عدسات في متاجر الهدايا والسوبر ماركت عدسات للايجار! تحقيق: علا الحاذق سحر المرأة يبدأ من عينيها التي تغنى بها الشعراء وأبدع لها خبراء البصريات العدسات اللاصقة والملونة لتغنيها عن النظارة الطبية ولتضفي عليها مزيدا من الجاذبية، لكن انتشار بائعي العدسات في كل مكان حتى وصلت إلى "السوبر ماركت" له أضراره الخطيرة خصوصا أن كثيرين يستخدمونها بدون استشارة طبيب. ودفع "إغراء التجديد" إلى استخدام عدسة تناسب لون الملابس ولون الماكياج ، أو لمجرد مسايرة الموضة دون وجود حاجة طبية ، وتسابقت الشركات المصنعة للعدسات فى ابتكار اشكال والوان مختلفة لزيادة الاقبال على الشراء حتى تجاوزت الحدود الطبيعية بابتكار عدسات مقلمة ومخططة وبألوان فوسفورية وحمراء. ورغم تنبيه وزارة الصحة للأضرار الطبية لاستخدام عدسات دون استشارة طبيب مختص وتحذيرها المخالفين من البائعين إلا أن المخالفات مستمرة. تروي الدكتورة عبير بشر استاذ طب العيون بمستشفيات جامعة القاهرة، مأساة فتاة اسمها اسراء تبلغ من العمر 16 عاما فقط قامت بتأجير عدسة ملونة من محل (كوافير) لارتدائها فى حفل زفاف احدى قريباتها، وفى اليوم التالى شعرت بالم حاد فى عينها، وبالكشف عند الطبيب اكتشفت اصابتها بقرحة فى العين واخبرها الطبيب بضرورة اجراء عملية ترقيع للقرنية، وبالفعل تم اجراء العملية ولكن الجسم رفض هذا الترقيع، فتوجهت اسراء الى الدكتورة عبير لعلها تجد العلاج المناسب وتم اجراء عملية ترقيع اخرى ولكنها ايضا لم تنجح واصيبت اسراء بفقدان البصر فى هذه العين تماما.. وذلك رغم ارتدائها للعدسة (المؤجرة) ليوم واحد فقط! وتوضح د.عبير ان استخدام العدسة يمثل سبباً مباشراً للإصابة بالتهابات العين والخدوش وقد يؤدي إلى تقرح القرنية وانخفاض حاد في البصر، قد يصل إلى العمى الكامل. وطالبت كل شخص يفكر فى استخدام العدسة بان يتم ذلك تحت اشراف طبيب متخصص ، فهناك عوامل تمنع الشخص من استخدامها بشكل عام ، من أهمها وجود حساسية فى العين ، أو استجماتيزم عالى ، عدم انتظام شكل القرنية ، وجود جفاف فى العين حيث تعزل العدسة العين عن التعرض للهواء(الاكسجين) وبالتالى يجب وجود قدر كاف من الدموع لترطيب العين. وعن الأنواع المختلفة من العدسات اللاصقة ، أشارت د.عبير بشر الى وجود نوعين : صلبة ورخوة، ويكمن الفرق بينهما فى اختلاف المحتوى المائى فى المواد الداخلة فى تصنيع العدسة، كما توجد عدسات يومية وأخرى اسبوعية أو شهرية ، وفى جميع الحالات تحذر د. عبير من النوم والعدسة داخل العين، وذلك لان القرنية (التى توضع عليها العدسة) تأخذ الاكسجين وتخرج غاز ثانى اكسيد الكربون فاذا وضعت العدسة والجفن مغلق فان ذلك يمنع تبادل هذه الغازات مما يؤدى الى ضعف القرنية. وتفرق د.عبير ايضا بين العدسات البصرية والملونة ، فالاولى تعالج عيوب الابصار ويمكن استخدامها كبديل للنظارة الطبية، وهناك العدسات العلاجية التى تستخدم (كضمادة) لمنع انتشار القرحة فى العين المصابة او بعد العمليات الجراحية ، وأخيرا العدسات الملونة التى قد تهدف فقط الى تغيير لون العين أو تكون ملونة وبصرية فى نفس الوقت ، ويتم تصنيع العدسات من مواد مرنة ، ومواد خاملة لا تتفاعل مع الجسم ، وتقوم بتصنيعها شركات عالمية اوربية وامريكية. وفى جميع الانواع ، تشدد د.عبير بشر على ضرورة شراء العدسة واستعمالها تحت اشراف طبيب عيون متخصص . وتنبه د. عبير الى وجود علامات تستدعى الذهاب فورا الى الطبيب من اهمها وجود احمرار شديد بالعين والم حاد يصاحبه دموع مستمرة ، وجود نقطة بيضاء على القرنية والتى تنذر ببدء تكون قرحة بالعين تتطلب العلاج السريع والفورى قبل استفحالها. عدسات ملونة فى السوبر ماركت وحددت د.