مرضى الحصوات والفشل الكلوي مرضى الاورام والجلطات مرضى السكري الشيخوخة والصيام صوموا تصحوا تحقيق سماء المنياوي أباح الدين للمرضى الإفطار في رمضان على أن يقضوا الأيام التي أفطروها بعد نهاية الشهر الكريم أو بدفع فدية قدرها إطعام مسكين، كما أحال المشرع "فتوى" السماح بالإفطار إلى الأطباء المختصين، فما هي الأمراض والحالات التي تجيز الإفطار؟ اتفق الأطباء على أن تأخير السحور وتعجيل الإفطار يساعد على صحة أفضل. كما اتفقوا على أن الإكثار من شرب السوائل والتقليل من السكريات والدهون يضمن للمريض صياما أفضل. وأكد الأطباء أن تحديد متى يصوم المريض ومتى يمكن أن يفطر يتغير من حالة إلى أخرى تبعا لطبيعة المرض ولشخصية المريض، كما أكدوا أن طبيعة عمل المريض وطريقة معيشته لها تأثير كبير على استطاعة الصيام. للحامل والمرضع أن تصوما يقول د./ عمرو النوري استشاري النساء والولادة " إذا كانت السيدة الحامل تتناول وجباتها بصورة جيدة بمعنى أن تأكل من وجبتين إلى ثلاث وجبات مغذيات في فترة ما بعد الإفطار إلى السحور وتكثر من شرب السوائل فيمكن للحامل عندئذ أن تصوم إذا لم يكن عندها مانع طبي آخر.. ولكن كثيرا من السيدات الحوامل يعانين من القئ المستمر في الشهور الثلاثة الأولى مما يصعب معه الصيام فعندها يمكن لها أن تستعمل الرخصة التي منحها الله تعالى لها. أما فيما يتعلق بالمرضع فقال إن المرضع تحتاج إلى سوائل كثيرة لتساهم في إدرار اللبن فإذا استطاعت أن تأكل جيدا وتشرب سوائل كثيرة فيمكن أن تصوم فهذا يعتمد بالأساس على حالتها حيث إنه توجد سيدات أرهقهن المخاض بصورة أكبر من غيرهن مما استنزف الكثير من قواهن فيصعب معه الصيام فهؤلاء أيضا يمكن أن يستعملن رخصة الإفطار. الاكثار من السوائل يمنع الجفاف وأكد د/ النوري على وجوب إفطار السيدات الحوامل اللاتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم إذ تحتاج الحامل إلى أدوية في أوقات معينة كما تحتاج إلى شرب سوائل بكثرة. لأن قلة المياه يمكن أن تؤدي إلى الجفاف وزيادة ضغط الدم الذي يكون له تأثير سيئ على المريضة. مرضى الحصوات والفشل الكلوي وقال الدكتور عمر التابعي استشاري جراحة المسالك البولية إن مريض الكلى الذي يعاني من تكوين متكرر ومتعدد للحصوات ويكون ذلك لعيب في التمثيل الغذائي بالكلية ويتعرض هذا المريض في عمله إلى حرارة عالية مما يجعله يفقد كميات كبيرة من السوائل فيمكن أن يصرح له بالإفطار. وأضاف أن هذا لا ينطبق على المريض الذي يكوّن حصوات على فترات متباعدة وليس نتيجة خلل في التمثيل الغذائي بشرط ألا يفقد المريض سوائل كثيرة أثناء الصيام ويجب عليه أن يقوم بتعويض كمية السوائل أثناء فترة الإفطار. وفيما يخص مرضى الفشل الكلوي فينصحهم د./ التابعي بالإفطار حيث إنهم غالبا ما يعنون من الأنيميا مع ارتفاع في ضغط الدم ونقص السوائل يزيد من لزوجة الدم مما قد يؤدي إلى حدوث غيبوبة وأيضا