عقد وزير الخارجية أحمد أبوالغيط "الاحد" مباحثات مع مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السودانى عمر البشير الذى يزور مصر حاليا. وصرح مصطفى عثمان اسماعيل بأن المباحثات مع أبوالغيط تناولت تطورات الأوضاع فى السودان وخاصة الأوضاع فى دارفور والمعالجة السياسية وفق وجهة نظر الحكومة السودانية وخاصة مبادرة أهل السودان التى ستنطلق أعمالها يوم الخميس القادم بمشاركة أمين عام الجامعة العربية ورئيس المفوضية الافريقية ولجنة المبادرة العربية ومصر التى يمثلها وزير الخارجية أحمد أبوالغيط. وقال عثمان "إن المبادرة السودانية ستناقش القضايا السياسية الخاصة بدارفور على مستوى قيادات الأحزاب السياسية السودانية فى الحكومة والمعارضة والحوار الدارفورى الدارفورى الذى ترعاه الأممالمتحدة والاتصالات التى يجريها ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لدارفور والتى تصب فى المبادرة العربية التى ترأسها قطر والتى من المتوقع أن يتم عقد اجتماع لها فى الدوحة خلال الشهر القادم". وأكد مستشار الرئيس السودانى أن الأولوية هى معالجة قضية دارفور معالجة سياسية والوصول إلى حل سياسى لها .. مشيرا إلى أن القضايا المتبقية كلها هى إفرازات لقضية دارفور وبالتالى لا نريد أن تصرف المحكمة الجنائية الدولية أو غيرها السودان عن التركيز فى القضية الأساسية وهى قضية دارفور وأهمية معالجتها. وطالب بتطوير الفعل العربى فى دارفور وأن ينتقل من المسائل الانسانية إلى المسائل السياسية ثم القضايا التنموية .. موضحا أن مصر متحمسة لهذا الاتجاه بمشاركة الدول العربية الرئيسية وكذلك المجتمع الدولى. وأشار مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السودانى إلى أن السودان انتظر المجتمع الدولى بما فيه الكفاية ليأتى بحل ومعالجة لقضية دارفور منذ أكتوبر 2007 منذ عقد آخر حوار فى سرت ولذلك فإن السودان أخذ على عاتقه بلورة رأى وموقف ويكون مهمة الأطراف الخارجية هى التوصل لاتفاق بين الطرفين. وقال "إن لقاءه مع أبو الغيط تناول كذلك العلاقات الثنائية وهى العلاقات التى تطورت فى كافة المجالات وخاصة المجالات الاقتصادية والاستثمار والبنية التحتية والأمن الغذائى والمجالات الثقافية والتعاون الأمنى والذى كان ثمرته إطلاق سراح السياح الذين اختطفوا من مصر مؤخرا". مصطفى عثمان مستشار الرئيس السودانى وأوضح مصطفى عثمان أن هناك قناعة بأن قضية دارفور إذا لم يتم حلها ستترك انعكاساتها على مناطق أخرى والدليل على ذلك - حسب قوله - ما حدث للسياح المختطفين من بعض متمردى درافور وهو ما يمكن أن يحدث فى ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى وبالتالى لابد أن يكون هناك تعاون إقليمى دولى لمحاصرة التمرد الموجود فى دارفور ومعالجته وهذا ما تم التركيز عليه فى المباحثات مع أبوالغيط. وأكد مصطفى عثمان أن زيارة وزير الخارجية أحمد أبوالغيط للسودان لن تقتصر فقط على المشاركة فى مؤتمر مبادرة أهل السودان، ولكنه سيلتقى أيضا بالقيادة السودانية لمزيد من التشاور والتنسيق لأن مصر لها دور هام تلعبه إضافة إلى دفعها للأطراف المعنية فى دارفور .. وهناك دور هام لمصر فى ضوء علاقتها مع القوى الدولية الفاعلة فى قضية دارفور وبالتالى فإن السودان يحرص على وضع مصر فى الصورة بانتظام وباستمرار وهو الهدف الأساسى لزيارته للقاهرة وللقائه بالرئيس حسنى مبارك وإطلاعه على رؤية الحكومة السودانية لهذه القضية الهامة. ومن جانبه قال الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل خلال لقائه مع صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطنى المصري الحاكم رئيس مجلس الشورى محاور التحرك فى المرحلة القادمة على المستويين الداخلى والخارجى لاحتواء أزمة دارفور ولمواجهة مخططات التدخل الخارجى التى تستهدف زعزعة استقرار السودان والإضرار بأمنه القومى. ونوه أمين العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطنى السودانى بأن مؤتمر اللجنة القومية يأتى بموازة الحوار الذى يجرى فى إقليم دارفور بين مختلف القوى والفصائل للتوصل إلى وفاق مشترك فيما بينهم حول مستقبل الاقليم. وقد سلم الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل رسالة من الرئيس السودانى عمر البشير الى الرئيس مبارك تناولت الأوضاع فى السودان. وتأتى هذه الزيارة فى إطار التنسيق المشترك بين مصر والسودان فى كافة القضايا الاقليمية والدولية بشأن عملية السلام فى السودان والخطوات التى تم إنجازها فى مسيرة العلاقات الثنائية المتطورة بين البلدين فى ضوء قرارات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين . (أ ش أ)