فبراير: شهر حرق البضائع د.عبد العظيم:اوكازيون لا يخلو من النصب لابد من ترتيب للأولويات تحقيق:ايمان انور اوكازيون ... تخفيضات هائلة لا تضيعوها ...لا تدعو الفرصة تفوتكم ،عبارات انتشرت هذه الايام على واجهات المتاجر بشوارع القاهرة خاصة وبالعديد من المحافظات بشكل عام.وعلى الرغم من تلك العروض المثيرة فان الشارع المصرى فى حاله ترقب وتساؤل :هل تلك التخفيضات حقيقية ام مجرد وسيلة لجذب الزبائن للشراء؟ وامام تلك التساؤلات دافع التجار عن انفسهم مؤكدين تعرضهم لخسائر فادحة فى الفترة الاخيرة بسبب الكساد القائم بالسوق مما دفعهم لعمل تلك التخفيضات حتى يضمنوا السيولة المادية.واعتبر التجار ان الأوكازيون يصدق عليه مقوله "خسارة قريبة افضل من مكسب بعيد". خفضنا الأسعار كى نتجنب الخسارة ايهاب-يمتلك متجر احذية وحقائب- يقول فى بعض الاحيان اضطر ان اعرض نفسى للخسارة من اجل "تسييل الفلوس" فأنا اقوم بدفع اقساط اسبوعية على البضائع ونظرا لحالة السوق على ان اخفض الاسعار بشكل كبير بل وقد قمت بعمل عرض جديد من نوعه عبارة عن اعطاء كل من يشترى حذائين حذاء ثالث كهديه . الأوكازيون بدأ مبكرا فى 2009 اما هدير على – وتعمل فى متجر للتحف والادوات المنزلية- تقول لقد بدأ الأوكازيون مبكرا عام 2009 بسبب الركود وايضا بسبب احتياج المواطنين لتلك التخفيضات حتى يستطيعوا الشراء نظرا لغلاء الاسعار، وقد قمنا بعمل تخفيضات كبيرة تصل الى 50% لبعض البضائع مثل المفارش واطقم الصينى وعدد من الادوات المنزلية وفى بعض الاحيان نصل بالتخفيض الى سعر التكلفة بل وربما اقل من سعر التكلفة لتجنب الخسارة ولكى نجذب الزبائن نعطى هديه لكل من يشترى بضائع قيمة. اكد على هذا الكلام طارق- يعمل بمتجر للملابس الحريمى – لقد تأثر السوق بشدة بالأزمة العالمية البضائع مكدسة بالمخازن لان المعروض بالسوق اكثر من المطلوب وعلى كل التجار تخفيض الأسعار كى يتجنبوا" الخراب" نحن الان فى موسم اجازة منتصف العام وهو فى العادة موسم ضغط انظرى من حولك !المتجر شبه خال من الزبائن ،فمن كان بالعادة يشترى اربع قطع اصبح يشترى قطعتين ومن كان يشترى قطعة امتنع تماما عن الشراء . واضاف نتعرض لخسارة قريبة افضل من مكسب بعيد فعندما ابيع بسعر منخفض اقلل خسارتى و قد قدم متجرنا عرضا لكل من يشترى ثلاث قطع -من ماركة معينة –بأن يدفع ثمن قطعتين فقط . ودافع طارق عن المتاجر التى تبيع بضائع مصرية مؤكدا ان الغش يأتى من المتاجر صاحبة التوكيلات الأجنبية فهم عندما يخفضون اسعارهم بنسب تصل الى 50% لا يخسرون شيئا لان الاسعار منذ البداية مرتفعة ثلاث اضعاف قيمتها الحقيقية وعلى الرغم من ذلك عليها اقبال كبير من طبقات معينة مما يضر بالمتاجر المصرية بشدة. السوق لم ينتعش فى اجازة منتصف العام اما احمد –يعمل بمتجر حريمى رجالى اطفال(بواقى تصدير) – فقال كنا نتوقع ان تنتعش السوق فى اجازة منتصف العام ولكن للاسف لم يحدث ذلك وقلت الايرادات بشكل كبير فقمنا بعمل خصومات كبيرة خاصة على البضائع المنخفضة السعر اما البضائع المرتفعة السعر فلم نخفض اسعارها