ينكشف المشهد الانتخابي الاميركي مع ساعات الصباح الاولى اليوم عن احتمالات مصيرية للمرشحين باراك اوباما وهيلاري كلينتون بعدما خاضا امس الانتخابات التمهيدية الحاسمة في تكساس واوهايو ورود ايلاند وفيرمونت. اوباما يراهن على تلقي منافسته ضربة قاضية تخرجها من السباق، وهي تتطلع الى انتصارات صريحة، تتحدى حظوظها المتعثرة حتى الان فتقلب السباق لصالحها، او تبقيها في اللعبة الانتخابية، على اقل تقدير. وبعد 11 هزيمة متتالية، دخلت كلينتون اليوم الانتخابي ومصير حملتها صار مرهونا بتكساس وأوهايو تحديدا. فخسارتها ولو في ولاية واحدة أخرى، يمكن ان يفجر تهافتا شديدا من جانب الناخبين الديموقراطيين على انتخاب أوباما الذي يطمح لان يصبح أول رئيس اميركي أسود، ويفاقم الضغوط على كلينتون ويصعب عليها مهمة اللحاق بعدد المندوبين الذين كسب ولاءهم سيناتور ايلينوي، او قد يضطرها الى الانسحاب كليا من السباق. وحتى اللحظات الاخيرة قبل ما اصطلح على تسميته «الثلاثاء الكبير الثاني»، حرص كل من كلينتون وأوباما على استمالة الناخبين في أوهايو وتكساس. وقالت سيناتور نيويورك صباح امس في هيوستن (تكساس) «اشعر بتفاؤل.. اعتقد ان النتائج ستكون جيدة». بدوره، بدأ اوباما الذي ترقب النتائج في سان انطونيو (تكساس)، نهاره في هيوستن حيث زار معرضا زراعيا. وقال «نحن امام فرصة الفوز بالتسمية.. احد الاشياء التي تعلمتها لجعل هذا الأمر حقيقة، هو ان المسائل ليست سهلة دائما، لكننا نحتاج الى ارادة المضي الى الامام حين تصبح الأمور أصعب». وأظهرت استطلاعات الرأي ان المتنافسين الديموقراطيين متقاربان الى حد كبير في أوهايو وتكساس. وأشار آخر استطلاع بثت نتائجه محطة «سي سبان»، الى ان كلينتون حصلت على 47 في المئة من الاصوات في تكساس في مقابل 44 في المئة لاوباما، في حين تعادل المرشحان (44 في المئة) في اوهايو. غير ان استطلاعا أجرته قناة «سي ان ان»، أظهر ان اوباما يتقدم بفارق نقطتين على كلينتون في تكساس، بينما تتفوق الأخيرة بفارق خمس نقاط في أوهايو. ولا تعكس استطلاعات الرأي الصورة الحقيقية للمعركة بسبب نظام الاقتراع المعقد، خاصة في ولاية تكساس. فالانتخابات التمهيدية لا تتم على مستوى الولاية، بل على مستوى كل من الدوائر الانتخابية الاحدى والثلاثين. ويتفاوت عدد المندوبين بين دائرة واخرى، والدوائر التي تعد جالية كبيرة من اصل اميركي لاتيني (ميالون الى كلينتون) اقل تمثيلا مقارنة مع الدوائر في المدن (ميالة لاوباما). ويمكن للناخبين ان يختاروا المندوبين ايضا في اطار مجالس ناخبين. ويقول خبراء ان المرشح الذي سيفوز باكبر عدد من الاصوات لا يضمن الفوز بالعدد الاكبر من المندوبين. وبدت امس نسبة المشاركة مرتفعة. واعلنت الحكومة المحلية في تكساس ان نحو مليوني ناخب، وهو رقم قياسي في انتخابات تمهيدية، توجهوا الى مراكز الاقتراع. وفي اوهايو، رصدت صفوف طويلة من الناخبين صباحا امام غالبية مراكز الاقتراع، وذلك رغم الثلج والصقيع. وبعد انتخابات الامس التي سمحت بتوزيع المندوبين بشكل نسبي في تكساس (193 مندوبا) وفي اوهايو (141) ورود ايلاند (21) وفيرمونت (15)، يبقى 611 مندوبا ديموقراطيا خلال حوالى 15 عملية انتخابية اهمها في 22 نيسان في بنسيلفانيا مع 158 مندوبا، وهي الولاية التي ستتطلع اليها كلينتون في حال لم تحقق فوزا صريحا بل تفوقا بسيطا في تكساس واوهايو، على اعتبار ان اوباما يتفوق عليها بعدد المندوبين الداعمين له بحوالي .100 في الجانب الجمهوري، بدت المنافسة اقل حماسة، اذ اجمعت استطلاعات الرأي على ان المرشح جون ماكين سيفوز في مواجهته مع منافسه مايك هاكابي بالمندوبين ال265 في الولايات الاربع ويصل تاليا الى مستوى 1191 مندوبا الذين يحتاجهم للحصول على تسمية الحزب. وقد حصل سيناتور اريزونا خلال الجولات السابقة من الانتخابات التمهيدية على 1033 مندوبا.