صرح الرئيس السوري بشار الأسد أن إسرائيل وسوريا كانتا قاب قوسين أو أدنى من توقيع اتفاقية سلام؛ وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قد أبدى استعداداً للانسحاب من كل هضبة الجولان. وأضاف أن سوريا طلبت من إسرائيل التوقيع على مستند تتعهد فيه الأخيرة بالانسحاب الكامل من هضبة الجولان حتى حدود 1967، وأن رئيس الوزراء الاسرائيلي اولمرت وافق على هذا الطلب. وفي حديث لصحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية الأربعاء، أشار الأسد أنه أثناء انتظار سوريا لرد إسرائيل والتوقيع على مستند يحدد خط الحدود عام 1967 في ست نقاط على الخريطة، بدأ الجيش الاسرائيلي بتنفيذ عملية الرصاص المصبوب في غزة، وتم تجميد المحادثات غير المباشرة. وقدم الرئيس السوري لحديثه بلمحة نادرة عما جرى خلف كواليس المحادثات غير المباشرة مع أولمرت- بوساطة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان؛ حيث قال إن اولمرت أبلغ رئيس الحكومة التركي أنه مستعد للانسحاب من هضبة الجولان، وحينها بدأ الحديث والدخول في التفاصيل المتعلقة بهذا الانسحاب. الأسد يريد لعب دور الوسيط بين الغرب وايران و أعرب الاسد عن أمله في لقاء الرئيس الامريكي باراك أوباما وأبدى رغبته في المساعدة في الوساطة بين الغرب وايران. وقال الاسد "مع الانسحاب من العراق والرغبة في السلام واغلاق جوانتانامو قدم أوباما نفسه على انه رجل يحترم كلمته"مشيرا الى القاعدة البحرية الامريكية في كوبا حيث يحتجز مئات من المتشددين الاسلاميين المشتبه بهم معظمهم منذ سنوات دون محاكمة. ولكن الاسد قال ان من المبكر للغاية الحديث عن "تحول تاريخي" في السياسة الخارجية الامريكية. وعند سؤاله عن مقابلة أوباما اضاف الاسد "نعم من حيث المبدأ، ستكون علامة ايجابية للغاية، لكنى لا أتطلع الى فرصة لالتقاط الصور..اريد ان أراه كي نتحدث." "الأتراك شعروا أنهم خدعوا": وبخصوص الليلة التي قضاها أولمرت لدى أردوغان في تركيا، قال الأسد: "تحدث أردوغان على الخط الهاتفي معي من اسطنبول، وكان اولمرت بجانبه يتناول وجبة العشاء، وأنا كنت في دمشق. طلب أردوغان التحدث معي بشكل عاجل، فقد كانت هناك عقبة واحدة اعترضت سبيل الانتقال إلى المحادثات المباشرة – وكان على إسرائيل أن توقع على المستند الذي يحدد النقاط الجغرافية الست لحدود 67 على امتداد هضبة الجولان، بحيرة طبرية ونهر الأردن". ثم قال الأسد إن أولمرت تهرب من تقديم جواب شافي بهذا الخصوص، بينما طلب منه أردوغان أجوبة واضحة وقاطعة. وقال: "طلب أولمرت تأجيل الرد لعدة أيام بهدف التشاور مع وزراء حكومته. لكن حينها، وبعد 4 أيام من هذا الحديث، بدأت إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة؛ مما أدى الى وقف المحادثات. ووصف الأسد المحادثات بفرصة تم اهدارها، وقال إنه في أعقاب بدء العملية في قطاع غزة، شعر الأتراك بأنه قد تم خداعهم. وتطرق الأسد أيضا إلى الوضع السياسي الراهن في إسرائيل- قبيل تشكيل حكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، وقال إنه لا يخشى من نتنياهو، لكن حقيقة انتخاب الشعب الإسرائيلي للأحزاب اليمينية قد تشكل عائقا أمام استمرار محادثات السلام. (الإذاعة الإسرائيلية/ رويترز)