كثيرا حتى لا نتعرض للخسارة وقدمنا عروضا مخفضة لملابس من الصيف الماضى كى لا تتكدس بالمخازن اكثر من ذلك. خالف تلك الآراء اسلام على - يعمل بمتجر ملابس(توكيل صينى)- مؤكدا ان الخصومات لا تكون فقط حسب سعر البضائع ولكن حسب التصميم"الموديل" فالتصميم الذى يحقق نسبة شراء مرتفعة نخفضه بشكل بسيط اما التصميم الذى لا يلقى اقبالا و لا يحقق نسب شراء نخفضه بشكل كبير(يصل الى 60%) حتى لا يتكدس بالمخازن . وعلق اسلام على اتهام التوكيلات الاجنبية بالغش بأن ذلك غير سليم لعدة اسباب ابرزها وجود رقابة سواء من الضرائب او الغرفة التجارية وهناك قوانين تتعامل مع حالات الغش التجارى وتتصدى لها. تخفيضات تصل الى 40% فى اخر الموسم فبراير: شهر حرق البضائع وقال محمد- يعمل بمتجر ملابس –الأوكازيون ينشط حركة السوق ويشجع القوة الشرائية التى انخفضت بشدة فى الفترة الاخيرة ، ولان الموسم الشتوى اوشك على الانتهاء- فنحن فى اخر شهر من الموسم وهو شهر"حرق البضائع" – قمنا بعمل تخفيضات كبيرة تصل الى 40% فحتى لو بعنا بضائعنا بسعر التكلفة فسوف يعود ذلك علينا بربح ولو كان بسيطا. اما هدى -عاملة بأحد متاجر ملابس الأطفال(توكيل تركى) – فترى ان سوق ملابس الأطفال لم يتأثر كثيرا بما يحدث بالسوق لأن الأهالى يفضلون دوما الشراء لأبنائهم عن الشراء لأنفسهم . واضافت لقد قمنا بعمل تخفيضات تصل الى 70%على ما تبقى من بضائع صيف 2008 حتى لا تتكدس و50% على البضائع التى لم تلقى اقبالا كبيرا اما البضائع التى حققت ارباح فخفضناها بنسب ما بين 15%و 20% ،لقد قمنا بتلك التخفيضات لأننا فى اخر الموسم وحتى نستعد للموسم الصيفى وليس بسبب اى خسائر مادية. وكان لمتاجر الاليكترونيات نصيب من الاوكازيون، وقال عنها عاصم عبد السلام - يعمل بمتجر للاليكترونيات- نقوم بعمل خصومات وتخفيضات كثيرة على مدار العام، فهناك تخفيضات في الاعياد والمناسبات، وتخفيضات اخرى في فترة اجازة منتصف العام وبالنسبة للعروض الحالية قدمنا عرضا لاقى استحسان الكثيرين، فمن تتجاوز مشترياته 400 جنيه يحصل على خط موبيل ثمنه 20 جنيه، اما من يشتري باكثر من 1000 جنيه يحصل على خط ثمنه 75 جنيه. د.عبد العظيم:اوكازيون لا يخلو من النصب ولتضح الصورة بشكل اكبر اوضح الدكتور حمدى عبد العظيم -عميد اكاديمية السادات الأسبق – ان الأوكازيون ما هو إلا وسيلة لترويج المبيعات من خلال عمل خصم على البضائع الراكدة فى نهاية الموسم وبذلك يتخلص التجار من المخزون ويزيدون من المبيعات. واضاف عبد العظيم ان الإتهامات الموجهه للمتاجر صاحبة التوكيلات الأجنبية غير صحيحة لأن تلك التوكيلات لديها سمعة و تهتم بالحفاظ عليها ولن تفسدها بذلك التلاعب، ولكن هناك بالفعل بعض المتاجر(نصابين) تقوم برفع الأسعار عن قيمتها الحقيقية قبل الأوكازيون ثم يقومون بعمل خصومات توهم المستهلك بحدوث تخفيضات. وحول اسباب الركود يرى الدكتور عبد العظيم ان الأزمة الإقتصادية العالمية تعد من ابرز اسبابه بسبب تراجع الدخل وتسريح العماله مما ادى الى اضعاف القوة الشرائية بشكل كبير فى عدة مجالات،ودعا