تحاصرنا المسابقات من كل حدب وصوب، وعبر جميع وسائل الاعلام، ويشتد التنافس بين جميع المحطات الفضائية على تقديم المسابقات والفوازير تحديدا في الشهر الفضيل، حيث تحتل مكانة مهمة كونها مادة يتابعها المشاهدون، وتتنوع وسائل المشاركة بين الاتصال او ارسال مسج او رسالة عبر البريد الالكتروني وبغض النظر عن الوسائل المتبعة، فان المشاركة في تلك المسابقات امر لا يستهان به، حتى ان البعض يضع لها ميزانية خصوصا في رمضان، ويعتبرها من المصاريف التي يحسب لها ألف حساب. استطلاعنا التالي يرصد مدى اقبال الناس على المسابقات والفوازير والميزانية المحددة لها، ومدى سهولة او صعوبة الفوز في مثل هذه المسابقات، فتابعوا معانا. مسابقات فوازير رمضان التلفزيونية ليست أمرا جديدا، فقد اعتدنا مشاهدتها سابقا في كل رمضان عبر المحطات الأرضية قبل الفضائية. لكنها كانت تعتمد سابقا على المعلومات والثقافة العامة، بينما تعتمد اليوم على الحظ بشكل أكبر، مما جعل الناس يسعون للمشاركة فيها لعلهم يكونون من أصحاب الحظ السعيد. بغض النظر عن نوعية ما يقدم، فإن مثل هذه البرامج يتابعها الناس بشغف، ويخبرنا عنها رابح الروضان المشارك الجيد منذ خمسة أعوام في فوازير رمضان في كثير من المحطات قائلا: - أشارك في كثير من برامج فوازير رمضان، لكن الحظ لم يحالفني مطلقا. وكانت آخر مشاركة لي في فوازير حليمة العام الماضي، التي خسرتها ايضا، لم أربح إلا اشتراكا في صحيفة لمدة عام، وكان ذلك من خلال مشاركتي في احدى مسابقات رمضان في الصحف. وعن المشاركة عبر الاتصال الهاتفي، يقول: - كثير من هذه البرامج تضيّع وقتا طويلا على المتصل يدفع ثمنه من حسابه الخاص، هذا إذا «لقط» معه الحظ وكان صاحب حظ وغالبا هذا لا يحدث بسهولة، لأن مثل هذه البرامج تعتمد في تمويلها على الاتصالات ومدتها. وبعد ان كنت اصرف ما يزيد على الخمسين دينارا سواء بالمسجات او الاتصالات، اصبحت اليوم لا اشارك الا عبر المسجات، لأن تكلفتها أقل وفرص الربح افضل، ولا اسمح لنفسي بصرف ما يزيد عن عشرين دينارا. القنوات الكويتية هي الأجدى لمياء الصانع ترى في المسابقات مادة مسلية وترفيهية وتتابعها في معظم المحطات الفضائية التي اصبحت تتنافس فيما بينها في المسابقات، والفوازير تحديدا.. وتجعلها سهلة حتى يشارك فيها القاصي والداني، ومع ذلك تستطرد لمياء قائلة: -اختار البرامج التي تكون فرص الفوز فيها اكثر من فرص الخسارة، مثل كثير من برامج المسابقات التي تبث على قنوات الكويت الارضية والفضائية.. لان مجرد الاتصال يعني الفوز، حيث يساعد المذيع او المذيعة في هذه المحطات على وصول المشترك الى الجواب الصحيح، وخصوصا في رمضان، ويمنحه جائزة قد لا تتعدى قيمتها خمسين دينارا، ولكنها تعد جيدة قياسا بقيمة المكالمة. وقد ربحت في رمضان الماضي مثل هذه الجائزة ولم اربح سواها في اي محطة شاركت فيها، لهذا قررت عدم المشاركة في اي مسابقة باستثناء المسابقات التي تقدم عبر القنوات الكويتية لانها الاجدى والاكثر نفعا. من ميزانية الأسرة الرمضانية وتعترف ديما الاشقر ان المشاركة في المسابقات والفوازير الرمضانية تحتاج الى ميزانية لابد من اضافتها الى مصاريف رمضان، وتضيف: - الامل بالجائزة يدعو الكثيرين للمشاركة، وقد تتجاوز التكلفة المادية ثلاثين ديناراً. خمسة ريالات على المساج البعض يشارك في المسابقات، سواء كان ذلك في رمضان او غيره، ومنهم رنا الاشقر التي تقول: - ارسل كثيرا من المساجات للمشاركة في المسابقات، واخرها مسابقة «الطفل المليونير» منذ فترة بسيطة، لكن من دون جدوى. كانت تكلفة الرسالة الواحدة تصل الى خمسة ريالات سعودية، وكنت اشحن الموبايل برصيد خاص للمساجات، وادفع في حدود ثلاثين ديناراً