عبير بشر استاذ طب العيون بمستشفيات جامعة القاهرة أماكن شراء العدسات بجميع انواعها فى مستشفى للعيون او صيدليات لديها توكيل، وذلك نظرا لان العدسة لها مقاس معين يتحدد وفق المواصفات الخاصة بكل عين مثل تحدب القرنية وبالتالى يجب وجود طبيب متخصص لتحديد كل تلك المواصفات وتحديد العدسة المناسبة لكل شخص. وتحذر الدكتورة عبير من المحلات التى تبيع الهدايا ومحلات السوبر ماركت التى اصبحت تبيع العدسة الملونة وتقبل عليها السيدات لرخص اسعارها مؤكدة ان هذا الامر يؤدى بالضرورة الى اصابة العين بالالتهابات والقرح والجراثيم وتؤدى الى ضعف القرنية، وقد تؤدى فى النهاية الى فقدان البصر نهائيا. البيع بدون وصفة طبية وتشير أميرة سعيد (ربة منزل) الى ان العدسة تباع علنا فى محلات الهدايا ولا تتطلب وصفة طبية وقد يصل سعرها الى 20 جنيها فقط الامر الذى يغرى الجميع على ارتدائها وتطالب باهمية زيادة الوعى بخطورة هذه المحلات باهمية شراء االعدسة تحت اشراف الطبيب. فى حين تشير مروة عرفة التى تعمل فى احدى مراكز بيع العدسات اللاصقة الشهيرة بوسط المدينة الى انها تعتمد على العدسات الملونة فى المناسبات ، فهى تجدد ملامح الوجه وتضفى رونقا على الماكياج المتقن ، وتعتبرها نوعا من الاكسسوارات المتميزة التى تناسب ارتدائها فى الخروج نهارا او ليلا. عدسات للايجار! وتطالب د.عبير بشر بضرورة وجود دور هام وقوى لنقابة الاطباء وتفعيل القانون الذى يلزم ببيع العدسات اللاصقة تحت اشراف طبيب متخصص، وبضرورة تغليظ العقوبة على المخالفين. وزارة الصحة تحذر من جهتها، حذرت وزارة الصحة والسكان من تداول العدسات اللأصقة الملونة من بعض المحلات ومصففى الشعر بنظام الإيجار الوقتى مؤكدة أن ذلك العمل ينجم عنه حدوث مشاكل طبية حادة وخطيرة للعيون ومنها "قرح العيون". وطالب الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان ، الأطباء والصيادلة وأصحاب محلات بيع النظارات بضرورة الإلتزام بالقوانين والقرارات الوزارية المنظمة للمنشآت الطبية وخاصة القانون 193 لسنة 1959 الخاص بإعادة تنظيم مزاولة مهنة تجهيز النظارات الطبية وبيعها ، وذلك فى إطار حرص الوزارة على تقديم خدمة صحية آمنة ومطابقة للاشتراطات والقواعد الصحية والطبية وحفاظا على صحة المواطنين-حسبما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط . وأوضح شاهين أن قانون تنظيم مزاولة مهنة الصيدلة ينص على أنه لا يجوز لغير أطباء العيون وصف وتركيب العدسات اللاصقة للمرضى مشددا على ضرورة أن تضع محلات النظارات فى مكان ظاهر لافتة يكتب عليها بخط واضح عبارة "لا تصرف عدسات لاصقة للجمهور"، ويقتصر صرفها على أطباء العيون المتخصصين. وأكد أنه فى حال مخالفة تلك التعليمات يتم تطبيق العقوبات الواردة فى القوانين والقرارات المنظمة..داعيا الجميع إلى الإلتزام بالقوانين والقرارات المنظمة حفاظا على صحة المواطنين . العدسات ليست بديلاً كاملاً من ناحية أخرى ، أكد الدكتور احمد السعيد مدير احدى المراكز الطبية للعدسات اللاصقة ان بعض الحالات تصبح العدسة أفضل من ارتداء النظارة مثل حالات قصر النظر عالى الدرجة ، ووجود فرق كبير بين قياس العينين تصبح الرؤية بالعدسات افضل وتقلل ازدواجية الرؤية ، ولكنها ليست بديلا كاملا عن النظارة وينصح د. السعيد مستخدمى العدسة بضرورة ارتدائها بالتبادل مع النظارة للاستفادة من مزايا الاثنين. وعن الجديد فى تصنيع العدسة ، يشير د.أحمد السعيد الى ان أهم التحسينات التقنية على العدسات وجود عدسات ذات نفاذية أكسجين عالية جدا ، وأصبحت تصنع من مادة السليكون هيدروجيل ، بالاضافة الى توافر عدسات خاصة بالاستجماتيزم. ومع تطور صناعة العدسات يزداد شغف المرأة والرجل بالجديد الذي قد تزاد معه المخاطر إذا غابت الضوابط فمن يُرشد "سحر العيون"؟