لم تعد الموضة تخرج فقط من احياء باريس ولندن وروما... بل من السجون أيضا ولم تعد محاولات لفت الانتباه ظاهرة عابرة يتبناها نفر قليل من الشباب، بل اصبحت موجة عاتية تجرف في طريقها قيما واعرافا. في الاسواق والمجمعات التجارية والشوارع، انتشرت بسرعة كبيرة - كما اشياء اخرى - موضة «لو ويست» او «الساغي» التي نقلها صناعها من ملابس المجرمين في السجون، حيث تخشى اجهزة الامن من ارتدائهم للأحزمة خوفا من استخدامها بشكل سيئ، وعليه كان «البنطال» الذي يرتديه السجين غير ثابت ومستقر على وسطه ويتحرك إلى الاسفل كلما انخفض وزنه... هذه الطريقة في ارتداء الملابس تحولت إلى «موضة» لها صناعها ومروجوها وزبائنها اطلقوا على مرحلتي تشكيلها اسمي «السقوط الرهيب» و«كشف المستور» اذ تبدأ بسقوط البنطال من فوق خصر مرتديه، لتبدأ عملية كشف المستور، وهي الكشف عن جزء من الملابس الداخلية المزركشة والمنقوشة. شبابنا الذين تخلى عدد منهم عن الزي الوطني «طواعية» بدأوا في ارتداء تلك الازياء الغريبة، أما أسبابهم فهي كثيرة على ما يعتقدون لعل في مقدمتها الحرية الشخصية. وإذ انتشرت موضة «لو ويست» بسرعة رهيبة في الاحياء التي تنتشر فيها الجرائم في الولاياتالمتحدة الاميركية التي حاولت «مكافحتها وردعها» بفرض غرامات على من يرتديها، غير ان المثير للعجب في نفوسنا اكثر ان ظاهرة لبس «الشماغ» بدأت في الانتشار كثيرا كنوع من الازياء الجديدة لدى الغربيين وبعض الدول الآسيوية فأخذوا النقشة المتعارف عليها «الشماغ» وابتكروا الكثير من الالوان المبهجة والتي تناسب اذواقهم، حتى اعتدنا رؤية الشماغ بلونه المعتاد وهو الاحمر والابيض وفي بعض الدول الاسود والابيض. وعن تلك الظاهرة الأولى يقول احد كبار السن «كنا نأمل باسقاط القروض، الا اننا لم نر الا اسقاط هذه البناطيل لدى شبابنا كنوع من الموضة غير المرغوبة، وهي امر استغربه». ويضيف: جاءتني رغبة في مساعدة احدهم لرفع بنطاله الساقط معتقدا انه لا ينتبه لوضعه هذا لاكتشف بعدها انها موضة لكنها لا تناسب مجتمعنا، واتمنى الا يقلدها الشباب ويتركوا هذه الامور التي تأتينا من الغرب، وهدفها مجرد لفت الانتباه لهم بأي طريقة كانت ولو بمنظر غير حضاري. وآخر يقول: «المشكلة يا جماعة انهم يرغموننا على مشاهدة ما لا نرغب به، والادهى يختارون ملابسهم التحتية بلون لافت جدا وكأننا لابد ان ننظر اليهم عندما تسقط بناطيلهم، وهم يتعمدون فعل ذلك، واتساءل اين اهاليهم؟ وهل شاهدوهم قبل خروجهم من المنزل بهذه الازياء الغريبة ام ان ملابسهم تسقط مع خروجهم من المنزل، مطالبا الاهالي بالانتباه لتصرفات الابناء حتى لا يكونوا اضحوكة لغيرهم نتيجة التقليد الاعمى». اما «ام خالد» فتقول «اصبحنا نتوقع كل شيء مع وجود الفضائيات التي تظهر لنا الازياء الغريبة، وابناؤنا مبهورون بتلك الاشياء دون رقابة عليهم، كما نشاهد العديد من المناظر الغريبة عندما نذهب للتسوق، وللأسف هناك العديد من المحلات تروج لتلك الازياء بصورة كبيرة، وللأسف الصمت مما نراه هو شعارنا الدائم الذي يسلمنا من التجريح». خالد الشمري يصف هذه الازياء الغربية التي يرتديها الشباب ب «السخيفة» لانها اتت من مجتمع ليس فيه ضوابط شرعية، والهدف منها المردود المادي، وقال بالنسبة لظاهرة ال «لوويست» لاتعليق لي عليها الا انها لا تناسب مجتمعنا، ولعل الاعلام الغربي هو الذي سيطر على عقول بعض الشباب الخليجي والعربي، ولكننا نستطيع مواجهة ذلك من خلال التمسك بالعادات السليمة والملابس التي اعتدنا عليها، ويجب ألا نسمح بوجود تلك الازياء الغريبة بيننا لأنها خطوة اولى لتدمير المجتمع الذي نعيش به. نادر العجمي يعلق على موضة الشماغ الذي ترتديه الفتيات في ازيائهن بقوله: لا اعتقد ان محاولة الفتيات ارتداء الشماغ الرجالي مناسب لهن، لانه في الاصل لباس خاص بالرجال، وبصراحة لدينا تقليعات عجيبة وغريبة في الازياء، وبالنسبة ل«لوويست» فأستغرب من تقليد الشباب للعادات والمظاهر السيئة والضارة، بينما يحجمون عن لبس الشماغ وهو زي نفتخر به، ولابد ان يعي الشباب من خلال هذا الامر انهم يجب ان يتمسكوا بالعادات والتقاليد الاصيلة واللباس الذي اعتادوا عليه في بيئتهم. واستطرد قائلا: للأسف هناك الكثير من الظواهر التي انتشرت بصورة واسعة بين الشباب، والسبب وجود بعض العوامل التي اثرت بهم مثل كثرة القنوات الفضائية والعولمة والانفتاح وضعف الوازع الديني وعدم مراقبة الاباء لابنائهم وغياب التوعية في المدارس. مشعل العدواني يقول: لاحظنا فعلا انتشار موضة الشماغ في ازياء الفتيات ولا مانع من ذلك لكن اذا كان يحكمها الاحتشام والعفة. اما ال «لوويست» فأرى ان من يرتديه قلة ندعو لهم بالهداية والصلاح، كما ان ارتداء الغرب لألبستنا يدل على انها الافضل والانسب لمعاني الرجولة السامية في مجتمعنا وترمز للقوة، اما الظواهر الغربية التي توجد في مجتمعنا فهي شاذة ولا تؤثر الا في عقول المراهقين فقط، لأن الشباب الواعي لا ينجرف خلف المثل القائل «خالف تعرف» مطالبا بتوجيه الابناء عن طريق التوعية الاعلامية والبرامج الثقافية والدينية. أحمد العنزي قال: الازياء والقصات الغريبة التي يأخذها الشباب من الغرب ما هي الا تقليد اعمى اما ال «لوويست» فهي موضة خاصة بالمساجين في الغرب. وتساءل: لماذا ينجرف بعض الشباب وراء تقليدها؟ وهل هي وسيلة للفت الانتباه؟ وقال لا اعتقد انها ستستمر لأن اي شاب عاقل سيفكر جيدا بها ومع تقدم العمر سوف يتركونها لانها لا تناسب عاداتنا وتقاليدنا.