في القلعة الفينيقية البحرية عاد طائر الفينيق إلى مدينة جبيل اللبنانية من خلال مسرحية غنائية راقصة عرضت الثلاثاء في ختام مهرجانات بيبلوس الدولية. تدور احداث مسرحية "عودة الفينيق" وهي من تأليف منصور الرحباني وموسيقى واخراج نجليه اسامة ومروان الرحباني في العام 1370 قبل الميلاد والمناسبة عيد "الآلهة"ادونيس وعشتروت حيث راعي الزمان يخاطب طائر الفينيق الذي يحترق كل خمسين سنة ثم يقوم من رماده بعد ثلاثة ايام. تشير احداث المسرحية الى فترة في التاريخ القديم حيث تناحر على لبنان الغزاة فوقفت الاميرة روكسانا والثائر مجدو ابن صانع السفن ليدافعا عن جبيل واحرقا المدينة بكاملها بدلا من الاستسلام . ومع تشابه الاحداث التاريخية مع احداث اليوم من حيث العلاقة بين الدولة والثوار وعلاقات الدولة مع الخارج يؤكد المؤلف الموسيقي اسامة الرحباني انه "لا يوجد عمل ظرفي لان المسرح الرحباني وخاصة مسرح منصور الرحباني ليس مسرحا آنيا... هي ليست مسرحية آنية. الواقع زائل اما المسرح باق." وقال اسامة الرحباني لرويترز "نحن لا نوجه رسائل العمل. ليس خطابا سياسيا يذهب مع الزمن انما هو وضع نعرضه بجوانبه الحلوة والسيئة." وكان منصور الرحباني قال في مؤتمر صحفي سابق "قدرنا في لبنان ان نعبر من موت إلى موت ومن حياة إلى حياة فلا الموت يميتنا ولا الحياة تكفينا حتى اذا احترق الطائر كلما هل في فضائنا عاد فنهض من رماده كما لبنان كلما احترق عاد ينهض من رماده." وقال مروان الرحباني لرويترز "الموضوع من خضم الامور التي فيها ايجابيات وسلبيات وعودة إلى الماضي لنتعلم قليلا وليكون لدينا حاضر ومستقبل اقوى لنرى كيف اننا اذا لم نحصن انفسنا من الداخل سنسقط. المشكلة دائما من الداخل." لعب بطولة المسرحية انطوان كرباج وغسان صليبا وهبة طوجي وتقلا شمعون اضافة إلى عدد كبير من الممثلين والراقصين. تميز العرض بالحركة الدائمة والضوضاء المترافقة مع الموسيقى الصاخبة والرقص الجماعي والازياء الفينيقية المتطورة. وطغى المشهد البصري من حيث الديكورات السهلة والتحرك والاضواء على العرض. وترافق العرض في الداخل مع احتفالية في خارج المسرح عرض خلالها اكثر من مئة شاب وشابة يجسدون الإنسان الفينيقي في لوحات جابت شوارع مدينة جبيل. يستمر عرض المسرحية حتى الرابع والعشرين من اغسطس اب في قلعة جبيل الفينيقية البحرية على بعد 38 كيلومترا شمالي بيروت لتختتم فعاليات مهرجانات بيبلوس الدولية التي بدأت في الثامن من يوليو تموز. "رويترز"