أسابيع قليلة ويحتفل البعض بمرور خمسة أعوام علي تحرير العراق ودخوله للديمقراطية الأمريكية من أوسع أبوابها وأكثرها قبحا.. وأيام معدودة وقد يبدأ الرئيس الإيراني أحمدي نجاد زيارة للعراق يصفها الكثيرون بالتاريخية وما بين الزيارة التاريخية والذكري التحريرية هناك الكثير من الضحايا والقواسم المشتركة ووطن أصبح صفقة للتفاوض بين الشيطان الأكبر و الراعي الأول للإرهاب لتكون المحصلة ضياع كيان عربي وتشريد شعب داخل وخارج أرضه كتمهيد لاتفاق النقيضين علي تقسيم العراق كل حسب مصلحته. وبعيدا عن القناعات المتأخرة التي تولدت في المنطقة وخارجها عن كارثية الحرية الامريكية والتحرير اليومي لارواح العراقيين باساليب مختلفة ومختلقة والاعتذارات الإعلامية والصحفية عن الخطأ المعلوماتي الصحفي الذي ساهمت فيه الكثير من وسائل الإعلام العربية والدولية لانسياقهاها وراء الأكاذيب التي كذبها من ساهم في صناعتها من صناع ومتخذي القرار في العاصمة الأمريكية يقف العراق ككيان حضاري وإنساني في مهب الريح وأصبح العراق بعد أن كان البوابة الشرقية للدولة العربية مهدما ومهددا في وحدة أراضيه وشعبه وخارجية فاشلة شعبا من الاجئين داخل وطنه وخارجه بعد ان اصبح مادة للمجاملة من اطراف تحكم الان في بغداد لاطراف اقليمية ودولية معروفة, والأمر الملاحظ خلال الاشهر الماضية ان العراق وتحديدا جنوبه اصبح ساحة لحرب جديدة تضاف الي الحروب الاخري اليومية المندلعة فيه منذ ان دخله الفاتحون الجدد. والأهم في البداية, فالجنوب العراقي المعروف باصالته العربية باعتباره نقطة انطلاق العروبة منه الي جميع العراق اصبحت الان سمة العروبة فيه جريمة تضاف الي لائحة الجرائم التي تحمل لاي معارض اومعترض علي مايحدث من محاولات ابعاد وطمس للهوية العربية فيه ضمن مخطط شامل يستهدف العراق كله والامر المعروف تاريخيا ان جميع العشائر العربية الموجودة في العراق انطلقت من جزيرة العرب الي جنوب العراق لتستقر فيه بعد موقعة القادسية ثم لتنطلق الي وسطه وشماله وغربه بل الي الجنوب التركي والغرب والجنوبالايراني في عربستان العربي والمحمرة وغيرها من المدن الايرانية العربية. وتعد عشائر الدليم والشمر والجبور والعبيد والسواعد وبني تميم وبني حسن وغيرها من العشائر العربية السمة الاجتماعية الابرز في العراق الحديث والفاعلة في مختلف الاحداث والحوادث الكبري التي مر بها العراق بدءا من مقاومة الاحتلال البريطاني مرورا بثورة العشرين انتهاء بالوصول الي الدولة العراقية الحديثة التي اكتست طابع المدنية ظاهريا رغم ان الشق العشائري فيها كان وما زال هوالمؤثر والفاعل والان ومع احتلال العراق من قبل الولاياتالمتحدة وفتحه امام الطامعين القدامي الجددتم تنفيذ مخطط تطهيري للعرب اوعلي الاقل كسر لهم في المدن والاقاليم في جنوب العراق بدأ بالعرب السنه حيث هجر الكثير منهم من البصره والعمارة والناصرية وغيرها تحت ذريعة المذهب, والان جاء الدور علي العرب الشيعة خاصة تلك التي يعرف عنها تمسكها بهويتها العربيه بعد ان اصبح العراق خاصة الجنوب الغني بثرواته النفطية ساحة للنفوذ والنهب الاستعماري الذكي والمدعوم من قبل بعض الاطراف في الحكومة العراقية وبعيدا عن الاعلام بل والتعتيم علي السرقات مثل التعتيم علي الاعتراضات وصبغها بالصبغ الدينية المنحرفة. ويقول احد المصادر: لقد تم خداع بعض العشائر العربيه باسم المذهب وهناك البعض ساهم في عمليات تهجير وقتل لاخوانهم من العرب السنة وبعد ان هدأت الامور دارت العجلة عليهم ليكتشفوا ان المستهدف هوالجنوب العراقي والعراق كله هوية وارضا وسلخه عن عروبته ويعبر المصدر عن اسفه لما حدث خلال الفتره الماضية ويقول: ان العشائر العربية الشيعية في الفرات الاوسط والجنوب تجرعت من نفس الكأس بعد ان اعترضت علي التدخلات الايرانية في ادق تفاصيل مناطقهم, مشيرا الي انه تم قتل