وجهت صحيفة سورية شبه رسمية الإثنين اتهاما مباشرا إلى الأمير السعودي بندر بن سلطان باغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية ومحاولة تضليل التحقيق الذي تجريه الأممالمتحدة في الاغتيال لتوجيهه ضد سوريا. ونقلت صحيفة "الوطن" السورية عن "مسئول لبناني كبير" لم تسمه قوله إن الحريري رفض طلبا للأمير بندر بن سلطان لإدخال متطرفين إلى لبنان بهدف اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الأمر الذي دفع ببندر للتعاون مع المخابرات الإسرائيلية إلى اغتيال الحريري. وأكدت الصحيفة أن تورط الأمير بندر بن سلطان أصبح معروفا داخل العائلة المالكة السعودية، حيث قرر الملك عبد الله بن عبد العزيز عزل بندر من كافة مهامه مع إبقائه في منصبه لعدم إثارة مزيد من الشبهات حول دوره في عملية اغتيال الحريري وتجنب حدوث أي انشقاق داخل العائلة المالكة. وأضافت الصحيفة نقلا عن المسئول قوله إنه تلقى معلومات سرية وخطيرة من مصدر موثوق في لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال الحريري. وأوضحت الصحيفة أن هذه المعلومات مفادها أن "ضغوطا أمريكية وسعودية أثمرت عن تضليل التحقيق" بعد أن اعترف أعضاء في مجموعة أصولية باغتيال الحريري. وتابعت الصحيفة السورية أن الاغتيال نفذ بوساطة مجموعة أصولية تم توقيف عدد من أعضائها فيما هرب قائدها وهو خالد طه بمساعدة رئيس فرع المعلومات في لبنان القريب من تيار المستقبل المقدم وسام حسن. ونقلت "الوطن" عن المسئول اللبناني قوله إن رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي الكندي دانيال بيلمار أصبح على دراية بالضغوط التي تمارسها الأجهزة الأمنية الأمريكية والسعودية وآلية تحريف الاعترافات، مضيفة أن الأيام القليلة المقبلة قد تشهد إجراءات جديدة لإعادة تصويب التحقيق نحو الحقيقة. وكان الحريري اغتيل في انفجار استهدف موكبه أثناء مروره في أحد شوارع وسط العاصمة بيروت في 14 فبراير/شباط عام 2005. ووجهت أصابع الاتهام في اغتيال الحريري إلى سوريا فور وقوع الاغتيال، كما أشارت تقارير أولية للأمم المتحدة إلى احتمال تورط مسئولين سوريين في الاغتيال، إلا أن دمشق نفت هذه الاتهامات مرارا. من جهة أخرى ، أعلن مصدر لبناني الاثنين أن سوريا نشرت تعزيزات عسكرية على حدودها مع شمال لبنان لاسباب تتعلق بأمن دمشق الداخلي. وقال متحدث عسكري لبناني أنه تم نشر حوالى 10000جندي من القوات الخاصة السورية في منطقة العبودية على الحدود مع سوريا شمال لبنان". وأضاف المتحدث ان "بيروت طلبت توضيحات من دمشق حول هذه التعزيزات وسبب نشرها. وتابع أن دمشق اكدت انها اجراءات امنية داخلية لا تتخطى الاراضي السورية وليست موجهة اطلاقا ضد لبنان. وقال ان السلطات السورية اكدت لنا ان هذه التعزيزات تهدف الى القيام بعمليات ضد التهريب داخل الاراضي السورية والتصدي لانتهاكات اخرى للامن الداخلي. (د ب أ) ، (أ ف ب)