أكد عالم الآثار التشيكى ميروسلاف بارتا الأستاذ بمعهد المصريات انه على الرغم من إكتشاف أكثر من 56 مقبرة في منطقة أبو صير شمالى سقارة بالجيزة (جنوبالقاهرة) خلال 18 عاما الا أن المنطقة لا تزال تحتوى على الكثير من الآثار التى تحكى الكثير عن تاريخ مصر القديمة . وقال بارتا - خلال محاضرة عقدت بمقر سفارة التشيك الثلاثاء بعنوان "اكتشاف التشيك لأبو صير" عرض خلالها أهم ملامح الاكتشافات فى المنطقة - ان أهمية المكان تأتى من كونه جزءا من منطقة متسعة من الأهرامات الممتدة من ميدوم إلى أبو رواش التي تشكل معا فصلا هاما من التاريخ المصري القديم.. كما أن شهرتها جاءت بشكل خاص بسبب أوراق البردى التى ظهرت فى أسواق القاهرة والأقصر فى نهاية القرن التاسع عشر. واضاف :ان أول نشاطات معهد المصريات التشيكى كانت في النوبة بالمعبد الجنوبي في طافا الذي تم تفكيكه بعد مائة عام من اكتشافه لأسباب متعددة، ثم المعبد الروماني في كيرتاسي، مؤكدا أن النوبة تتمتع ليس فقط بالمعابد الجميلة ولكن أيضا أحجار تحتوى على نقوش رائعة يمكن رؤيتها فى المعبد النوبي فى أسوان تحكي أهم الاحداث التاريخية بعضها من عصور ما قبل التاريخ. ومن بين الآثار الأخرى المكتشفة فى منطقة أبو صير مصطبة بتاحشبس التى لم يكن لها نظير فى هذا الوقت والذي بدأ حياته المهنية حلاقا للملك ولكن بموجب مهنته كان مطلعا على أسرار لم يكن يعرفها كبار رجال الدولة ثم اختاره الملك ليكون وزيرا له ويزوجه إحدى بناته. وأوضح بارتا أنه من أهم المهام التي تحرص عليها الحملة إلى جانب اكتشاف الآثار في المرتبة الأولى.. ترميمها خاصة أن مصر بها آلاف المواقع الآثرية والتعرف على المعنى وراء كل جزء يكتشف عن فصل جديد في التاريخ باستخدام وسائل تكنولوجية مختلفة. وأشار إلى أن البعثة الأثرية تعتمد على عدة وسائل لمساعدتها فى تحديد أين وكيف تبدأ الاستكشافات وعلى رأسها التكنولوجيا الحديثة حيث قام المعهد التكنولوجي في عامي 2002 و2003 بالاعتماد على التصوير عبر الأقمار الصناعية التي لم يكن هناك أي منها في هذا الوقت فوق موقع أبو صير وسقارة ودهشور مما اضطر البعثة للتعاقد مع شركات خاصة لإعادة برمجة القمر الصناعي للقيام بهذه العملية. كما تعتمد البعثة على ربط صور الأقمار الصناعية مع المسح الجغرافي التي توضح الأمور بشكل أكبر، بالإضافة إلى مقارنة الخرائط من العصور المختلفة حيث أنه في الماضي ربما منذ مائة عام مضت تم اكتشاف مواقع أثرية لكنها اختفت بعدها وبالتالي فإن مقارنة الخرائط قد يظهر أماكن هذه الآثار. (أ ش أ)