أكدت الحكومة المصرية رفضها القاطع للاساءة للاسلام ولرسوله الكريم التى تستهين بمشاعر أكثر من 1,5 مليار مسلم والتى ليس لها أى مبرر لدى السفهاء الذين يقومون بها. وقال الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الاوقاف - فى جلسة مجلس الشورى التى خصصها لاستيضاح سياسة الحكومة للرد على هذه الاساءات - "إنه من الطبيعى أن يغضب المسلمون لهذه التصرفات الحمقاء ويطالبون بمقاطعة منتجات هذه الدول". وتناول زقزوق جهود الحكومة لاحتواء هذه المشكلة التى اندلعت للمرة الاولى فى آواخر عام 2005 وكذلك عند تكرارها الشهر الماضى .. فقال إنه استقبل السفير الدنماركى الذى أوضح رفض حكومته لهذه التصرفات كما التقى مع وفد كنسى برئاسة كبير أساقفة الدنمارك الذى عبر عن أسفه لايذاء مشاعر المسلمين. وطالب زقزوق بمناقشة إعادة تكرار الاساءة بهدوء .. مؤكدا أنها لم ولن يكون لها أى تأثير على هذه الشخصية العظيمة التى تقف كالطود الشامخ تنكسر عليه كل محاولات الاساءة ويكفى أن الله تكفل بحماية رسوله الكريم من المستهزئين. وعرض وزير الاوقاف تصور الوزارة لمعالجة هذه القضية .. فقال إنه من الواضح أن الذين يقفون وراء الاساءات المتكررة للاسلام وللنبى عليه الصلاة والسلام يهمهم أن تحدث ردرود فعل عنيفة لدى المسلمين ليضاعفوا هم من اساءاتهم وهذا هو الذى يحدث الان بالفعل وعلى المسلمين ألا يعطوهم هذه الفرصة حتى لايتمادوا فى غيهم ويزدادوا تطاولا على الاسلام والمسلمين. وأكد أنه من الضرورى أن يعرف المسئولون فى البلاد الاوروبية وجهة النظر الاسلامية عن طريق إصدار بيانات قوية من جانب المؤسسات المخلتفة فى العالم الاسلامى .. معلنة رفضها لهذه الاساءات واستنكارها الشديد ومطالبتها للمسئولين فى البلاد الاوروبية باتخاذ مواقف حاسمة لوضع حد لهذه الإساءات ومنع تكرارها وتحذير هذه الدول مما يمكن أن يترتب على التمادى فى هذه الإساءات من تشجيع للتطرف وزعزعة للاستقرار والسلام فى العالم على أن ترسل هذه البيانات إلى الدول الأوروبية المعنية عن طريق سفرائها فى القاهرة. وأضاف أنه بدلا من ردود الأفعال غير المحسوبة يجب أن نأخذ بزمام المبادرات الإيجابية بطريقة عقلانية وذلك بعرض سيرته عليه الصلاة والسلام بأساليب مختلفة وبلغات عديدة عن طريق المطبوعات أو الشرائط أو الأفلام أو بأى وسيلة آخرى فعالة ومؤثرة وينبغى أن يؤخذ فى الاعتبار أيضا تصورات الجاليات الإسلامية فى البلاد الأوروبية حول أفضل السبل لمواجهة هذه الإساءات فهذه الجاليات أقدر على معرفة التوجهات فى المجتمعات التى يعيشيون فيها. وأكد زقزوق ضرورة مواصلة الحوار مع عقلاء الغرب فإن مما لاشك فيه أن الغرب كله ليس معاديا للاسلام ولكن حقائق الإسلام تضيع وسط الصخب الإعلامى الغربى الذى يربط الإسلام بالإرهاب وبخاصة منذ أحداث 11 سبتمبر عام 2001 ومن شأن الحوار مع العقلاء فى الغرب إظهار الحقائق وكسب أصدقاء .. وبذلك نواجه الإساءات بشكل مؤثر وفعال. وأشار الوزير إلى أن لدى وزارة الأوقاف برنامجا لإرسال وفود من العلماء والمفكرين للحوار مع الجهات ذات التأثير فى أوروبا على المستويات السياسية والدينية والثقافية والإعلامية وقد سبق أن أرسلت الوزارة وفدا إلى كل من إنجلترا وألمانيا وفى الشهر القادم سيتوجه وفد إلى فرنسا وسوف نواصل هذا البرنامج فى دول آخرى من أجل توضيح الحقائق والرد على كل ما يثار ضد الإسلام من شبهات. وأوضح أن اللجنة المشتركة للحوار بين الأزهر والفاتيكان - التى عقدت اجتماعاتها منذ أيام قليلة بحضور رئيس المجلس البابوى للحوار بين الأديان - أدانت بشدة إعادة نشر الرسوم المسيئة والهجوم على الإسلام وعلى نبيه الكريم وناشدت المسئولين عن وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية فى كل الدول ألا تتحول حرية التعبير إلى ذريعة لإهانة الأديان والمعتقدات والرموز الدينية وكل ما يعتبره الناس مقدسا. ودعا زقزوق دول العالم الإسلامى التى تمتلك إمكانات اقتصادية هائلة أن يتم توظيفها سياسيا فى الاستمرار بالجهود الدبلوماسية وممارسة الضغوط على القوى الكبرى المؤثرة لاستصدار قرارات دولية ملزمة تجرم ازدراء الأديان تتساوى مع تجريم معاداة السامية.