اتخذت السلطات الإسرائيلية الجمعة تدابير أمنية مشددة حول وداخل مدينة القدس في أعقاب الهجوم على مدرسة دينية في القدسالغربية مساء الخميس والذي أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة العديد بجروح مختلفة. واعلنت واشنطن مقتل احد مواطنيها واصابة اخر فى العملية الاستشهادية وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي ان الجيش فرض اغلاقا كاملا على الضفة الغربيةالمحتلة حتى مساء السبت. كما تم كشف النقاب عن منفذ الهجوم على المدرسة اليهودية فى القدس امس وهو علاء هاشم ابودهيم وكان يعمل سائقا فى هذه المدرسة. وقال قائد شرطة القدس اهارون فرانكو لاذاعة الجيش الاسرائيلي "ارسلنا قوات كبيرة الى القدس لضمان امن السكان". واكد ان الشرطة "في حالة استنفار عام" في جميع انحاء اسرائيل.وفي اطار الاجراءات الامنية، منعت الشرطة الفلسطينيين الذكور الذين تقل اعمارهم عن 45 عاما من دخول حرم المسجد الاقصى في القدسالشرقية لاداء صلاة الجمعة. وقتل طلاب المدرسة التلمودية "المركز الحاخامي" (مركز هاراف) في القدسالغربية الذي تخرج منه كبار قادة الحركة الاستيطانية مساء الخميس برصاص اطلقه فدائي فلسطيني من رشاش. وقالت مصادر طبية ان الهجوم اسفر عن سقوط عشرة جرحى ايضا. وقال راديو اسرائيل ان المهاجم من عرب اسرائيل. وقالت مصادر فلسطينية ان قوة عسكرية كبيرة اقتحمت مساء الخميس بيت لحم وان اكثر من 30 آلية عسكرية اقتحمت المدينة واغلقت جميع مداخلها وحاصرت منزل محمد شحادة القيادي بالجهاد الاسلامي. وفى وقت سابق، قال مسعفون فلسطينيون ان الجيش الاسرائيلي قتل بالرصاص يوم الجمعة مزارعا في شمال قطاع غزة.من جهتها، قالت حركة الجهاد الاسلامي ان ضربة جوية اسرائيلية قتلت اربعة فلسطينيين في قطاع غزة الخميس عقب هجوم المدرسة بالقدسالغربية. من جهة اخرى، اعلنت حركة حماس مسئوليتها عن الحادث ردود الافعال وادان الرئيس الفلسطيني محمود عباس هجوم القدس .وقال صائب عريقات مساعد عباس ان الرئيس الفلسطيني يدين الهجوم ويؤكد مجددا على ادانته لكل الهجمات التي تستهدف مدنيين سواء كانوا فلسطينيين او اسرائيليين. ووصفت اسرائيل هجوم القدس بانه "مجزرة" لكنها قالت ان محادثات السلام مع عباس ستستمر. كما فشل مجلس الامن الدولي امس في التوصل الى اتفاق لادانة هجوم القدس الذي اسفر عن سقوط ثمانية قتلى بينما تبادلت اسرائيل وليبيا الاتهامات بالارهاب. وقال السفير الاميركي في الاممالمتحدة زلماي خليل زاد للصحافيين بعد اجتماع طارىء للمجلس "لم نتمكن من التوصل الى اتفاق لان الوفد الليبي وبدعم من وفدين اخريين لم يرغبو في ادانة الهجوم بحد ذاته". وقال زالماي خليل زاد- السفير الامريكي لدى الاممالمتحدة- للصحفيين بعد اجتماع المجلس "لم نتمكن من الوصول الي اتفاق لان الوفد الليبي بمساندة وفد أو وفدين آخرين لم يشأ أن يدين هذا العمل في حد ذاته، لكنه أراد ربطه بمسائل أُخرى." وسعى الليبيون الي ان يتضمن البيان إدانة للهجمات الاسرائيلية الأخيرة في قطاع غزة، والتي أودت بحياة أكثر من 120 فلسطينيا بينهم مدنيون كثيرون. وقال عضو بالوفد الليبي متحدثا الي الصحفيين بعد الاجتماع انه ينبغي ألا يتحدث المجلس عن هجوم القدس، بينما يتجاهل الوضع في غزة. وقد أدانت الولاياتالمتحدة، وفرنسا، والمانيا الهجوم بأشد العبارات.قال الرئيس الامريكي جورج بوش ان الولاياتالمتحدة تقف بحزم مع اسرائيل بعد ان هاجم مسلح فلسطيني مدرسة دينية يهودية في القدس وقتل ثمانية أشخاص على الاقل. من ناحية اخرى، أدان مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة في قرار قدمته الدول الاسلامية. وامتنعت دول الاتحاد الاوروبي السبع الاعضاء في المجلس واليابان وكوريا عن التصويت بعد ان ادى اتفاق حل وسط الى ازالة الاشارة الي جرائم الحرب من نص مشروع القرار ووصف سياسة اسرائيل بانها تنتهك القانون الانساني الدولي. وقدمت باكستان نيابة عن منظمة المؤتمر الاسلامي مسودة قرار سارع مبعوث اسرائيل الى رفضه ووصفه بأنه "استعراض سياسي".وايد مجلس حقوق الانسان المؤلف من 47 عضوا القرار باغلبية 33 صوتا واعترضت كندا عليه بينما امتنعت 13 دولة عن التصويت. وطالب النص، الذي رعته منظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية، بوقف فوري للهجمات العسكرية الاسرائيلية على قطاع غزة وكذلك وقف اطلاق الصواريخ البدائية الصنع من جانب النشطاء الفلسطينيين على جنوب اسرائيل.كما ادان الهجمات العسكرية الاسرائيلية المتواصلة على القطاع واتهم اسرائيل "بفرض عقاب جماعي على السكان المدنيين وهو ما ينتهك القانون الانساني الدولي." كما اكد وزير الخارجية الفرنسية بيرنار كوشنير ان عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين هى السبيل الوحيد لتسوية النزاع الفلسطينى الاسرائيلى وإقامة الدولة الفلسطينية بأعتبارها الضمان لامن اسرائيل. (رويترز-اش ا-دب ا)