لأنهم يحتاجون إلى وجبات خفيفة وعلى فترات متقاربة وأدوية تعمل على ضبط نسبة الأملاح بالدم ويخضعون لجلسات غسيل كلوي متكررة على مدار الأسبوع مما يعرضهم لإرهاق كبير وضعف عام يفضل معه الإفطار. الاقلال من السكريات ضرورة مرضى الاورام والجلطات وفيما يتعلق بمرضى الجلطات بالساق فيقول د./ أيمن عيسوي أستاذ الجراحة إنه من السهل عليهم الصيام بشرط أن تكون طبيعة عملهم لا تؤدي إلى فقدان سوائل كثيرة مما يزيد من لزوجة الدم وهذا يؤدي زيادة فرصة تكوين جلطات. وفيما يتعلق بمريض الأورام فهو يكون ضعيف المناعة بوجه عام ويعاني في أغلب الأحيان من فقر دم حاد والتمثيل الغذائي عنده سريع مما يؤدي إلى تكسر الخلايا. والعلاج الكيماوي أو الإشعاعي الذي يأخذه له مضاعفات كثيرة مما يصعب معه الصيام. مرضى القلب والذبحات الصدرية ويقول د./ عادل الشوكي استشاريأمراض الباطنة والكلى والقلب أن المريض الذي يعاني من عدم انتظام ضربات القلب يصرح له بالصيام إذا أمكن تنظيم ضربات القلب بالأدوية وتكون الفترة بين الجرعات طويلة أما إذا كان يجب أن يؤخذ الدواء على فترات متقاربة فيجب على المريض الإفطار في هذه الحالة وذلك تجنبا لحدوث جلطات وهذا ينطبق أيضا على مرضى ضغط الدم المرتفع. ومرضى الذبحة الصدرية والجلطات القلبية إذا كانت متكررة إذا تعرضوا لنقص السكر أثناء الصيام فهذا يؤدي إلى زيادة الضغط على القلب مع زيادة إفراز الأدرينالين مما يساعد على حدوث نوبات الذبحة الصدرية. فإذا كان المريض يعتمد على اخذ أدوية السيولة على فترات متقاربة ويعاني من ارتفاع في ضغط الدم وطبيعة عمله تجعله كثير التعرض للحرارة وفقدان السوائل فهذا المريض يجوز له أن يفطر إما إذا كان المرض بسيط وغير متكرر والحالة مستقرة ويمكن للمريض أن يأخذ الدواء كل 12 ساعة مثلا ولايتعرض لعمل شاق وفقدان سوائل عندها يمكن له أن يصوم. مرضى السكري ويوضح د. عادل الشوكي أن هناك نوعان لمرض السكري الأول الذي يتم علاجه بواسطة الأقراص والمريض بهذا النوع يعتبر الصيام جيدا له وينصحه بعدم الإفطار مع مراعاة تعديل مواعيد الأقراص لتكون مع السحور والإفطار . أما مريض السكري الذي يأخذ الأنسولين فلا ينصحه بالصيام لأنه ممكن أن يتعرض لنقص في السكر في أي وقت بدون أن يشعر ولكن يقول د. أحمد البدري أستاذ الباطنة والجهاز الهضمي بكلية الطب إن مريض السكري يستطيع صيام شهر رمضان بسهولة شريطة أن يعمل على "ضبط" السكر قبل بدء الصيام بعدة أيام على ألا يكون قد تعرض لغيبوبة سكر قبل الصيام بعدة أيام. وأثناء الصيام يقوم المريض –تحت إشراف الطبيب- بتقليل الجرعات سواء الأقراص أو حقن الأنسولين. وأيضا لتلافي أن يدخل المريض في غيبوبة نقص سكر فنسمح بارتفاع طفيف للسكر كما يجب على المريض أن يعمل على اختصار وقت الصيام إلى اقل وقت ممكن فينهي المريض سحوره عند الفجر ويفطر فور أن يؤذن المغرب ويتناول وجبة أو اثنتين صغيرتين بين الإفطار