فشل مجلس الأمن الدولي بالاتفاق على إدانة عملية القدس الاستشهادية الذي استهدف مدرسة دينية يهودية وأدت إلى مقتل ثمانية إسرائيليين وإصابة العشرات بالإضافة إلى المنفذ وذلك بسبب معارضة ليبيا. السفير الليبي إبراهيم الدباشي قال إن بلاده وعددا من الدول الأخرى اعترضت على إدانة العملية في القدس دون ذكر ما يجري بقطاع غزة؛ مشيرا إلى أن أربع دول أخرى أصرت على أن تتم الإشارة إلى قتل المدنيين الفلسطينيين في القطاع. فشل في إدانة المحرقة يذكر أن مجلس الأمن فشل الأسبوع الماضي في إدانة المحرقة الإسرائيلية والتي ارتكبت بحق قطاع غزة، والتي اعتبرت أكبر مجزرة ترتكب خلال يوم واحد منذ نحو أربعة عقود في فلسطين، دون أن يسمع الشعب المحاصر من يدين ويندد بهذه المذبحة من قبل دول العالم والمجتمع الدولي وحتى الدول العربية، بل إنهم حمّلوا المقاومة التي تدافع عن الشعب بوسائل بدائية المسؤولية. ترحيب بالعملية الاستشهادية من جهتها باركت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" العملية الاستشهادية المزدوجة التي وقعت في مدينة القدسالمحتلة مساء الخميس (6/3)، وقالت: "إن هذه العملية البطولية تأتي في إطار الرد على جرائم الاحتلال الصهيوني المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، والتي كان آخرها ارتكاب هذا العدو المجرم المحرقة بحق أهالي ومواطني قطاع غزة الصامد". تسابق "من يدين أولا" وفيما أدان رئيس السلطة محمود عباس العلمية اعتبرت فصائل فلسطينية أن عملية القدسالغربية هي ردا على ما مجازر الاحتلال في قطاع غزة والضفة الغربية. من جهته قال السفير الأميركي بالأممالمتحدة زلماي خليل زاد إن "الوفد الليبي لم يشأ إدانة العملية"، مشيرا إلى أن السفير الليبي أراد ربط عملية القدس بأحداث غزة، معتبراً خليل أن ذلك الربط غير مقبول. وقبيل الاجتماع العاجل للمجلس بدعوة من واشنطن، وزع خليل زاد مشروع الإعلان الرئاسي الذي ينص على إدانة الهجوم الذي وقع بالقدسالغربية الليلة الماضية "بأشد العبارات". وكان الرئيس الأميركي جورج بوش أدان ب"أقوى العبارات الممكنة الهجوم في القدسالغربية الذي استهدف طلابا أبرياء"على حد تعبيره"، ووصفه بالبربري, مجددا دعم بلاده لإسرائيل، في حين قالت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أن هذا "العمل البربري لا مكان له بين الشعوب المتحضرة ويصدم ضمير كل الأمم المحبة للسلام". كما تسابق كل من المترشحين للانتخابات الأميركية عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون وباراك أوباما إلى إدانة الهجوم. وقالت كلينتون إن واشنطن "ستستمر في الوقوف إلى جانب إسرائيل في معركتها ضد ما أسمته "الإرهاب"، أما باراك أوباما فأكد هو الآخر وقوفه إلى جانب إسرائيل مدينا ما وصفه "بالاعتداء الجبان". وفي لندن أعرب وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند عن أسفه "للهجوم المخيف", معتبرا أن الهجوم "سهم أطلق على قلب عملية السلام التي أنعشت لتوها". كما أدانته الحكومة الإسبانية واعتبرته "اعتداء إرهابيا وحشيا". وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر في بيان إن بلاده تدين بشدة "الهجوم الرهيب الذي وقع بالقدسالغربية في مدرسة تلمودية وأسفر عن مقتل عدد كبير من المدنيين". ودعا كوشنر في الوقت ذاته إلى متابعة التفاوض من أجل إقامة دولة فلسطينية. وفي وقت سابق صرح المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية آري ميكيل بأن تل أبيب ستواصل محادثات السلام, رغم لعملية القدس، وأضاف ميكيل أن "هؤلاء الإرهابيين يحاولون تدمير فرص السلام, لكننا بالتأكيد سنواصل المحادثات".