صرح مسئولون بأن الجيش الباكستاني قتل ما لا يقل عن 30 متشددا إسلاميا في مصادمات وقعت الأحد في المنطقة الحدودية الشمالية الغربية المضطربة المتاخمة لأفغانستان. فقد قصفت قوات الأمن الباكستانية مدعومة بمروحيات هجومية وقطع المدفعية ومقاتلات المخابئ الجبلية للمتشددين الذين واصلوا زحفهم باتجاه منطقة باجور القبلية التي تشتهر بأنها ملاذ لعناصر تنظيم القاعدة وحركة طالبان الاصولية. وقال الميجور مراد خان المتحدث باسم الجيش الباكستاني إن تبادل إطلاق النار بين قوات الأمن والمتشددين استمرت خلال النهار، وأمنت القوات البرية مزيدا من المناطق وخاصة مناطق خزانة وناصر أباد، والتي كانت في السابق في أيدي المتشددين . وتابع خان أن "ما لا يقل عن 30 متشددا قتلوا وجرح العديد منهم في العملية التي سنواصلها حتى القضاء على آخر مخبأ للمتمردين".وأضاف أن العديد من مواقع المتشددين دمرت في العملية. ولم يذكر المتحدث ما إذا كانت هناك إصابات في صفوف قوات الحكومة أم لا ، غير أن متحدثا باسم حركة طالبان يدعى مولوي عمر قال إن سبعة عسكريين قتلوا وأسر سبعة آخرون عندما نصب المتشددون كمينا لقافلة أمنية بالقرب من منطقة شيخ بابا بول. يذكر أن المعارك اندلعت في المنطقة مطلع آب/أغسطس 2008 عندما هاجم عشرات المتمردين القوات الباكستانية في نقطة تفتيش فوق قمة تل إستراتيجي في منطقة لوي سام التي كان المتشددون يستخدمونها في السابق كمعبر لدخول أفغانستان لشن هجمات على القوات الدولية المتمركزة هناك. وأدى تزايد الهجمات على قوات التحالف في أفغانستان إلى تصاعد الضغوط على باكستان لكي تتخذ إجراءات صارمة ضد المتشددين على أراضيها، وشنت القوات الامريكية أول هجوم مباشر على معاقل المتشددين في باكستان في الثالث من أيلول/سبتمبر الحالي. وأدانت باكستان بشدة الانتهاكات المتكررة لمجالها الجوي من جانب طائرات الاستطلاع الامريكية حيث حذر قائد الجيش الباكستاني من أن الجيش سيدافع عن سيادة البلاد وسلامة أراضيها أيا كان الثمن. ورغم أن بريطانيا تعد اكبر حلفاء الولاياتالمتحدة في "الحرب على الإرهاب"، إلا أنها لا تؤيد الغارات الجوية على الإطلاق، وتقول إن الحاجة تستدعي وضع استراتيجية جديدة لوقف توغل مقاتلي طالبان في أراضي أفغانستان لاستهداف القوات الأجنبية هناك. من ناحية أخرى وصل الرئيس الباكستاني الجديد آصف علي زرداري الاحد إلى لندن في زيارة خاصة يعقد خلالها محادثات أمنية مع رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون بعد الثلاثاء. ويتوقع أن يقوم زرداري بالضغط على بروان في مسعى لوقف الهجمات التي تشنها القوات الأمريكية في منطقة القبائل الباكستانية دون التنسيق مع إسلام آباد. وكان رئيس الوزراء البريطاني قد قال الاسبوع الماضي إنه سيعقد مؤتمرا عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الخميس القادم لمناقشة عمليات الجيش الأمريكي وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان. (د ب أ)