أدرجت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) مدينة سامراء (شمال بغداد) التي تعتبر من أبرز المواقع الأثرية في العراق إلى لائحة التراث العالمي حسبما أفاد بيان حكومي الثلاثاء. ونقل البيان عن فوزية مهدي مديرة قسم النشر في دائرة الدراسات والبحوث أن "لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو أقرت في اجتماعها الدوري ال31 المنعقد في نيوزيلندا قبول مدينة سامراء الأثرية وإدراجها في لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر نظرا للقيمة العالمية الاستثنائية وفق المعايير التي أقرتها اتفاقية التراث العالمي". وتضم لائحة التراث التابعة لليونسكو 851 موقعا بينها 600 موقع ثقافي و166 موقعا طبيعيا و25 موقعا مختلطا. وكانت سامراء (120 كلم شمال بغداد) عاصمة للعباسيين بعد بغداد وقد بناها المعتصم العباسي سنة 221 لتكون عاصمة دولته. بدورها رحبت وزارة الأثاروالسياحة "بجهود منظمة اليونسكو في متابعة المواقع الأثرية في العراق وضم قسم منها إلى لائحة التراث العالمي". وأكد عبد الزهرة الطالقاني المتحدث باسم الوزارة لفرانس برس أن "ضم مدينة سامراء إلى لائحة اليونسكو يعني أن المدينة ستنال رعاية عالمية وصيانة لمعالمها الأثرية تحت اشراف المنظمة الدولية". وأشار إلى أن "المواقع الأثرية لا يجوز صيانتها إلا بإشراف اليونسكو". وقال إن "مدينة بابل الأثرية سبق أن ضمت إلى اللائحة لكن أعمال الصيانة التي أجريت في زمن النظام السابق شوهت معالهم وأخرجتها منها". وأكد أن "اهتمام المنظمة ورعايتها للمدينة يعطيها قيمة عالمية إضافة لقيمتها المحلية". وأكد الطالقاني أن تاريخ المدينة يعود إلى الألف السادس قبل الميلاد حيث تضم موقع تل الصيوان الذي يبعد عن المدينة عشرة كليومترات جنوبا. ويرى الطالقاني إن "المعالم الإسلامية هي أكثر ما بقي من إرث لهذه المدينة وأهمها مسجد الجامع الذي يضم المأذنة الملوية والتي شيدت في زمن الخليفة المعتصم (833-842 م)". وأكد "تعتبر الروضة العسكرية أهم المعالم الباقية في المدينة وأنشأ في (1200 هجري) بني على شكل صحن مكشوف ويضم أروقة ومأذنتين وعدد ضريحي الأمامي علي الحادث والحسن العسكري". وكان المرقد يضم أكبر قبة من الذهب في العراق والشرق الأوسط قبل تفجيرها من قبل الإرهابيين بحسب الطالقاني. وتم تشييد مقامين في سامراء حيث دفن الامامين العاشر علي الهادي الذي توفي عام 868 وابنه الحسن العسكري الامام الحادي عشر الذي توفي عام 874 وفوق القبو الذي اختفى فيه الامام الثاني عشر محمد عندما كان لا يزال في السادسة من عمره (عام 878). وكانت القبة الذهبية لمرقد الامامين تعرضت للتدمير جراء تفجير في 22 شباط/فبراير 2006. وتلى الحادث اندلاع اعمال عنف طائفية بين الشيعة والسنة اسفرت عن مقتل الاف العراقيين. كما تعرض المرقد لاعتداء ثان منتصف حزيران/يونيو 2007 ادى الى انهيار مئذنتيه. وتشرف حاليا اليونسكو على اعادة بناء المرقد الذي بدأ العمل فيه مطلع العام الجاري بمشاركة مهندسين عراقيين واتراك. واشار الطالقاني الى ان "المدينة تضم ايضا مسجد ابي دلف يقع شمال المدينة بني في زمن الخليفة المتوكل سنة 245 هجري اي قبل وفاته بعامين". واضاف "شكل المسجد على شكل مستطيل والصحن مكشوف مع برج نصف دائري على ارتفاع 19 مترا" مشيرا الى ان " المسجد فيه ماذنة تشبه ماذنة الملوية لكنها اقل ارتفاعا". وتابع "وهناك موقع +قصر المعشوق+ ايضا وهو من المعالم التي بناها الخليفة المعتمد على الله سنة (256 هجريا)". واوضح ان "هذا القصر يقع على نهر دجلة بالجانب الغربي من المدينة ومبني على شكل مستطيل من طابقين وحوله خندق يحيط بسور القصر للحماية"، واشار الى ان "القصر مزين بابراج اسطوانية". وتضم مدينة سامراء معلما تراثيا اخر وهو "البركة" وهي مجموعة بيوت صغيرة مبنية حول بركة في قصر الخليفة المتوكل بالله وتبدو كمنخفض يمثل بركة ماء على شكل دائري مشيدة بالاجر القرشي وكانت مكانا للراحة للخليفة. (أ ف ب)