عاد المواطن جمال سلامة (39 عاماً) خالي اليدين من سوق الأربعاء الشعبية التي تشهدها مدينة خان يونس أسبوعياً، بسبب الارتفاع الجنوني في أسعار البضائع. المواطن سلامة الذي يعيل أسرة من سبعة أفراد وعاطل عن العمل منذ 7 سنوات، اشتكى من ارتفاع الأسعار وعدم مقدرته على شراء الخضار والمواد الغذائية لأطفاله، مشيراً إلى أن مئات المواطنين، خاصة الفقراء والعمال العاطلين عن العمل يسألون عن الأسعار ولا يشترون. حال المواطن سلامة يعبر بوضوح عن واقع آلاف الأسر الفقيرة والمحتاجة في خان يونس، التي لم يعد باستطاعتها شراء مستلزماتها الأساسية من الطعام. يشار إلى أن تدهور الوضع الاقتصادي وزيادة أعداد العاطلين عن العمل وارتفاع الأسعار زاد من معاناة الأسر الفقيرة وحال دون تمكنها من شراء الحاجيات الضرورية. وقال سلامة إن حاله لا يختلف عن معظم العائلات التي تذهب إلى الأسواق الشعبية في المدينة وتعود كما ذهبت، أو بأقل القليل من احتياجاتها في أحسن الأحوال. وأضاف إن الأسعار أخذت في الارتفاع منذ بدء شهر رمضان المبارك دون مراعاة للأوضاع الاقتصادية الصعبة جداً للكثير من الأسر المحتاجة. ولم يجد المواطن فايز عادل (42 عاماً) العاطل عن العمل والمعيل لثمانية من الأبناء أمام ارتفاع الأسعار سوى البحث عن الخضار الرديئة.وبدت ملامح القهر جلية على عادل وهو يسرد أسعار بعض الخضار. وقال بصوت مرتفع: السوق "مشتعلة"، والكيلو أصبح بسعر 10 كيلو والبائع يفرض الأسعار على هواه حتى تتلف آخر النهار ويأتي الغلابا أمثالي ليشتروها. وأضاف: أسعار الخضار لا توصف، كما أصبح سعر كيلو اللحم 50 شيكلا، وكيلو الدجاج 13 شيكلاً. وتسببت أزمة ارتفاع الأسعار في شهر رمضان بزيادة معاناة أهالي قطاع غزة الذين يعانون سوء الأوضاع المعيشية والبطالة، التي وصلت إلى أكثر من 75%. ووصفت المواطنة حليمة عبد القادر (54 عاماً) ارتفاع الأسعار بالجنوني، خصوصاً في ظل وضع اقتصادي سيئ وارتفاع في نسبة البطالة وتعطل أرباب الأسر عن العمل بسبب إغلاق المصانع وأماكن العمل المحلية. وتساءلت: لماذا في هذه الظروف بالذات هذا الارتفاع في أسعار المواد الضرورية، مثل الدقيق والسكر والزيت والخضار واللحوم، مطالبة بدعم المواد الأساسية ومراقبة التجار والمحال التجارية ومتابعة أسعار السلع والمواد الأساسية. وأكد المحلل الاقتصادي الدكتور جميل عبد المجيد، في حديث ل "الأيام"، أن ارتفاع أسعار الاحتياجات المعيشية إلى ضعفي أو ثلاثة أضعاف سعرها الأصلي في الآونة الأخيرة بات مشكلة تؤرق الناس وتثير قلقا كبيرا لدى معظم الأسر. وبين أن تشديد الحصار واستغلال التجار للظروف الصعبة وعدم إدخال الاحتلال إلا نحو 20% من السلع التموينية وغياب الدور الرقابي تسبب في ارتفاع الأسعار بشكل جنوني. وذكر عبد المجيد أن كل شرائح المجتمع تأثرت بظاهرة ارتفاع الأسعار، لكن شريحة العمال العاطلين عن العمل وأصحاب الدخل المحدود وشريحة الموظفين من أكثر الشرائح تضرراً. وبين أن ارتفاع الأسعار يعني غلاء المعيشة وعدم مقدرة مئات الأسر الفقيرة على شراء المستلزمات الحياتية الأساسية، مشدداً على ضرورة تفعيل عمل لجنة حماية المستهلك والعمل على مراقبة وضبط الأسعار ووضع سعر لكل سلعة ومتابعة التجار المحتكرين. ودعا عبد المجيد الجهات المختصة إلى دعم السلع الأساسية وفرض تسعيرة موحدة وتفعيل حملات التفتيش والمراقبة على مراكز البيع وكسر احتكار التجار وتحكمهم في عرض السلع والحاجيات. وقال إن ظاهرة ارتفاع الأسعار في قطاع غزة نتاج الحصار الاقتصادي وإغلاق المعابر وعدم السماح بدخول المواد الخام والمواد الغذائية إلا بكميات محدودة.