يسود الشارع العماني جدل وارتباك عشية عيد الاضحى بعد اعتبار السلطات الثلاثاء اول ايام عيد الاضحى على عكس باقي دول الخليج لا سيما السعودية التي تستضيف شعائر الحج على ارضها مما اثار مخاوف من تحركات احتجاجية في بعض المناطق. وذكرت مصادر أمنية ان الشرطة العمانية امرت أفرادها العسكريين بالعمل الاثنين بالرغم كونه اول ايام العطلة الرسمية ، "تحسبا لأي مظاهرات احتجاج في بعض المناطق على إعلان العيد الثلاثاء وليس الأثنين"، وتشرف الحكومة في السلطنة على خطب العيد التي تاتي موحدة تصدرها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ، ويتم الزام الخطباء في كافة المناطق العمانية بالخطبة الرسمية المعتمدة من الحكومة. واعتبرت السلطات في سلطنة عمان ان الاثنين هو يوم وقفة عرفات والثلاثاء هو اول ايام الاضحى اذ لم تتمكن لجنة أستطلاع خاصة من رؤية هلال شهر ذي الحجة للعام الهجري 1429. وتداولت بعض المواقع الالكترونية الرائجة في السلطنة معلومات مفادها ان صلاة عيد الاضحى ستقام في بعض المناطق العمانية الاثنين وليس الثلاثاء كما قررت السلطات ، لاسيما في المناطق التي تقطنها غالبية من المسلمين السنة كمحافظات مسندم وظفار والبريمي وبعض مناطق وسط السلطنة. وتتركز في سلطنة عمان ثلاثة مذاهب إسلامية هي المذهب الأباضي والمذهب السني ونسبة صغيرة من الشيعة ، الا انه ليست هناك ارقام رسمية حول توزع المواطنين بين المذاهب او حول المذهب الاكثر انتشارا في السلطنة. وفي محاولة للتخفيف من الجدل والانقسام بين العمانيين ، أصدر مجلس الوزراء بيانا اكد فيه سلامة وصحة ما خلصت اليه لجنة استطلاع رؤية هلال شهر ذى الحجة ، واعتبر مجلس الوزراء ان القرار الرسمي "جاء تأسيسا على ما أقرته هذه اللجنة والى ما تم تدارسه مسبقا بالتنسيق مع مجلس الشورى ومؤسسات الدولة الاخرى بوجوب استطلاع روءية الاهلة في السلطنة استئناسا بعلم الفلك وباعتبار تعدد المطالع". وكان مجلس الشورى العماني (منتخب) اصدر بيانا كذلك أكد فيه أن "رؤية هلال ذي الحجة صحيحة" وقال أن "هناك العديد من الدول الإسلامية قد توافقت مع رأي السلطنة في رؤية هلال ذي الحجة لهذا العام وكذلك ايضا المراصد الفلكية المعروفة في هذا الشأن". من جانبه قال صالح الشيذاني رئيس جمعية الفلكيين العمانية لوكالة فرانس برس ان "رؤية هلال شهر ذي الحجة هذا العام كانت ممكنة بالمنظار مساء يوم الجمعة 29 من ذي القعدة" الموافق في 28 تشرين الثاني/نوفمبرالماضي. واضاف "توجه عدد من الفلكيين ظهر الجمعة لمناطق تبعد أكثر من 200 كيلومتر من مسقط تجنبا للغيوم المتكونة فوق المحافظة وسلسلة جبال الحجر والتماسا للظروف الأنسب لرؤية الهلال وقد تمكنوا من رؤية كوكب الزهرة قبل غروب الشمس بساعتين بالمنظار إلا أنهم لم يتمكنوا من رؤية الهلال وقت المغرب". وذكر عالم الفلك ان "فلكيين آخرين في عدد من الدول هي المغرب وباكستان وأستراليا والسويد وإيران والكويت ونيجيريا والجزائر والولايات المتحدة وكندا وموريتانيا والسنغال وبنغلادش والغابون ومدينتا القطيف والمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية" لم يتمكنوا ايضا من رصد الهلال. ( ا ف ب )