عشرات من النظريات حول بناء الأهرامات منذ قديم الزمن تحاول التوصل إلى حل للغز المحير الخاص ببناء الأهرامات، وأخيرا استطاع عالم آثار فرنسي أن يطرح نظرية جديدة تفترض أن الأهرامات بنيت من الداخل وليس من الخارج كما كان يعتقد العلماء في السنوات السابقة واعتمادهم على نظرية الرافعة في تحريك الأحجار ورفعها عاليا بواسطة الروافع الخشبية ثم انزلاقها الواحدة تلو الأخرى. وكان العالم الفرنسي جان بيير هودين قد عثر أثناء صعوده قمة الهرم الأكبر على تجويف وصفه بأنه بداية لنفق صاعد داخل الهرم، وكان علماء الآثار قد تجاهلوا هذا التجويف على مدار العقود الماضية. وقال هودين إن فرضية بناء الهرم من الخارج تقوم على أساس خاطئ، حيث إن رفع الكتل الحجرية لمسافة 147 متر فوق الأرض يتطلب وجود رافعة خشبية طولها كيلو ونصف على الأقل وهو أمر صعب للغاية في تلك الفترة. وأشار إلى نظريته الجديدة تفترض بناء الهرم على مرحلتين: في المرحلة الأولى تم سحب الأحجار فوق رافعة من أجل بناء قاعدة الهرم، التي تحتوي الجزء الأكبر من الكتل الحجرية، وفي المرحلة الثانية تم رفع الأحجار المستخدمة من الخارج بواسطة الرافعة المبدئية لبناء الجزء العلوي من الكتل المربعة وبالتالي يقل الارتفاع في كل مرة وتستخدم الكتلة الداخلية مرة أخرى لبناء الجزء الخارجي. واستطرد العالم قائلا بعد بناء قاعدة الهرم، بدء العمال في بناء نفق مائل داخلي في الهرم حتى القمة، وحيث أن النفق يوجد داخل الهرم ، يمكن إغلاق مدخله بعد الانتهاء من عملية البناء حتى يظل بعيدا عن الأعين. هذه الفرضية تجد صدى لها على أرض الواقع، فعلى ارتفاع 90 متر يوجد تجويف تم التوصل إليه بالوسائل التكنولوجية الحديثة، حيث توصل عالم الآثار إلى حجرة صغيرة على حرف L ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يشاهد فيها الأثريون هذه الفتحة ولكن العلماء تجاهلوها . ولكن العالم هودين اعتبر أن النفق الصاعد يتطلب مناطق مفتوحة من الجوانب الأربعة للهرم من أجل إدارة الكتل بنسبة 90 درجة. وفي الماضي كان العلماء الفرنسيون قد وجدوا اختلافات في الكثافة داخل الكتلة الحجرية للهرم مما يؤكد احتمالية وجود فراغات داخلية . وقال هودين إنه باستخدام الأشعة الحمراء يمكن اكتشاف وجود نفق ثان كان يستخدم للبناء من الداخل دون الحاجة إلى إزالة أحجار من الهرم نفسه. واختتم العالم حديثه بالقول إنه في حالة إثبات وجود هذا النفق الصاعد فسيمثل ذلك اكتشافا كبيرا وسيحل لغز بناء الهرم للأبد.