قالت وزارة الخارجية السودانية إن خاطفين قتلوا 5 من عمال النفط الصينيين من أصل 9 كانوا يحتجزونهم رهائن في وسط السودان منذ أكثر من أسبوع. واتهمت الوزارة حركة العدل والمساواة إحدى جماعات التمرد في دارفور باحتجاز الصينيين وقتلهم. وقال علي الصادق المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية إن خمسة عمال قتلوا وإن اثنين تمكنا من الهرب بعد أن أصيبا باصابات طفيفة. واضاف الصادق أن العاملين اللذين هربا أصبحا الان في يد الحكومة لكن الخاطفين مازالوا يحتجزون الاثنين الباقيين. وقال إن الحادث وقع دون أي استفزاز ولم يتسن الوصول الى زعماء من حركة العدل والمساواة للتعليق. وهذا هو الحادث الثالث من نوعه في ولاية جنوب كردفان المنتجة للنفط بوسط السودان خلال الاشهر الاثنى عشر الماضية. ويقول محللون إن المنطقة المتخلفة قد تصبح نقطة توتر عنيف أخرى ، واذا كانت العدل والمساواة هي من نفذ الخطف فعلا فإن الامر يبين ان انعدام الامن قد يتسلل من منطقة دارفور المجاورة. واختطف العمال التسعة قرب حقل صغير للنفط حيث كانوا ينفذون تعاقدات لحساب شركة النيل الاعظم للبترول العاملة في السودان وهو كونسورتيوم تراسه شركة (سي.ان.بي.سي) الصينية ويضم ايضا شركة ( او.ان.جيه.سي) الهندية وبتروناس الماليزية وشركة سودابت المملوكة للحكومة السودانية. وقال الصادق ان الخاطفين طالبوا بمغادرة الشركات النفطية الصينية للمنطقة. وطالب الصادق المجتمع الدولي بادانة حركة العدل والمساواة قائلا انه لا احد يدينها على افعالها. ولم يتسن الوصول الى السفارة الصينية في الخرطوم للتعليق لكن وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) قالت ان السفارة "تدين بشدة" القتل ، وتعد الصين اكبر مستثمر في السودان واحد اقوى حلفاء الخرطوم. ولم تنف او تؤكد الجماعة المتمردة في دارفور ضلوعها في الحادث ، وقالت ان لها قوات في المنطقة وحذرت من ان عمال النفط يعتبرون اهدافا عسكرية مشروعة. وخطفت الجماعة 5 من عمال نفط -وهم مصري وعراقي وثلاثة سودانيين- في اكتوبر/تشرين الاول عام 2007 لكنها اطلقت سراحهم لاحقا. وقال رجال قبائل محلية ان زعيم الخاطفين رجل يدعى فضيلي وهو عضو في جماعة أولاد عمران أحد بطون قبيلة المسيرية. وقال مسئولون محليون إن الخاطفين ربما يريدون فدية. وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان إن السلطات السودانية ستتخذ مزيدا من الاجراءات الامنية لحماية العمال الصينيين والأجانب في البلاد. وقال عبد الرسول النور أحد زعماء قبيلة المسيرية إن قبيلته تدين قتل الصينيين. وأضاف "حتى اذا كانت مطالبهم (الخاطفين) عادلة فإن الاساليب الخطأ تعرقل الوصول الى تلك المطالب العادلة. وهذا خطأ فادح." وقالت جماعة الازمات الدولية -وهي مؤسسة بحثية- الاسبوع الماضي إن اتفاق السلام الذي أبرم عام 2005 وأنهى عقدين من الحرب بين شمال السودان وجنوبه في خطر في جنوب كردفان حيث توجد "كثير من العناصر" التي فجرت صراع دارفور. (رويترز)