تعتبر وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الاوفر حظا للفوز برئاسة حزب كاديما خلفا لرئيس الوزراء ايهود اولمرت ولتصبح ثاني امرأة تتولى رئاسة الحكومة في اسرائيل بعد جولدا مائير.لكن هذه المرأة التي تعد الاقوى في اسرائيل ، هل هي فعلا من نفس طينة "السيدة الحديدية" الشهيرة التي حكمت اسرائيل من العام 1969 حتى استقالتها في 1974 بعد ان تولت مثلها حقيبة الخارجية؟ و تعتبر ليفني الأكثر ترجيحا لأن تخلف ايهود اولمرت على رأس كاديما لاسيما وأن صورتها تتباين مع سمعة رئيس الوزراء المنتهية ولايته.فخلافا لهذا الأخير لم تواجه تسيبي ليفني أي متاعب مع القضاء وهي تتقدم على وزير النقل شاوول موفاز في استطلاعات الرأي الأخيرة . وتستغل ليفني صورتها كامرأة نزيهة في مجتمع كثرت فيه قضايا الفساد التي تطال سياسيين خلال السنوات الاخيرة ، وقد اكدت اخيرا انها تريد استعادة ثقة الاسرائيليين بالسياسيين. عملت ليفني مع جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (موساد) بين 1980 1984و ، وصعد نجم وزيرة الخارجية الاسرائيلية سريعا منذ دخولها الى الكنيست في ,1999الا ان هذه المحامية التي تتمتع بشخصية قوية تفتقر الى ثقة الكثيرين داخل الحزب. وقال عنها اولمرت مؤخرا "اخشى على مستقبل دولة اسرائيل اذا وصلت ليفني الى الحكم. فهي عاجزة عن اتخاذ القرارات. تتأثر بمواقف الآخرين ولا تثق بنفسها". كما وصفها بانها "خائنة" و"كاذبة".كما ان صداقتها مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس تثير كذلك بعض الشكوك في اوساط الصقور في كاديما الذين يعتبرون انها معتدلة اكثر من اللازم حول مسألة التسوية مع الفلسطينيين. ليفني نشأت سياسيا في كنف اليمين القومي المتطرف ، وهي من عائلة متحدرة من بولندا.وكان والدها ايتان ليفني رئيس عمليات الارغون ، وهي منظمة يهودية سرية متطرفة قاتلت البريطانيين والفلسطينيين قبل انشاء دولة اسرائيل عام 1948 ، لتشكل في ما بعد نواة تكتل الليكود. كما كانت والدتها ناشطة ايضا في هذه المنظمة.وابتعدت عن قناعات اليمين لتتسلق قمة كاديما الحزب الذي انضمت اليه منذ ان اسسه ارييل شارون في اواخر العام ,2005