اشتبك مئات المحتجين مع الشرطة خارج البرلمان اليوناني يوم الثلاثاء ودعا جورج باباندريو زعيم الحزب الاشتراكي المعارض إلى اجراء انتخابات لانهاء اربعة ايام من اعمال الشغب. وثبتت صفوف الشرطة التي طوقت البرلمان مكانها عندما حاول حشد من الناس كان كثيرون منهم يلقون بالحجارة اختراقها للسير صوب البرلمان. واعاد المحتجون واغلبهم من الطلبة تنظيم صفوفهم مرارا لاختراق صفوف الشرطة. بدأ التحرك قبل ساعات من جنازة الكساندروس جريجوروبولوس (15 عاما) الذي تسبب مقتله على يد شرطي في اسوأ أعمال شغب تشهدها اليونان في عقود. ودمرت مئات المباني او احرقت واصيب أكثر من 50 شخصا. وابلغ باباندريو اجتماعا لحزبه داخل البرلمان ان "الشيء الوحيد الذي بوسع هذه الحكومة تقديمه هو ان تستقيل والتطلع الى الشعب (انتظارا) لحكمه." واضاف " نطالب بالسلطة." ومس حادث القتل وترا حساسا لدى الشبان اليونانيين الذين يواجه كثير منهم توقعات اقتصادية ضعيفة. فالبطالة التي تزيد بالفعل على سبعة في المئة في ارتفاع وهناك توقعات بانخفاض النمو الاقتصادي دون اثنين بالمئة العام المقبل بعد ما بلغ متوسطه اربعة في المئة طيلة العقد الماضي. والتقى رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كرامنليس بالقادة السياسيين ومن بينهم باباندريو يوم الثلاثاء وحثهم على التوحد ضد اعمال الشعب وحذر المحتجين الذين يهددون بالاطاحة بحكومته من توقع اي رأفة في التعامل معهم. واضاف "ليس لاحد الحق في استخدام هذا الحادث المأسوي ذريعة لاعمال العنف." ورفضت نقابات العمال اليونانية نداء من كرامنليس بإلغاء احتجاج حاشد مقرر يوم الاربعاء لتجنب مزيد من العنف بعد ايام من اعمال الشغب. وقال ستاثيس انيستيس المتحدث باسم اكبر اتحاد عمالي في اليونان والذي ينظم الاضراب الذي يستمر 24 ساعة وتجمع حاشد الاحتجاج على السياسات والاصلاحات الاقتصادية للحكومة "ردنا هو ان الاضراب والمسيرة سيحدثان كما هو مقرر." وتواصلت اعمال العنف يوم الثلاثاء في مدينة سالانيك بشمال اليونان وفي ايوانينا واحتل متظاهرون يونانيون قنصلية البلاد في باريس. في هذه الاثناء تدفق سكان اثنيا وقد امتلات اعينهم بالدموع على الموقع الذي قتل فيه جريجوروبولوس وتركوا مذكرات وورودا وشموعا. ومنذ مقتله في وقت متأخر من مساء يوم السبت والمئات يمرون على هذه البقعة في منطقة اكسارتشيا المضطربة تعبيرا عن احترامهم للقتيل ولوضع اشياء رمزية تدل على ذلك. وتتوقع الشرطة مزيدا من العنف في اثينا في وقت لاحق الثلاثاء بعد جنازة جريجوروبولوس الذي اثار مقتله الغضب بسبب فضائح الفساد واتساع الهوة بين الاغنياء والفقراء والمشكلات الاقتصادية. واندلعت الاحتجاجات في أكثر من عشر مدن في شتى أنحاء اليونان البالغ تعداد سكانها 11 مليون نسمة بما في ذلك في مدينة سالانيك الشمالية وجزيرتي كريت وكورفو السياحيتين. واتهم ضابط شرطة بقتل جريجوروبولوس. وذكرت الشرطة أن الضابط أطلق ثلاثة أعيرة نارية تحذيرية بعد أن هاجم 30 شابا سيارته يوم السبت الا أن شهود عيان قالوا انه صوب سلاحه مباشرة نحو الفتى. والعنف في مسيرات الطلبة والهجمات بقنابل البنزين التي تشنها الجماعات الفوضوية من الامور المعتادة في اليونان. وانتقدت وسائل الاعلام اليونانية التعامل مع اعمال الشغب من جانب الحكومة التي تتمتع بأغلبية ضئيلة بفارق صوت واحد في البرلمان. وأشعل شبان النيران في شجرة عيد ميلاد كبيرة بوسط أثينا مساء الاثنين ودمر أكثر من 130 متجرا في العاصمة مما حطم امال التجار بأن تعوض فترة عيد الميلاد الوضع الاقتصادي القاتم في البلاد. وتقول الشرطة انها ألقت القبض على 176 شخصا بعضهم بتهمة السرقة خلال الاحتجاجات واستخدمت الغازات المسيلة للدموع ضد شبان يلقون الحجارة ولكنها حاولت تفادي الاشتباك بشكل مباشر مع الشبان. وقال توماس سيوزوس الذي لحقت أضرار بمتجره "أبلغ من العمر 73 عاما ولم أر شيئا كهذا من قبل... كان مقتل الفتى ذريعة.. كان الوعاء يغلي بالفعل وفاض الان ما بداخله. لا يمكن ان ترعى هذه الحكومة الاغنياء فقط." رويترز