اعترف بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر بإساءة التصرف في مسألة الاسقف الذي أنكر المحرقة النازية وحذر من أن الكنيسة تخاطر بالتهام نفسها من خلال التشاحن الداخلي. وقال البابا ايضا في رسالته الى اساقفة العالم التي ينشرها الفاتيكان الخميس انه شعر بالالم لانتقاد الكاثوليك له، ولان الفاتيكان كان من الممكن أن يتوقع المشاكل لو أنه زاد من استخدامه للانترنت. ومن النادر للغاية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية أن يضطر أحد البابوات الى تفسير أعماله لاساقفته بعد القيام بها وأن يعترف بارتكاب اخطاء. وقال اسقف ايطالي تسلم الرسالة وناقشها مشترطا عدم ذكر اسمه "الرسالة شخصية للغاية وتفيض ألما، لكنها شديدة الصدق". ويقول البابا ان المسألة اثارت عاصفة من الاحتداد والمته بشدة وخصوصا لان معظم الانتقادات جاءت من جانب كاثوليك. وكان بنديكت قد رفع الحرمان الكنسي فى 24 يناير/كانون الثاني عن الاسقف البريطاني ريتشارد وليامسون وثلاثة اساقفة اخرين محاولا انهاء انقسام يرجع الى 20 عاما بدأ بحرمانهم من الكنيسة لتنصيبهم دون اذن من البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. وقال وليامسون في مقابلة اذيعت قبل ذلك بعدة ايام انه لا يعتقد انه كانت هناك افران للغاز وان عدد اليهود الذين قتلوا في معسكرات الاعتقال النازية لا يزيد عن 300 الف. وادت تصريحات وليامسون وقرار البابا رفع الحرمان الكنسي عنه الى انقسام شديد في العلاقات الكاثوليكية اليهودية، وادان القرار الناجون من المحرقة وبعض الكاثوليك وكبير الحاخامين في إسرائيل وزعماء اليهود في العالم والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل. وقال الفاتيكان في ذلك الوقت إنه لم يكن يعرف ان وليامسون ينكر المحرقة لكن المنتقدين قالوا ان بحثا بسيطا على الانترنت كان سيكشف عن تصريحاته، وقال احد المنتقدين الكاثوليك البارزين انذاك "ألا يعرف الفاتيكان بجوجل". ويقول البابا في رسالته انه أبلغ بعد تفجر الازمة بان الاستخدام الافضل للانترنت كان من شأنه ان يكشف عن بعض المشاكل، ويقول انه استوعب الدرس وانه ينبغي للفاتيكان في المستقبل ان يبدي اهتماما اكبر بهذا المصدر للمعلومات". ويقول البابا انه ما كان له ان يتوقع ان تطغى مسألة وليامسون على نيته اعادة الوحدة الى صفوف الكنيسة برفع الحرمان الكنسي عن الاساقفة المنتمين الى جمعية القديس بيوس العاشر. ولم يستجب الاسقف وليامسون حتى الان لطلب الفاتيكان التراجع علنا عن ارائه. (رويترز)