في سابقة هي الأولى في مصر والعالم العربي، تم تشكيل فرقة موسيقية للصم والبكم ، ويأمل أعضاء الفرقة أن تتلقفهم دار الأوبرا المصريه وتفتح لهم أبوابها ليقدموا فنهم ويتواصلوا مع الجمهور. وقال المخرج رضا عبد العزيز مؤسس فرقة "الصامتون" للأداء الحركي، في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن جميع أعضاء الفرقة من الأطفال تحت سن 18 سنه ، وقد جاءت فكرة تكوين الفرقة عندما لاحظ أن العروض المسرحية التى يقدمها الأطفال الصم والبكم بلغة الإشارة الخاصة بهم لاتحقق دمج الصم فى المجتمع إذ إن الجمهور العادي يصعب عليه فهم هذه اللغة. وأضاف أن أعضاء فرقه "الصامتون" قدموا عروضا مسرحية رائعه ذات بعد إنسانى عميق من خلال لوحات استعراضية على مقطوعات موسيقية لايسمعون من أنغامها شيئا وبالرغم من ذلك يكونون فى حاله من التوافق التام ما بين الحركه الاستعراضية التي يؤدونها والموسيقى التي لايسمعونها. وأشار أن فرقه "الصامتون" تعد الأولى من نوعها فى مصر والعالم العربى التي تقدم هذا الشكل الفني حيث تقدم عروضا مسرحيه خالية من لغه حوار الإشارة وتعتمد على تقديم لوحات حركيه تعبر عن حالات مختلفة هى محتوى عناصر فكرة العرض لتكون بمثابة لغة ثالثة ما بين الصم والأسوياء وتحقق التواصل فيما بينهم. وذكر أنه تعايش مع الأطفال الصم والبكم وتعرف على عالمهم الصامت ورأى بعينيه معاناتهم حين تتعثر بهم السبل للتواصل مع أقرانهم العاديين فأراد أن يبتكر اتجاها فنيا جديدا يساهم بشكل كبير فى دمج الصامتين بالمجتمع فلجأ إلى الاعتماد على لغه التعبير الحركي داخل العروض الفنيه التي تقدمها فرقة الصامتون حيث يقدم الصم والبكم عروضا مسرحيه بلاحوار يفهمها المشاهد العادي وبهذا الشكل يتم تحقيق التواصل والتقارب بين الصم والأسوياء من خلال الأعمال الفنية الراقية. وقال المخرج رضا إنه بدأ يتحدث مع أعضاء الفرقة إذ كان صعب عليهم أنهم لن يستخدموا اللغة التي اعتادوا عليها وهى الإشاره، وبدأ تأهيلهم نفسيا للموضوع وتدريبات وبروفات وورش عمل كثيرة بحيث يوصل لهم الفكرة وهى إنشاء كيان لهم في المجتمع بحيث يكون لكم دور وليس مجرد أشخاص معزولين لايعرفون شيئا عن المجتمع ومجتمعهم ينساهم، فكانت الرسالة هو اقتحام المجتمع عبر الفن. الدراما والطفل الأصم وأوضح أنه أسس هذا الاتجاه الفنى الجديد وأعد دراسة عن تجربته تلك وضع فيها كل خبرته وطموحه المستقبلي للصم والبكم في العالم العربى بعنوان " الدراما والطفل الأصم" حازت على إشادة مكتب منظمة اليونسيف بالقاهرة لأهميتها لفئة الصم والبكم بالعالم العربى ومنح لقب سفير شرفي من قبل اللجنة الفنية بالجمعية المصرية الدولية وتم تكريمه عدة مرات بالمركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة وفي جامعة القاهرة وعديد من المؤسات الثقافية الإقليمية. وفي نهاية حديثه.. وجه المخرج رضا نداءً باسم أعضاء فرقة "الصامتون" لوزارة الثقافة أن تقدم لهم الرعاية والاهتمام أسوة بفرق دار الأوبرا المصرية واستغلال النجاح الكبير الذي حققته الفرقة وتفردها في إحساسها بالموسيقى دون سماعها الذي تسبب في شهرتها وتفوقها في العالم الذي تجوبه باسم مصر. ومن أشهر أعمال الفرقة مسرحية "أجنحة صغيرة" التي تحكي عن العزلة التي يعيش فيها الصم والبكم حيث تصورهم داخل أصداف يخرجهم منها ملاك صغير فيكتشفون أن العالم الذي كانوا معزولين عنه قاسٍ وعدائي في كثير من الأحيان، ويفضل الشبان والفتيات العودة إلى عزلتهم لكنهم يخرجون منها مرة أخرى مصممين على العثور على مكانهم في العالم. أ ش أ