التجار الى الإستجابه لدعوة المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة التى طالبهم فيها بخفض الأسعار لان الأسعار ستنخفض اكثر بشكل عام فى الفترة المقبلة. اتحاد الصناعات غير مسئول عن الأسعار من جانبه قال المهندس محسن الجيلانى -عضو مجلس ادارة الغرفة النسجية بإتحاد الصناعات المصرية ورئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج- نحن فى إتحاد صناعات لا علاقة لنا بأسعار السوق فنحن نقوم بالتصنيع فقط والمستهلك لا علاقة له بالسعر الأصلى (تكلفة المصنع) ولكن علاقته بالأسعار تتبع طريقة وكيفية العرض والطلب بالمتاجر المختلفة ،فالمتاجر فى المناطق الراقية تبيع بضائع بسعر ما وتجد ذات البضائع بسعر اقل بكثير فى مناطق اخرى. واضاف الجيلانى نحن فى إتحاد صناعات نصدر جزء من انتاجنا ونبيع جزءا اخر بالسوق المحلية ولكن العديد من التجار فى الوقت الحالى يلجأون للإستيراد من الخارج خاصة من دول الشرق الأقصى مما اثر علينا بشدة . الملابس ليست اللأهم عند ربات البيوت لابد من ترتيب للأولويات ولكى تكتمل الصورة كان لابد من معرفه رأى الشارع المصرى فى الأوكازيون وهل جذبتهم التخفيضات للشراء ؟ قالت منار كامل –ربه منزل- بصراحة الحالة الاقتصادية اثرت على الجميع ولابد من ترتيب للأولويات وبالتالى الملابس ليس لها الأولوية القصوى عندى ولكنى بالطبع استفدت من الأوكازيون واشتريت لإبنى زى رياضى (ماركة اجنبية) بتخفيض وصل الى 40% ولنفسى قطعة ملابس بتخفيض وصل الى 10% . اما رندا صيام - مهندسة –فتقول ابنتى جذبها الأوكازيون بشكل كبير واشترت عدة اشياء اما انا وزوجى فلم نبتاع اى شىء رغم اننا من ميسورى الحال فالحالة الاقتصادية اثرت على السيولة بشدة والنقود التى نملكها نوفرها لمصاريف التعليم-المرتفعة جدا- والطعام هذا غير اسعار الكهرباء والتليفونات والمياة التى ارتفعت بصورة غريبة. اكدت على ذلك ملك البكرى- مهندسة تخطيط- مضيفة ان المتاجر الكبرى ذات التوكيلات الأجنبية -التى ترتادها الطبقة الثرية والمتوسطة-تخفيضاتها حقيقية لأن الأسعار قبل الأوكازيون كان مبالغا فيها والان اصبحت "معقولة"، ولكنها ترى ان الأوكازيون غير حقيقى فى مناطق اخرى ففى وسط البلد على سبيل المثال تجد السلعة بسعر وتجد نفس السلعة بسعر اقل بكثير فى مناطق اخرى كوكالة البلح بل ومع ذكاء الزبون وقدرته على المفاصلة ممكن ان ينخفض ثمنها الى النصف وبالتالى فالأوكازيون خادع وغير حقيقى فى تلك المناطق. وعلى نقيض تلك الآراء قالت مريم عبد العزيز- طالبة جامعية – الأوكازيون هذا العام جيد جدا والأسعار مغرية للشراء لقد اشتريت عدة احذية وملابس وحقائب من متاجر وصلت تخفيضاتها الى 50% بل لقد رأيت بضائع وصلت نسبة الخصم فيها الى 70% فى احد التوكيلات الأجنبية التى لاقت اقبالا كبيرا بسبب خصوماتها الكبيرة. اختلفت الآراء حول الأوكازيون فهناك من يراه خادع وغير حقيقى وهناك من يراه الحل الأمثل لتنشيط السوق وخفض الأسعار ولكن يبقى السؤال الى متى سيتحمل المواطن جشع التجار وارتفاع الأسعار مع ثبات الدخل؟!