الاهرام المسائى 10/9/2008 يخطئ من يعتقد ان الحديث عن الانتصار العظيم الذي تحقق علي أيدي ابطال قواتنا المسلحة الباسلة في مثل هذا اليوم العاشر من رمضان, يأتي فقط لإحياء ذكري غالية لأحداث خالدة سطرتها دماءالشهداء الطاهرة, وبطولة وشجاعة فاقت كل الحسابات العسكرية فأسقطت النظريات التي حاولوا بشتي السبل ترسيخها حول الجيش الذي لايقهر, فإذا بخط بارليف ينهار تحت اقدام جنودنا البواسل, وإذا بأرض سيناء الحبيبة تعود الي الوطن الأم بعد غياب سنوات لم تستطع فيها مصر ان تري النوم!! العاشر من رمضان سيظل حيا في عقولنا وقلوبنا استذكارا لدروس تزداد حاجتنا اليها يوما بعد يوم وكان الدرس الأول والأهم ان قواتنا المسلحة هي الدرع والحصن الحصين الذي نواجه به التحديات والأخطار أيا كانت بكل الثقة والطمأنينة, وقد اثبتت كل الأحداث ان جيش مصر القوي والقادر هو السياج المنيع الذي يحميها من العواصف العاتية التي تجتاح العالم من حولنا, وان أبناء القوات المسلحة هم أصحاب السواعد القوية التي تحمي انجازات الوطن من أي مغامرة قد يقوم بها كل من تسول له نفسه الإساءة لأرض الكنانة. والدرس الثاني من دروس الانتصار العظيم في العاشر من رمضان.. ان هذا الشعب لايعرف المستحيل, ولو حدثت هزيمة يونيو عام1967 في بلد آخر لاستغرقت عملية إعادة بناء القوات المسلحة وإعداد الجبهة الداخلية سنوات طويلة, ولم يكن هناك من يتصور ان مصر سوف تحرر أرضها وتخترق الحاجز النفسي في أعوام قليلة, شهدت اكبر عملية عرفها التاريخ لإعادة قواتنا المسلحة الي كامل تسليحها وتدريبها حتي تكون قادرة علي تحقيق الانتصار. والدرس الثالث.. ان ما نخوضه اليوم من تحديات قد تبدو صعبة, وأزمات وبعض المحن التي تثير الحزن في النفوس نتيجة الكوارث أو التراخي في الأداء, فإن ذلك كله لايقارن بما استطاعت مصر تجاوزه في العاشر من رمضان, وخلال ساعات قليلة كان الشعب بأكمله صفا واحدا يساند قواته الباسلة ولا يتنازل عن شبر واحد من أرض الوطن. وبمثل هذه الروح نستطيع ان نكرر المعجزات في كل المجالات, لإعادة البناء, ونشر الديمقراطية الحقة البعيدة عن الفوضي, والوصول بمصر إلي مصاف الدول المتقدمة. انها دروس ليست من الماضي, وإنما تعيش معنا وبها نزداد إصرارا علي مواصلة المسيرة.