وافقت الولاياتالمتحدة على عدة تعديلات اقترحتها بغداد على الاتفاقية الأمنية التي يفترض أن تؤدي إلى انسحاب القوات الأمريكية من العراق بنهاية 2011 واعتبرت أن عملية التفاوض على الاتفاقية انتهت كما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع براين ويتمان الخميس. وأوضح مسئول أمريكي "لقد قدمنا ردا إيجابيا جدا على نقاط عدة تثير قلقهم في ما يتعلق بالتعديلات المقترحة وتم إجراء بعض التغييرات على" مسودة الاتفاقية، وأكد أن "الولاياتالمتحدة أنهت العملية من جانبنا". وصرح المسئول الأمريكي رفض الكشف عن هويته "ربما تكون هناك توضيحات (من العراقيين) ولكن في ما يتعلق بنا نحن فقد انتهت عملية التفاوض". من ناحية أخرى قال روبرت وود نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية إن "الرئيس الأمريكي جورج بوش بعث برسالة إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أرفقها بالنص النهائي للاتفاقية". ولم يكشف ويتمان أو وود عن التعديلات التي أجريت على المسودة وما إذا كانت تتصل خصوصا بحصانة الجنود الأمريكيين المنتشرين في العراق التي يتمسك بها الأمريكيون. وقال ويتمان "هذه الاتفاقية والنص الذي أعدناه يحترم السيادة العراقية كما يؤمن الحماية الضرورية للجنود الأمريكيين". وسلم السفير الأمريكي راين كروكر والجنرال ريموند أوديرنو قائد القوات الأمريكية في العراق الرد الأمريكي لرئيس الوزراء نوري المالكي الذي اقترح التغييرات على مسودة الاتفاقية الأمنية التي تم التوصل إليها بعد أشهر من المفاوضات. وتحدد الاتفاقية الحقوق والمسئوليات القانونية لنحو 152 ألف جندي أمريكي يعملون في العراق. وتحدد الاتفاقية جدولا زمنيا لسحب القوات الأمريكية من المدن العراقية بحلول يونيوحزيران 2009 ومن البلد بأكمله بحلول نهاية 2011. وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في نسختها الخاصة ببغداد أن الولاياتالمتحدة وافقت على ثلاثة فقط من خمسة تعديلات اقترحها العراق. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تكشف هويتها أن واشنطن تخلت عن فقرة في الاتفاقية تخول كلا من بغداد وواشنطن طلب تمديد الاحتفاظ بالقوات في المدن العراقية إلى ما بعد عام 2009 وفي أنحاء البلاد بعد عام 2011. وجاء في الصحيفة أن واشنطن وافقت كذلك على السماح للعراقيين بتفتيش البريد الأمريكي الوارد والصادر كما أنها مستعدة لإحداث بعض التغييرات على لغة النصوص. وقال ويتمان إن الحكومة العراقية ستدرس الآن التغييرات المقترحة إلا أنه أكد أن واشنطن تعتبر عملية التفاوض مغلقة. ويتعين الحصول على موافقة الطرفين على الاتفاقية قبل نهاية العام عندما ينتهي تفويض الأممالمتحدة للقوات الأجنبية بالعمل في العراق. وردا على ما يمكن أن يحدث في حال رفض العراق الرد الأمريكي قال وود "لن أتحدث عن أية عواقب.. لقد ناقشنا هذه الاتفاقية مع العراقيين فترة من الزمن وقد استجبنا بنية حسنة على عدد من مخاوفهم". وفي بغداد أعلن مسئولون عراقيون أن الحكومة العراقية تسلمت الخميس الرد الأمريكي على التعديلات المقترحة مؤكدين أن "الأجواء إيجابية" مع الجانب الأمريكي. وقال ياسين مجيد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء لوكالة فرانس برس "تسلمنا ردا من الجانب الأمريكي بخصوص التعديلات الحكومية"، ولم يعط المستشار أية تفاصيل بخصوص مضمون الرد. بدوره قال علي الدباغ الناطق باسم الحكومة العراقية للصحافيين إن "الولاياتالمتحدة ردت على تعديلات الاتفاقية التي تنظم الوجود الأمريكي في العراق" حسبما نقلت قناة العراقية الحكومية. وتخوض واشنطن وبغداد مفاوضات شاقة منذ بداية 2008 حول اتفاق أمني من شأنه تنظيم الوجود العسكري الأمريكي في العراق بعد 31 ديسمبر كانون الأول المقبل عندما ينتهي تفويض الأممالمتحدة لقوات التحالف المنتشرة حاليا في العراق بقيادة أمريكية. ا ف ب