استقبل الرئيس حسنى مبارك بعد ظهر الأحد بشرم الشيخ السيناتور الديمقراطى جون كيرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى. تركزت المباحثات خلال اللقاء على استعراض الجهود المصرية والدولية من اجل احلال السلام فى المنطقة، وبخاصة على الساحة الفلسطينية، وسبل تعزيز تثبيت وقف اطلاق النار فى قطاع غزة، وكذلك سبل اعادة اعمار القطاع فى ضوء المؤتمر الدولى الموسع الذى تستضيفه مصر فى الثانى من مارس 2009 لإعادة اعمار القطاع. كما تطرقت المباحثات الى الجهود المصرية لتحقيق المصالحة بين مختلف الفصائل الفلسطينية، والمباحثات التى يجريها المسئولون المصريون مع قادة تلك الفصائل، تمهيدا لإستضافة مصر للحوار الفلسطينى الفلسطينى فى الثانى والعشرين من فبراير 2009. كما جرى بحث أوجه التعاون وتعزيز مجمل العلاقات المصرية الأمريكية فى ضوء تولى الادارة الامريكيةالجديدة برئاسة الرئيس الأمريكى باراك أوباما. وفى تصريحات له عقب اللقاء جدد السيناتور جون كيرى التزام بلاده بالحل القائم على وجود دولتين (فلسطينية وإسرائيلية)منوها، فى ذلك الشأن بأهمية قرار الرئيس الأمريكى باراك أوباما بسرعة إيفاد مبعوثه الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشيل للعمل على تسهيل دفع عملية السلام وتحقيق حل الدولتين . وقال كيرى إن الولاياتالمتحدة تعتزم التأكيد على دورها كوسيط نزيه من أجل دفع عملية السلام مشيرا إلى أن الموقف بالنسبة للقضية الفلسطينية يرتبط فعليا بالعديد من الأبعاد والقضايا الإقليمية الأخرى وأكد أن مصر تقوم بدور إيجابى إزاء هذه القضايا ككل . وردا على سؤال حول مغزى وجود سوريا ضمن الدول التى تشملها زيارته الحالية للمنطقة وما إذا كان يأمل فى أن يؤدى ذلك إلى دور سورى إيجابى إزاء قضايا المنطقة أوضح كيرى أن زيارته لدمشق تأتى فى إطار التزام الولاياتالمتحدة بالإنخراط فى جهود تحقيق السلام والإستقرار فى المنطقة ككل سواء تعلق الأمر بقضايا السودان أو إيران أو العراق أو سوريا أو الأردن أو لبنان إو إسرائيل . وشدد على أهمية أن تترجم سوريا ما تقوله عن السلام والإستقرار فى المنطقة إلى أفعال على أرض الواقع مشيرا إلى الحرص على الحوار الأمريكى السورى على نحو يدعم فرص تحقيق السلام والإستقرار فى المنطقة بشكل عام . وأعرب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى عن أمله فى أن يسير الرئيس السورى بشار الأسد على هذا الطريق بشكل جاد وأن تتم ترجمة ذلك فى قضايا مهمة كقضايا لبنان والحدود والعراق,والعلاقة مع إيران لافتا إلى أنه رغم ذلك فليس لديه أوهام فى أن مجرد زيارة أو زيارتين من جانب مسئولين أمريكيين لدمشق يمكن أن تغير الموقف بين عشية وضحاها . وردا على سؤال حول ما قد يبدو من تناقض بين إشادة لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس بجهود مصر ودورها الإيجابى لتحقيق السلام والإستقرار فى المنطقة وبين موقف لجنة الاعتمادات الذى يسير فى اتجاه آخر قال كيرى إنه بالإضافة إلى ما يرتبط بمسألة الاعتمادات من قيود وضغوط متزايدة على الميزانية الأمريكية وبخاصة فى ضوء التكلفة المتزايدة للوجود العسكرى الأمريكى فى أفغانستان والعراق يود أن يؤكد بكل وضوح أنه لا يجب على أى أحد فى مصر أن يفسر أى انخفاض فى حجم الاعتمادات الموجهة لمصر على أنه يعكس بأى حال من الأحوال تقليلا من التقدير الأمريكى للدور الإيجابى والمهم الذى تلعبه مصر فى كافة المجالات . وحول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة فى ظل الإدارة الجديدة تعتزم التعامل مع حركة حماس ضمن حكومة فلسطينية جديدة أوضح كيرى أن شكل الحكومة الفلسطينية هو أمر يخص الفلسطينيين طالما أنه يأتى عبر طريق ديمقراطى . وأضاف كيرى " لكن من حقنا أن نتعامل مع القيادة التى نرى أنها ملتزمة بدفع عملية السلام خاصة أن القيادة الفلسطينية برئاسة أبو مازن هى قيادة ديمقراطية ومنتخبة " . وأعرب عن تطلعه لنجاح جهود المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية لكونها تساعد جهود السلام مضيفا " إننا من جانبنا لن نتعامل بشكل مباشر مع حركة حماس " . تعد هذه أول زيارة للسيناتور كيرى لدولة عربية بعد توليه رئاسة لجنة العلاقات الخارجية عقب الانتخابات الأمريكية فى نوفمبر 2008، فى مستهل جولة تشمل عددا من دول المنطقة. يذكر أن وزير الخارجية احمد ابو الغيط كان قد قام بزيارة الى واشنطن الاسبوع الماضى التقى خلالها عددا من كبار المسئولين والسياسيين الأمريكيين فى مقدمتهم نظيرته الامريكية هيلارى كلينتون. (أ ش أ)