية والمكتبات وترأسها الجماعة غير الربحية لأرشيف الإنترنت، جميعهم يعارضون صفقة جوجل بدعوي أنها بذلك تحاول احتكار نظام المكتبة خاصة أنها بهذا المشروع ستصبح المصدر الإلكتروني الرئيسي للعديد من الأعمال التي قد يستغلونها ويتحكمون في تكلفة توصيلها. جوجل واصلت مشروعها بصفقة مع دور النشر تكلفت 125 مليون دولار لإنشاء سجل حقوق الكتب والسماح للناشرين والمؤلفين بتسجيل أعمالهم وتعويضهم عن استخدامها، مع حصول جوجل علي 30٪ من قيمة مبيعات تلك الكتب، وتكمن المفارقة في أن 50 - 70٪ من الكتب المنشورة منذ 1923 توفي أصحابها، وأصبح أصحاب حقوق النشر فيها مجهولين. وزارة العدل الأمريكية لم تخف قلقها من صفقة جوجل مع دور النشر التي ستقدم للعالم أكبر مكتبة افتراضية عرفها علي الإطلاق، وهو ما دفعها لإجراء تحقيق حول الاحتكار الذي سينتج عن الصفقة فضلا عن أنها حثت المحكمة الجزئية الأمريكية في نيويورك التي من المقرر ان تنظر القضية في 7 أكتوبر علي رفض الاتفاق في شكله الحالي مع تشجيع المزيد من المناقشات حوله.