شهريا على المساجات، ولكن من دون فائدة. ان الفوز بالمسابقات عملية حظ اكثر من اي امر اخر. ولان الانسان غالبا ما يحلم بالفوز تستفزه مثل هذه البرامج للمشاركة فيها عله يكون احد الرابحين. خدمة «سدد دينك» اما سائد الاشقر الذي يشارك كثيرا ايضا في المسابقات في رمضان وغيره (ما بين 10 الى 15 شهريا)، فيقول: - لم اربح مرة واحدة في حياتي رغم مشاركاتي المتكررة في كثير من برامج المسابقات. وأخبرنا عن اخر مسابقة شارك فيها (سدد دينك) قبل ايام قليلة عبر المساجات، فقال: - ضغطت على الرقم المعلن فكان الرد «شكراً للمشاركة بالمسابقة (كذا)، الرجاء ارسال قيمة دينك بالدولار الاميركي»، ثم ارسلت مساجا اخر فجاءني الرد «شكرا للاشتراك بالخدمة.. الرجاء ارسال مساج اخر بمديونياتك.. واحضار شهادة المديونيات.. لمضاعفة فرصك الرجاء ارسال رسالة او Debt». الآن بعد كل هذه المساجات يريدون شهادة للمديونيات، وهل الديون عليها شهادات؟ قلت سألاحقهم للنهاية حتى ارى النتيجة، واخذت ورقة من حماتي بالاقساط البنكية، ولكن حتى الان انتظر النتيجة. حرّمت المشاركة بعض الذين لم يحالفهم الحظ مراراً وتكراراً تعلموا درساً، ومنهم رحاب علاء التي شاركت ايضا في كثير من المسابقات كانت كلها على «الفاشوش». تقول: - كنت اخسر في اليوم الواحد عشرة دنانير، وقد شاركت اخر مرة عبر مساجين لاحدى المحطات كلفة الواحد منهما خمسة دنانير بعدها حرّمت المشاركة مهما كان البرنامج مستفزا ومحفزا على المشاركة. إدمان المشاركة ولكن هل المشاركات في المسابقات عند البعض ادمان.. ام هي امل في الربح؟ يجيب فواز محمد الشعلان: - ان المسابقات والفوازير وما يشبهها تصبح عند البعض ادمانا، حيث لا يستطيع احدهم ان يشاهدها من دون ان يشارك، مما يجعله يتكبد خسائر كثيرة من دون اي فائدة احيانا. والبعض الآخر يضع لنفسه حداً معيناً لا يتجاوزه فلا يشارك إلا بعشرين ديناراً مثلاً. ثم يمازحنا قائلاً: «وبعدين تتراكم عليه الديون ويصرخ تعالوا يا حكومة طيحوا الديون والقروض». صغار السن والمرأة أما عن أكثر المشاركين في المسابقات بين الجنسين وفئاتهم العمرية، فيقول نواف عبدالله سالم: - صغار السن والمرأة من أكثر المشاركين في المسابقات، وكذلك كل شخص غير مبال، وأنا أرى ان من يشارك بأكثر من عشرين ديناراً شهرياً في مثل هذه المسابقات، فهو شخص غير مسؤول. الحلم والأمل نجاة أمين ترى ان المسابقات هي حلم وأمل عند الكثيرين خصوصاً الفقراء، وجميع الناس يتمنون الفوز لتحقيق أحلامهم في شراء بيت أو سيارة أو قضاء ديون، وتضيف: - كل فرد يشارك في المسابقة يتخيل انه صاحب الحظ السعيد، وانه بمضاعفة مشاركاته يضاعف فرص الفوز أمامه، مما يدعوه لأن يجرب حظه مراراً وتكراراً، حتى ان كانت مقدرته المادية لا تسمح بمثل هذه المشاركات، لعله يكون صاحب الحظ السعيد. أرسل اسمك.. ولا أحد يتصل أنفال فيروز شاركت في إحدى المسابقات عبر المسجات وكانت آخر مشاركة هاتفية لها اتصالها عدة مرات في برنامج فوازير حليمة العام الماضي، حيث لم يرد عليها أحد بعد أن أرسلت اسمها وتم إخبارها بالاتصال بها لاحقاً، حيث لم يحدث ذلك ولم يتصل بها أحد. وتؤكد أنفال: - انا لست محظوظة بالربح في أي مسابقة أشارك فيها. أما مريم فيروز فقالت: - ان المشاركة في البرامج والمسابقات الرمضانية وغيرها قد يكلف الأسرة ما يزيد على عشرين ديناراً شهرياً. كلها نصب واحتيال وعبرت نوف نبيل قائلة: أغلبية برامج المسابقات كلها نصب واحتيال، حيث تكلف الناس اليوم مبلغاً مادياً كبيراً يتزايد مع حلول رمضان نتيجة تزيد هذه البرامج، لأن الأغلبية المشاركة خاسرة والقلة القليلة جداً هي الرابحة ويدفع معظم الناس قيمة هدية الرابح والباقي هو ربح للمحطة.