أكد المشاركون فى المؤتمر الدولى لدعم الاقتصاد الفلسطينى لإعادة إعمار قطاع غزة دعمهم للجهود المصرية المتواصلة لتثبيت الوقف الهش لإطلاق النار ولتحقيق تهدئة طويلة الأمد فى قطاع غزة وتعهد المشاركون في المؤتمر الذي عقد بمدينة شرم الشيخ بتقديم مبلغ يقدر ب 4 مليارات و481 مليون دولار أمريكى ليضاف الى تعهدات سابقة ليصل المبلغ الى 5.2 مليار دولار للعامين القادمين لإعادة إعمار القطاع. كما تعهدوا فى البيان الذى ألقاه السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري بالبدء فى توزيع تلك التعهدات فى أسرع وقت ممكن من أجل سرعة التأثير على الحياة اليومية للفلسطينيين. ورحب البيان بالتجاوب المكثف من جانب المجتمع الدولى للاحتياجات الإنسانية الفورية للشعب الفلسطينى فى غزة التى تسببت فيها الأعمال العدائية العسكرية، وحث المانحين على الاستمرار فى توفير الدعم لهذه المتطلبات الضرورية، بما فى ذلك من خلال الآلية الموحدة لنداءات الأممالمتحدة، وأكد المشاركون على الحاجة إلى أن يكون ضخ هذه المساعدات وفق المبادىء الإنسانية الرئيسية من عدالة ونزاهة ووفق الاستقلالية العملياتية. وكان مبارك قد افتتح صباح الاثنين أعمال المؤتمر الدولي لإعادة أعمار قطاع غزة بشرم الشيخ بحضور رؤساء ووزراء خارجية وأعضاء وفود نحو 87 دولة ومنظمة ومؤسسة مالية وإقليمية ودولية. وأكد مبارك تواصل الجهود المصرية لإدخال المساعدات العربية والدولية لاحتواء الوضع المتدهور في القطاع، مؤكدا أن الأولوية في الوقت الحالي هو التوصل لاتفاق هدنة. وبدأت بعد ظهر الاثنين بمقر المركز الدولى للمؤتمرات بشرم الشيخ اعمال جلسة العمل الثانية لمؤتمر دعم الاقتصاد الفلسطينى لإعادة إعمار غزة برئاسة فايزة أبوالنجا وزيرة التعاون الدولى بمصر. وقال وزير الشئون الخارجية والتعاون المغربى الطيب الفاسي الفهري ان هذا المؤتمر يعقد من اجل هدف نبيل لاعادة اعمار غزة، واعادة بناء ما دمرته الحرب الاسرائيلية . وأشاد الوزير المغربى بدور مصر فى لم الشمل الفلسطينى واستضافة جولات الحوار والوفاق بين الفصائل الفلسطينية وصولا الى موقف فلسطينى واحد . ودعا آدم بنيت مدير إدارة الشرق الأوسط بصندوق النقد الدولي، فى كلمة له امام الجلسة إلى إزالة القيود على التنقل بين الحدود فى الاراضى الفلسطينية والاسراع بدعم الاعمار والاقتصاد الفلسطينى، وقال إن الصندوق سيساهم فى دعم النظام النقدى الفلسطينى، الامر الذى سينعش الاقتصاد الفلسطينى بشكل عام . من جهته، قال جاسم المناعي مدير عام صندوق النقد العربى ان العالم صدم بمقدار الدمار الهائل وعدد الضحايا الذى تعرض له قطاع غزة من جراء العدوان الاسرائيلى، وأضاف انه على الرغم من اهتمام المؤتمر باعمار غزة، الا ان الوضع فى الضفة الغربية يزداد سوءا خاصة مع تزايد حجم الاستيطان . وأوضح ان صندوق النقد العربى اسهم حتى الان بمعونات تقدر بنحو 70 مليون دولار لخلق فرص عمل وتأهيل المساكن المتضررة وتطوير المناطق الصناعية والريفية وتدريب الكوادر الفلسطينية، وسيستمر الصندوق فى توفير المعونات المالية والفنية للشعب الفلسطينى . بدوره، نوه عبد الوهاب عبد الله وزير الخارجية التونسي بالجهود التى تبذلها مصر من أجل تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وإعمار غزة، وقال ان تونس شاركت بفاعلية فى الجهود الرامية للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، معلنا عن تقديم تونس اربعة ملايين دولار لجهود اعمار غزة مع استعدادها للمشاركة فى جهود اعادة البنى والاعمار فى كنف الوحدة الوطنية الفلسطينية . من جانبه، قال نائب وزير خارجية كوريا الجنوبية شين سو إنه بدون تنمية فلسطين لن يكون هناك حل للصراع الفلسطينى الاسرائيلى ، واعرب عن تأييد حكومته للتوصل الى حل سلمى ومساعدة اللاجئين . واعلن ان حكومته قررت تقديم 15 مليون دولار لغزة بما فى ذلك المساعدات الانسانية وتطوير الموارد البشرية فى المناطق الفلسطينية. من جانبه، قال وزير خارجية النرويح جوناس جارسور إن بلاده توجه الدعوة الى اجتماع يضم أعضاء لجنة الأرتباط لدعم الأقتصاد الفلسطينى فى الاول من ابريل لمناقشة المواضيع الاتية : أولا.. مساندة السلطة الفلسطينية اعتمادا على اجماعنا المشترك ان غزة هى جزء اصيل من الاراضى الفلسطينية وأن خطة السلطة الفلسطينية لاعادة التأهيل واعادة الاعمار السريع لقطاع غزة، ثانيا.. يجب ان تتدفق التحويلات النقدية حتى تتمكن السلطة الفلسطينية من دفع رواتب موظفيها وحتى تتمكن البنوك من تقديم القروض بغرض الاستثمار الى الافراد ايضا ويجب على اسرائيل يجب ان تفتح جميع المعابر الى غزة امام السلع التجارية وامام المساعدات الانسانية، ثالثا.. نحن الدول المانحة يجب ان تستخدم الاليات المتاحة فى ايصال المساعدات الى غزة من خلال السلطة الفلسطينية، رابعا.. نحن نحتاج الى مواجهة الاحباط العميق الذى تشوبه العديد من الدول المانحة بسبب الافتقار الى تقدم حقيقى على الارض فنحن لا يمكننا الاستمرار فى المستوى المرتفع للمعونات الذى وصلت اليه اليوم لو كان كل ماقمنا ببنائه على مدى الاعوام الخمسة عشر الماضية قد تم تدميره فعليا حيث أن التدمير الذى حدث لمؤسسات السلطة الفلسطينية فى غزة يترك انطباعا بان مانراه قد حدث من قبل ورأيناه قل ذلك . اجتماع وزاري على هامش المؤتمر من جهة اخرى، عقد وزراء خارجية مجموعة "6 + 3 + 1" التى تضم كلا من مصر والأردن والعراق ودول مجلس التعاون الخليجى الست والولايات المتحدة الاثنين اجتماعا على هامش أعمال مؤتمر دعم الاقتصادى الفلسطينى لاعادة إعمار غزة المنعقد حاليا بشرم الشيخ. وتركز الاجتماع حول الوضع فى المنطقة والوضع الاقليمى العام والوضع الفلسطينى والاسرائيلى والوضع الايرانى. ويعد هذا الاجتماع الأول للمجموعة تشارك فيه وزيرة الخارجية الأمريكيةالجديدة هيلارى كلينتون بعد توليها منصبها مع نظرائها من وزراء الخارجية فى هذه الدول. (ا ش ا)