انهارت مبيعات الذهب في سوق الحلي التقليدية في دبي بنسبة 80 % خلال الاسبوعين الاولين من ديسمبر/ كانون الاول 2008 اذ اثرت أزمة الائتمان على انفاق السائحين. وأصبحت المبيعات في دبي قلب تجارة الذهب في الشرق الاوسط تعتمد بدرجة كبيرة على السائحين حيث أدى ارتفاع سعر المعدن الاصفر نحو 20 % في الاسابيع الثلاثة الاولى من ديسمبر الى خفض الطلب المحلي بشدة. واوضح عدي الفهيد (23 عاما) - الذي يعمل في متجر البحر للحلي- ان المبيعات انخفضت بنسبة 60 % في الاسبوعين الاولين من ديسمبر والامر يزداد سوءا. وأضاف "سوق دبي يعتمد على السياح بنسبة 80 %، اذا لم يكن هناك سياح لا يكون هناك عمل.. والسائحين الذين يأتون يدخلون السوق للمشاهدة وليس للشراء." وقال الفهيد وهو يمسك بقطعة حلي لامعة "هذا العقد على سبيل المثال.. ظل معلقا في واجهة المتجر لمدة ثلاث سنوات ولم يبع." وكان ارتفاع أسعار الذهب على مدى ثلاث سنوات قد غير من الاتجاهات في سوق دبي المحلي فأصبح يعتمد بدرجة أكبر على مشتريات الاجانب مع عدم قدرة المستهلكون المحليون على شراء الكثير من المجوهرات. من جهته اكد هاجي هاسام هينجورا من كنز للمجوهرات ان التراجع الذي تشهده مبيعات الحلي الذهبية بنسبة 80 % في فترة عطلات العيد لم يرى مثله منذ خمس سنوات. وأضاف "السائحين يشاهدون فقط ولا يشترون. يقولون ان هذه الاسعار مرتفعة للغاية وانهم لا يملكون مالا كافيا." واردف هينجور "اننا نخفض أسعارنا. نعتقد ان سعر الذهب يجب ان ينخفض الى نصف قيمته الحالية والا فان متاجري ستغلق أبوابها وستموت هذه السوق." على الجانب الاخر يشير احمد جمال تاجر الحلي الى ان تجار الجملة من اسيا وأفريقيا يأتون ويشترون من دبي للبيع في بلادهم ، لافتا الى ان العرب لا يشترون في الوقت الحالي. وارتفع سعر الذهب في السوق الفورية بأكثر من 18 % منذ أوائل ديسمبر، ويجري تداوله حاليا بسعر نحو 875 دولارا للاوقية أي مثلي سعره في عام 2005. ورغم تراجع سعره بنحو 20 % منذ أن بلغ ذروته عند 1030.80 دولار للاوقية في منتصف مارس/ اذار 2008 الا انه مازال أعلى بنسبة 5 %عن مستواه في بداية عام 2008. (رويترز)