اعتبر الرئيس الامريكي جورج بوش ان على السلطات العراقية "الا تتجاوز المعقول" في تعاملها مع الصحفي الذي رماه بحذائه خلال مؤتمر صحفي في بغداد. وردا على سؤال خلال مقابلة مع شبكة "سي.ان.ان" عن مصير منتظر الزيدي الصحفي بقناة البغدادية الذي رماه بحذائيه وشتمه اجاب الرئيس الامريكي "لا اعرف ما ستقوم به السلطات العراقية. ولست واثقا حتى من وضعه. فعليها الا تتجاوز المعقول". وقالت المتحدثة باسم الرئيس بوش ان الاخير سيترك للسلطات العراقية التعامل مع الصحفي الذي رشقه بحذائيه سواء لمعاقبته او العفو عنه. وبالنسبة الى العفو عن الزيدي قالت دانا بيرينو "هذا الامر من صلاحية رئيس الوزراء (العراقي) واجهل ما ينص عليه دستورهم" في هذا الصدد. وأوضح بوش "في البداية لم يتح لي فعلا الوقت لافكر. كنت منهمكا في تجنب" الحذاءين. واضاف ان تلك الحادثة "كانت واحدة من اتفه اللحظات في رئاستي". وأضاف بوش "كنت مستعدا للرد على اسئلة تطرحها صحافة حرة في عراق ديموقراطي ووقف هذا الشاب ورماني بحذائيه". وتابع بوش الذي بدا انه لا يضمر اي كراهية "كانت طريقة مهمة للتعبير عن الرأي ...". واكدت دانا بيرينو المتحدثة باسم بوش ايضا انه راض عن الحماية التي وفرتها اجهزته الامنية رغم التساؤلات التي اثارتها الحادثة في هذا الصدد. واشتهر الصحافي العراقي منتظر الزيدي من قناة البغدادية اثر حادثة القاء حذاء على الرئيس بوش خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال زيارة مفاجئة لبغداد الاحد. واثارت هذه الحادثة انقسامات في صفوف الرأي العام العراقي كما انها تترجم مشاعر الغضب في العالم الاسلامي على قرار بوش شن حرب على العراق. واعتبر البعض في المنطقة الزيدي بطلا وتعالت الاصوات المطالبة بالافراج عنه. وبعد الحادثة اقتادت الاجهزة الامنية العراقية الزيدي الذي قد يتعرض للسجن لسنوات. واتهم ضرغام الزيدي (32 عاما) شقيق منتظر قوات الامن العراقية بضرب شقيقه منتظر والتسبب بكسر ذراعه وبعض اضلعه واصابته في عينه. وقال في اتصال هاتفي مع فرانس برس "وردتنا معلومات من رجال امن يعملون في المنطقة الخضراء تؤكد ان منتظر (الزيدي) معتقل حاليا من قبل قوات الامن العراقية هناك". وتعليقا على هذا الامر نبهت وزارة الخارجية الامريكية الى انها ستدين اي اعمال عنف قد يتعرض لها الصحفي من جانب القوات العراقية. وقال المتحدث باسم الخارجية روبرت وود "ندين طبعا اي استخدام غير مجد للقوة بحق الصحافي" مؤكدا انه لا يعلم ما اذا كان الزيدي تعرض فعلا للضرب. واضاف "اذا كان الامر على هذا النحو فنحن ندينه". يذكر ان رئيس الوزراء العراقي والصحافيين العراقيين الذين حضروا المؤتمر الصحافي قدموا اعتذارات "باسم العراقيين مؤكدين انهم لا يعاملون عادة الضيوف بهذه الطريقة". (ا ف ب)