والسحور . كما يجب على مريض السكر أن يعي أن أكثر فترة يكون السكر منخفض بالدم هي فترة قبيل المغرب لذا يجب أن يتجنب المريض في تلك الفترة القيام بمجهود عضلي أو رياضة في الفترة بين العصر والمغرب. وينصح د./ البدري مرضي السكر بالتقليل من الحلويات الرمضانية لتجنب ارتفاع السكر. الشيخوخة والصيام يقول د./عادل الشوكي إن كبار السن ممن يبلغون 75 عاما لايجب أن يصومون لأن في الصيام يحدث جفاف ونقص في السوائل فتزيد لزوجة الدم فمع وجود ترسبات بحكم السن على جدران الأوعية الدموية تؤدي إلى مضاعفات خطيرة. بينما يرى د./ أحمد البدري أنه لايمكن تحديد سن معينة يمتنع عندها الناس عن الصيام فهذا يتوقف على الحالة الصحية للمريض وحيويته ونشاطه. والسن البيولوجي هو الذي يعتد به في المرضى وليس السن الإكلينيكي. فكم من شيوخ فوق السبعين والثمانين يتمتعون بصحة وحيوية تفوق شباب في الأربعينيات بسبب حرصهم على ممارسة الرياضة ومراقبه غذائهم. إلا أنه ينصح كبار السن عند الصيام بالابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة والحر وعدم بذل مجهود عضلي كبر لتجنب الجفاف وشرب كثير من السوائل في الفترة بين الإفطار والسحور. مرضى الكبد ويضيف د./ البدري أنه بالنسبة لأمراض تليف الكبد يوجد نوعان تليف متكافئ وفيها يقوم الكبد بوظائفه بصورة طبيعية فيمكن أن يصوم المريض. و يوجد تليف الكبد غير متكافئ ويعاني فيها المريض من الاستسقاء والغيبوبة الكبدية وتورم الساقين وفشل في وظائف الكبد وارتفاع نسبة الصفراء ونزيف هنا يصعب على المريض الصيام فيجوز له أن يفطر. مريض القرحة وأوضح أن إجراء عمليات المناظير تفطر المريض لأنها تعتمد على إدخال ماء في بطن المريض مع إجراء المنظار فلذا ينصح د./ أحمد البدري المرضي بإرجاء عمليات المنظار إلى ما بعد المغرب أو حتى إلى ما بعد رمضان إذا استدعت الحالة ذلك أما إذا كانت الحالة لإيقاف نزيف أو غيره من الحالات الطارئة فيجب أن يفطر المريض . وعن مريض القرحة قال إنه في الماضي كان يجب على مريض القرحة أن يملأ معدته بالطعام طوال الوقت وأن يكثر من شرب اللبن والآن أفرزت الأبحاث عن أدوية فاعلة يمكنها خلال يوم أو اثنين أن تسكن آلام القرحة بدون الحاجة إلى أن يفطر المريض. صوموا تصحوا ويؤكد البدري أن الصيام في صالح مرضي القلب إذا كان مرضهم بسيط ويجب عندئذ تنظيم مواعيد الأدوية و يجب ألا يتناول المريض أطعمة عالية الملوحة كالمخللات أو كثيرة الدهون. وأضاف أن الصيام مفيد جدا لمرضى الكولسترول المرتفع والضغط والقلب ومفيد لمرضى المفاصل إذا كان من نتيجته تقليل الوزن لذا فينصح المرضى والأصحاء على حدٍ سواء بالاعتدال عند الإفطار وعدم ملء البطن بالطعام وقت المغرب وأن نفطر كما كان يفعل رسول الله علية الصلاة والسلام بأن يفطر الصائم على أكل خفيف ثم بعد صلاة المغرب والعشاء يتناول الطعام بعد ذلك.مشكلتنا الحقيقية أننا نصوم بطريقة خطأ.