أبدت الولاياتالمتحدة قلقها من الحشود العسكرية السورية عند الحدود الشمالية اللبنانية وقالت إن الهجوم الكبير الذي وقع في الآونة الأخيرة في دمشق لا ينبغي استخدامه ذريعة لإعادة القوات السورية إلى لبنان. وقال روبرت وود المتحدث باسم الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة ودولا أخرى أوضحت لسوريا أن أي تدخل من جانب دمشق في لبنان غير مقبول. وأضاف في حديثه للصحفيين "أن الهجمات الإرهابية التي وقعت في الآونة الأخيرة في طرابلس (بلبنان)ودمشق لا ينبغي أن تكون ذريعة لمزيد من التدخل العسكري السوري ولا يمكن استغلاله للتدخل في الشئون الداخلية اللبنانية." وسيطرت سوريا بشدة على الشئون السياسية والأمنية في لبنان حتى عام 2005 حين اغتيل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وأثار ذلك الاغتيال ضغوطا دولية أدت في النهاية لإجبار سوريا على إنهاء وجودها العسكري الذي استمر 29 عاما في لبنان وسحب قواتها. وحذرت دمشق من تصاعد التشدد الإسلامي شمالي لبنان وقالت السلطات السورية إن السيارة المستخدمة في التفجير الانتحاري الذي وقع في دمشق سبتمبر/ أيلول 2008 عبرت الحدود من دولة عربية مجاورة، وبالإضافة إلى لبنان هناك بلدان عربيان هما الأردن والعراق. وفي نهاية الشهر الماضي أرسلت سوريا المئات من أفراد قواتها إلى حدودها الشمالية مع لبنان في خطوة قالت السلطات إن هدفها منع التهريب. وتكهن خصوم سوريا في لبنان أن دمشق ستستغل حالة الانفلات الأمني في الشمال ذريعة للتدخل. وقال وود "طبعا نحن قلقون من هذا النوع من الأنشطة بطول الحدود ومن أن يقود إلى مزيد من التدخل من جانب سوريا في الشئون الداخلية للبنان." وأضاف "أن الحكومة السورية تدرك جيدا وجهة نظرنا فيما يتعلق بأي نوع من النشاط العسكري في منطقة الحدود." والتقت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بنظيرها السوري وليد المعلم في أواخر الشهر الماضي على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة ومارست عليه ضغطا فيما يتعلق بالحشد العسكري على الحدود وفي قضايا أخرى. وبعدها بيومين التقى المسئول الأمريكي الأكبر في الخارجية الأمريكية لشئون السياسة في الشرق الأوسط بالمعلم من جديد لبحث ذلك الأمر وقضايا أخرى. وفيما توجه الولاياتالمتحدة انتقادات لسوريا بسبب ما تراه تدخلا من جانبها في لبنان قال مسئول أمريكي رفيع لرويترز الأسبوع الماضي إن واشنطن تعمل على إعادة تقييم إستراتيجية العزلة التي تفرضها على دمشق وأفضل السبل لجعل سوريا تغير مسلكها. وتطبق الولاياتالمتحدة حتى الآن إستراتيجية لفرض عقوبات على سوريا المدرجة على قوائم الدول الراعية للإرهاب. حذرت السفارة الأمريكية في بيروت المواطنين من تهديد أمني في لبنان في النصف الأول من أكتوبر/ تشرين الأول وربطت تصاعد التهديدات بانتهاء شهر رمضان. وأضافت السفارة في رسالة بتاريخ 3 أكتوبر بموقعها على الإنترنت أنها تدرس التدابير الأمنية اللازمة التي تخصها في ضوء هذه المخاوف. وجاء في الرسالة أن "السفارة الأمريكية قلقة بشأن احتمال أن تستغل جماعات أو أفراد انتهاء شهر رمضان الكريم من أجل تنفيذ أعمال عنف تستهدف الأمريكيين.. والفترة التي تثير أكبر قدر من القلق هي النصف الأول من أكتوبر تشرين الأول." وأفادت مصادر لبنانية أن نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية ديفيد هيل أثار مخاوف من التشدد الإسلامي في شمال لبنان خلال محادثاته مع القيادة اللبنانية خلال اليومين الماضيين. واستهدف تفجير سيارة دبلوماسية أمريكية في يناير/كانون الثاني في هجوم أسفر عن مقتل 3 في بيروت. وفي الشهرين الماضيين كان الجيش اللبناني هدفا لتفجيرين ، وأدى الهجومان اللذان وقعا في مدينة طرابلس في شمال لبنان إلى مقتل 14 جنديا وثمانية مدنيين. وتسعى الولاياتالمتحدة لتعزيز الجيش اللبناني وأفاد الجيش اللبناني والسفارة الأمريكية في بيانين أنه جرى الإثنين توقيع اتفاقات لتقديم معونة عسكرية بقيمة 63 مليون دولار. وأضافا أن المعونة الأخيرة جزء من 410 ملايين دولار هي قيمة مساعدات عسكرية تعهدت الولاياتالمتحدة بدفعها منذ عام 2006 وتشمل الاتصالات والذخائر والأسلحة الخاصة بالمشاة. ووقع وزير الدفاع اللبناني الياس المر وماري بيث لونج مساعدة وزير الدفاع الأمريكي للشئون الدولية اتفاقيات خلال الاجتماع الأول للجنة الدفاع المشتركة في بيروت. والولاياتالمتحدة داعم قوي لخصوم حزب الله في لبنان. (رويترز)