مصر لن تتوقف عن الإتصالات لإنهاء الانقسام الفلسطينى توقع الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح)، ورئيس وفدها إلى الحوار الوطني استئناف وعودة الحوار الوطني الفلسطينى خلال أسبوعين. وقال شعث - فى مقابلة مع عدد من الصحفيين فى القاهرة الأحد - إن المعلومات المتوفرة لدينا من الأشقاء في مصر تشير إلى اسئناف الحوار الوطني الفلسطيني خلال عشرة أيام أو أسبوعين على أبعد تقدير. وأضاف إن مصر لم تعلن عن إنهاء مبادرتها لرعاية الحوار وهذا شيئ يسعدنا فمصر ما زالت تعمل من اجل ايجاد فرصة مواتية وملائمة حتى لا تضيع الفرصة بالكامل، مشيرا إلى أن ما حدث سيضعف مصداقية القيادتين في حماس والسلطة أمام الجمهور العربي. ولفت شعث إلى أن الفرصة لم تضيع بعد.. مؤكدا أن الاسباب التي دفعت حماس إلى الغاء مشاركتها في الحوار هي اسباب وهمية وغير حقيقية. وأوضح أن قضايا الاعتقال كان يجب ان تبحث في إحدى اللجان وهي ليست مبررا لالغاء الحوار، مشيرا إلى أن حماس تطبق تهدئة مع إسرائيل دون المطالبة باطلاق اسراها من سجونها. وذكر شعث " اذا لم تحدث عودة حقيقية وسريعة للحوار فإن الجميع سيخسر.. موضحا أن الخسارة التي حدثت السبت والتي لم يتم فيها عقد جلسات الحوار هو فشل فلسطيني وليس فشل مصري. وفى السياق ذاته ..شدد الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح)، ورئيس وفدها إلى الحوار الوطني على ضرورة التوحد فلسطينيا قبل استلام أوباما السلطة في البيت الابيض حتى نستيطيع التأثير في الاحداث ايجابيا لصالح الفلسطينيين والعرب. وأضاف "يجب العودة السريعة للحوار وان نجد حلا قبل ضياع هذه الفرصة المواتية الان لترتيب البيت الفلسطيني.. مشيرا إلى أنه لا يجد فرصة أفضل من الفرصة التي نحن عليها حاليا لتحقيق هذا الهدف". وأشار شعث إلى أن ضياع هذه الفرصة سيؤدي إلى زيادة مواقف التيارات المتشددة في حركة حماس وفتح والتي لا تريد الحوار، ولكنها أصوات ليست ذات قيمة بالنسبة لفتح التي تدعم بكل قوة الحوار وعلى رأسها الرئيس عباس واللجنة المركزية والمجلس الثوري. وأوضح أنه غير مطروح الان عقاب عربي ولكن المطروح هو ضغوط جديدة لاعادة الوحدة للصف الفلسطيني والحوار، مشيرا إلى أن تأجيل جلسات الحوار شكل صدمة وحزن للجميع. ولفت شعث إلى أنه يرغب في أن يبقى الدعم العربي لمصر قائما في موضوع المصالحة الفلسطينية.. منوها بأهمية الدور السعودي والسوري فى هذا الصدد. وأوضح أن فتح قدمت الكثير من التنازلات في الصياغات لان "لا شئ جوهري ما دام الوطن كله محتلا ولا يجب ان يكون هناك اشكاليات تمنع الوحدة الوطنية التي سيخسر الجميع في حال استمرار الانقسام". من ناحيته أعرب الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبومازن" عن تمنياته فى أن يستمر المسئولون المصريون فى بذل جهودهم من أجل عودة الحوار الفلسطينى .. مبديا أسفه الشديد إزاء إعلان حماس وبشكل مفاجىء مقاطعتها للاجتماعات الخاصة بالحوار، حيث وصف هذه المقاطعة بأنها أمر مؤسف للغاية نظرا لأن مصر بذلت جهودا خارقة من أجل الوصول لهذه اللحظة ولكن للاسف توقفت. وقال أبومازن - فى مؤتمر صحفى مشترك عقده مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى عقب جلسة مباحثاتها التى عقدت الأحد بمدينة شرم الشيخ - "نحن نريد ونتمنى من أشقائنا فى مصر أن يستمروا فى بذل جهودهم من أجل عودة الحوار على أساس تأسيس حكومة فلسطينية مؤقتة تلتزم بالتزامات منظمة التحريرالسياسية بالكامل وتجرى انتخابات تشريعية ورئاسية فى نفس الوقت" .. مضيفا "أننا وفى الوقت الذى نصل فيه لهذا الاتفاق ستجرى هذه الانتخابات". مصر لن تتوقف عن الاتصالات لإنهاء الانقسام الفلسطينى ومن جانبه أكد مصدر مصرى مطلع أن القاهرة "لن تدفع إلى التخلى عن دورها فى دعم الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة"، مشددا على أن مصر "لن تتوقف عن الإتصالات والتحرك حتى ينتهى الإنقسام الفلسطينى ولن تكل من بذل جهودها حتى يتحقق حلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وقال المصدر المصري في تصريح لوكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم الأحد تعقيبا على قرار "حماس" بعدم الحضور للحوار الذي كان مقررا عقده الاثنين، إن مصر دولة لها تأثيرها الفعال فى المنطقة وتتعامل بمنطق الدول لا بمنطق الجماعات والأفراد". وقال "لن نقطع الإتصال بأى فصيل فلسطينى بعد هذه الأزمة العابرة"، مشيرا إلى أن "مصر دولة وتتعامل بمنطق الدول مع جميع الفصائل وعلى قدم المساواة ولن تقطع خيطا يساعدها فى عودة الوحدة للشعب الفلسطينى وستواصل إتصالاتها وتحركاتها فى الملف الفلسطينى بأسلوب هادئ بعيدا عن الإنفعالات والتشنجات. وقال إن "مصر دولة لها إستراتيجية واضحة وهى إنهاء حال الانقسام وإعادة الوحدة الفلسطينية والحفاظ على مكتسبات وحقوق الشعب الفلسطينى وإعادة القضية الفلسطينية على رأس أولويات المجتمع الدولى وذلك جنبا الى جنب مع تقديم الدعم والمساعدات الممكنة للشعب الفلسطينى". وقال إن "مصر تقوم بتنفيذ مشروع متكامل لدعم القضية الفلسطينية ولن تتخلى عنه مهما كانت الاسباب من خلال محورين الأول بدأ أولى خطواته بإتفاق التهدئة بين الجانبين الفلسطينى والاسرائيلى فى قطاع غزة وهو الاتفاق الذى خرج للنور فى 19 يونيو الماضى بعد جهود ومفاوضات مستفيضة مع الجانبين لحقن الدم الفلسطينى وصد العدوان الإسرائيلى". وأضاف : "هذا الاتفاق بمقتضاه فتحت إسرائيل المعابر أمام السلع، وإستطاع إتفاق التهدئة الصمود أمام بعض الخروق القليلة من هنا وهناك ليسير بشكل مرض للطرفين"، مؤكدا على أهمية إتفاق التهدئة كونه يسهم بشكل مباشر وإيجابى فى تحقيق المصالحة الفلسطينية". (أ ش أ)