افتتح منتدى دافوس التاسع والثلاثون الاربعاء في جبال الالب السويسرية في ظل ازمة اقتصادية حادة تعهدت نخب اوساط الاعمال والسياسة في العالم العمل على معالجتها. ويحتل موضوع اعادة صياغة النظام المالي مكانة محورية في المداولات ولا سيما بحضور عدد كبير من حكام المصارف المركزية، وذلك رغم تغيب ممثلي عدد كبير من المصارف الكبرى وهو تغيب ملفت نظرا لاعتبارهم اول المسئولين عن الازمة واول ضحاياها في آن. غير انه من غير المتوقع ان تسفر هذه القمه عن اقرار بالاخطاء او ان تفضي الى خطة سحرية، لا سيما وان الادارة الامريكيةالجديدة لن تتمثل فيها الا بمستوى مستشارة للرئيس باراك اوباما. وفي إحدى الجلسات الافتتاحية للمنتدى حول "الحقبة الاقتصادية الجديدة" قدم الخبير الاقتصادي ستيفن روتش تنبؤات متشائمة بشأن الاقتصاد العالمي. وقال روتش - رئيس مجلس إدارة بنك مورغان ستانلي آسيا- إن معدل النمو الاقتصادي على مستوى العالم خلال السنوات الثلاث المقبلة لن يتجاوز نحو 2.5 % على الأرجح، مقارنة ب5 % خلال السنوات الأربع والنصف السابقة، غير أن بعض المشاركين في المناقشات اعتبروا حتى هذا المعدل المنخفض مفرطاً في التفاؤل. في المقابل اتفق الخبراء على أن التدابير الرامية لحفز الاقتصاد والتي وافقت عليها الدول المتقدمة لن تكون كافية لانتشال العالم من براثن الأزمة الراهنة، داعين بدلاً من ذلك إلى تنسيق الإجراءات المالية والضريبية. ومن جهته اكد هايزو تاكيناكا مدير معهد البحوث الأمنية العالمية في جامعة كيو اليابانية ان ضخ رأس المال في الأسواق لن يكون كافياً. وأشار إلى أن المطلوب هو إجراء تقييم دقيق للأصول المضطربة بغية تحديد كمية رأس المال اللازم ضخها على وجه الدقة. ويشهد المنتدي في عام 2009 مشاركة قياسية بحضور نحو 2500 من صناع القرار في العالم بينهم اربعون رئيس دولة وحكومة بالاضافة الى رؤساء مجالس إدارة البنوك المثقلة بالديون مثل بنك سيتي جروب، وبنك أوف أمريكيا، ويو بي جس. ومن ضمن الشخصيات البارزة التي تشارك في المنتدى المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني جوردن براون، ورئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه الى دافوس للمشاركة في المنتدى الذي يأمل مؤسسه ورئيسه كلاوس شواب في ان يؤدي الى بلورة خطوط عريضة لقمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في مطلع ابريل/نيسان 2009 في لندن لبحث الازمة. وتحل روسيا والصين ضيفي شرف على المنتدى نظرا لمكانتهم الاقتصادية والسياسية المتنامية. وبين المواضيع المطروحة على جدول اعمال المنتدى ايضا النزاع في الشرق الاوسط ولا سيما الوضع الانساني في قطاع غزة، وسيلقي الامين العام للامم المتحدة بان كي مون كلمة بهذا الصدد. ووسط الاجواء الاقتصادية القاتمة المخيمة، من غير المتوقع ان يتسم المنتدى بالاحتفالية والبذخ اللذين طبعاه في السنوات الماضية وسيغيب عنه هذه المرة المغني الايرلندي بونو الناشط في مكافحة الفقر والذي اعتاد المشاركة فيه كل سنة. (ا ف ب)