اكثر من200 من شيوخ ووجهاء العشائر بايد عراقية تخدم ايران واحيانا ايرانيه خلال العامين الماضيين هذا فضلا عن المئات من ابنائها الذين قتلوا, ويشير المصدرالي الوجود المخابرتي القوي والكثيف في البصرة والعمارة والتي تشرف علي عمل الكثير من الجماعات والاحزاب في الجنوب, مشيرا الي ان الاحزاب الجديدة تتخوف من ابناء الجنوب والفرات الاوسط وتعتبر الكثير منهم ليسوا اكفاء للعمل لان هؤلاء هم من حاربوا في الحرب ضد ايران ويؤكد ان المئات من الضباط والكفاءات قتلوا نتيجة المشاركه في الحرب اوالاعتراض علي السياسات الجديدة ويقول: ان معظم من يتحكمون الان في الامور ممن عاشوا في ايران لعشرات السنين والكثير منهم ساهموا في القتال بجانب الجيش الايراني وقتلوا وعذبوا الاسري العراقيين ومعظمهم من الشيعة العرب. وقد يري البعض ان فيما سبق مبالغة ولكن علي هؤلاء ان يتساءلوا عن الاصرار علي تغيير اسم محافظه القادسيه إلي الديوانيه القادسيه هي المعركه التي فتح بها العرب المسلمين العراق ودحروا الامبراطورية الفارسية, ولماذا الاهتمام بالمدائن جنوبي بغداد عاصمة الامبراطورية الفارسية ؟ وغيرها من ازاله التماثيل واللوحات الجدارية التي لاتمت للبعث بصلة وترتبط بهوية العراق العربية وهي كثيرة علي الحصر. لقد سبق وان حذرنا من الانجرار وراء مخطط عنصري تطهيري يحمل اسم المذهب الشيعي وآل بيت الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم كواجهة للقتل والتطهير ليسيء الي المذهب والدين الاسلامي لخدمه اهداف عنصرية تعمل علي تفكيك العراق وتفجير المنطقة ولا تخدم الا اعداء العرب والاسلام والان وبعد نجاح هذا المخطط والمحاولات التي تجري لتعميمه في مختلف انحاء العراق ونجاحه الي حد كبير في تحويل بغداد الي كنتونات اساسها المذهب جاءت الصرخة التي اطلقتها اللجنة العليا لشيوخ عشائر الجنوب العراقي والتي طالبت فيها مصر والدول العربية والامم المتحدة بالتدخل لوقف الشر القادم من ايران والوقوف مع الشعب العراقي في الجنوب ضد الاستفزازات والتدخلات الايرانية الهادفة لتقسيم العراق. ان الجميع تابع ويتابع التصريحات والافعال الايرانية في العراق ويدرك المأزق الامريكي فيه ويعلم ان القوات المسلحة العراقية لم تبن علي اسس سليمة وان هناك محاولات بطيئة لاصلاحها الا ان ذلك لايعني ان تستغل ايران والمحسوبون عليها في بغداد ضعف القوي الامنية العراقية لتنفذ ما سبق وان اعلنته بسد الفراغ الذي ستتركه القوات المنسحبة من العراق. ومن هنا فإن الدعوة موجهة للجمهورية الاسلامية الايرانية بالتوقف عن تلك الممارسات وترك الشئون العراقية للعراقيين الذين امامهم مرحلة طويلة وصعبة مع القوات الامريكية وان تكون عونا للعراقيين وليس عونا ضدهم لان الاحتلال الامريكي العابر للقارات سيرحل ولابد له ان يرحل اما تجاوزات ايران وتوطينها لعشرات الآلاف من الايرانيين في الاراضي العراقية وسرقة النفط يفاقم الامور ليس مع العراقيين فقط بل مع جميع دول المنطقة خاصة ان ايران التي تقول انها تواجه الصهونية العالمية وتتحدي الشر الامريكي تعلم جيدا ان تقسيم العراق هو الهدف النهائي والمعلن من قبل الولاياتالمتحدة والدوائر اليهودية في الولاياتالمتحدة وليس امام أي متابع بسيط التفكير الا ان يجد ان هناك تطابقا في الاهداف النهائية بين الجمهورية الاسلامية ومن تقول انها تختلف معهم بشأن العراق وغيره. والدعوة نفسها موجهة للحكومة العراقية بالتوقف عن المجاملة بالعراق والتستر علي الجرائم الايرانية بدعوي رد الجميل, واذا كانت السياسة العربية الان تعاني من بعض الارتباك نتيجة للعديد من الظروف الداخلية والخارجية فإن هذا الارتباك لن يدوم والدول العربية تدرك وتعي جيدا ما يحدث وعلي ايران ادراك ما ادركته تركيا في التعامل مع الملف العراقي سعيا لعلاقات طبيعية وجديدة مع الشعوب والدول العربية