انتشرت في الفترة الأخيرة الكثير من المصاحف المصغرة الحجم تقدم على شكل هدايا للمواليد أو في بطاقات الأعراس المختلفة التي تعددت في أشكالها وألوانها ومكوناتها، إلى جانب ما يتم وضعه في علب تعلق على الرقاب بالسلاسل. وقد أصبحت هذه المصاحف مشكلة لكثير من القراء الذين لم يحفظوا القرآن الكريم ويحسبون أن وجود مثل هذه التشكيلات الجيدة والمتقنة للمصاحف بمثابة وسيلة طيبة صممت بنية نشر الخير والبركة وإضفاء الطابع الديني، برجاء الأجر والثواب من خلال نشره في هذه المناسبات الاجتماعية المختلفة. لكن سرعان ما يفاجأون بوجود أخطاء عديدة جراء حجمه الصغير أما عن الطباعة وأما عن المراجعة والتدقيق وإما عند ترتيب الملازم. وأفاد عدد من المصادر الإسلامية بأنه يكره تنزيها تصغير حجم المصحف وكتابته بقلم دقيق، حيث يتوجب أن يكتب بأحسن خط وأفخم قلم وأبرق مداد على ورق أبيض، حيث تفرج السطور وتضخم الحروف ويضخم المصحف، وإمساك الشخص مصحفا في بيته ولا يقرأ فيه يأثم، إلا إن نوى بذلك الخير والبركة، فهو بذلك لا يؤثم ويرجى له الثواب والأجر. فتداول المصحف بالصفة التي وجد عليها بين المسلمين بنحو بيع وشراء وقراءة منه متى أمكنت ولم يكن فيه تغيير ولا تبديل غير ممنوع شرعا. وقال المواطن عبدالله رشيد في هذا الشأن: إن الحجم المصغر للمصحف، على حد وصفه، لا يحقق الغاية الأساسية وفيه قصد بهجر قراءة القرآن، وذلك لعدم الاستفادة منه، لما فيه من إيذاء العين لعدم القدرة على قراءته لصغر حجمه إلى جانب تعليقه كزينة في مكتبات المنازل أو في أي زاوية فيها ما يؤدي ربما إلى العبث به من قبل الأطفال أو تعرضه للسقوط والإهمال بوجود أعداد أخرى من الكتب، بالإضافة إلى أن تعليقه كسلسلة في الرقاب بمثابة إهانة لهيبة المصحف الشريف لكون الشخص قد يدخل به إلى دورات المياه أو أماكن أخرى محرمة ونجسة. ومن جانبه أوضح حسن سعيد ماجد النقبي، مسؤول العلاقات العامة في جمعية الشارقة الخيرية فرع خورفكان، وجود العديد من المصاحف التي جاءت بها بعض الأسر لمقر الجمعية لعدم قدرتهم على الاستفادة منها، ولوجود العديد منها في أركان المنزل ما أدى إلى إحضارها إلى الجمعية للتصرف فيها بشكل سليم، وذكر النقبي عن توزيعه مصاحف ذات أحجام مقبولة وجيدة على المساجد سواء داخل الدولة أو خارجها أو من بحاجة لها من أهل الخير حيث يقوم بتوزيعها على المحتاجين والراغبين باقتناء مصاحف قرآنية. وفي الرأي الديني أشار الشيخ حسن أبو العينين، واعظ بمكتب وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالفجيرة، الى أن الله عظم القرآن تعظيما كبيرا فيما لم يعظم أي رسالة من الرسالات مثله وسماه الله بالقرآن لكي يقرأ. ومن هنا ذكر العلماء أن هجر القرآن الكريم، والمعني بقول الله تعالى وقال الرسول لما قضي الأمر «يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً»، وقالوا ان الهجر على نواح مختلفة منها أن يترك فلا يقرأ، ومنها أن يقرأ فلا يعمل به ومن هنا يصير القرآن حجة على صاحبه أو حجة له. وكل ورقة كتب عليها آية قرآنية أو بعض من الآيات القرآنية هي معظمة بعظم ما كتب منها. فإذا ما كتبت هذه الآيات بطريقة يصعب على الناس قراءتها فهذا من قبيل العبث بآيات الله المعظمة. وما انتشر في الآونة الأخيرة من إهداء بعض الناس مصاحف صغيرة يصعب على الناس قراءتها أمر لا يجوز شرعا وذلك لأنه يؤدي إلى عدم الاعتقاد بمثل هذه المصاحف أو رعايتها أو القيام بحق القرآن الكريم من حيث القراءة، وهناك من يتخذ هذا المصحف كزينة توضع في السيارات أو البيوت وهذا أمرا ننأى بأنفسنا عنه. لذا على الجهات أو المؤسسات الطابعة لمثل هذه النوعية من المصاحف الصغيرة أن ترصد طباعتها لأنها ليست للقراءة، فالقرآن أنزله الله لنقرأه ونتدبر آياته ونأخذ العبر من عظاته.