رايس: الحرب الباردة انتهت وقعت بولندا والولاياتالمتحدة الأربعاء اتفاقية لإقامة درع صاروخية أمريكية فوق الأراضي البولندية بحلول عام 2012. وبموجب الاتفاقية تتمكن الولاياتالمتحدة من نشر عشرة صواريخ اعتراضية يمكنها تدمير صواريخ بالستية بعيدة المدى بحلو عام 2012؛ وسوف ترفق هذه الصواريخ برادار يثبت في الجمهورية التشيكية. تكمل هذه القطع نظاماً أقيم أصلاً في الولايات المحدة وبريطانيا وجروندلاند. وبموجب الاتفاق يتم نشر مئات من الجنود الامريكيين في بولندا للعمل في منشأة الدرع الصاروخية ، والاشراف على صواريخ باتريوت التي ستسلم مسؤوليتها الى البولنديين تدريجيا بعد انتهاء تدريبهم على استخدامها. موسكو تهدد برد شديد اللهجة وفى أول رد فعل على توقيع الاتفاقية ، أكدت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء أن رد موسكو على اتفاق الدرع الصاروخية الأمريكي البولندي سيتجاوز الاحتجاجات الدبلوماسية ، محذرة من أن نصب منظومة الصواريخ الأمريكية المضادة للصواريخ في بولندا "يشجع على سباق تسلح في اوروبا وفي مناطق ابعد منها". وقالت الوزارة في بيان بعد التوقيع الأربعاء على الاتفاق أن "مثل هذه التصرفات تؤدي إلى إثارة الريبة وتنطوي على تهديد حقيقي لروسيا .. ولن يكون من شأنه على الإطلاق تحسين أمن القارة". من جانبها ، دافعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس عن الاتفاق قائلة إنه "سيساعدنا على مواجهة التهديدات الجديدة في القرن الحادي والعشرين، تهديدات صواريخ بعيدة المدى من دول نعتبرها "مارقة" مثل إيران أو كوريا الشمالية". رايس: الحرب الباردة انتهت ولن تعود من ناحية أخرى ، نفت رايس الأربعاء في وارسو أن حربا باردة جديدة تدورحاليا بين روسيا والغرب على رغم الأزمة في جورجيا وتهديدات موسكو بشأن الاتفاق بين واشنطن ووارسولنشرالدرع الصاروخية. وأشارت إلى أنه أثناء الحرب الباردة التي استمرت من نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى انهيارالاتحاد السوفيتي عام 1991، كانت هناك اختلافات أيدولوجية شاسعة بين الشرق والغرب. وسعت رايس الى الدفاع عن الدرع الصاروخية وقالت إن "الدفاع الصاروخي بالتأكيد لايستهدف أحدا. ونحن نفعل هذا من أجل دفاعنا" ، مشيرة إلى أن الدرع الصاروخية "لا تستهدف روسيا بأي شكل من الأشكال". وقال الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي إن الاتفاق مؤشرعلى "التحالف الاستراتيجي" مع الدول الغربية. فى المقابل ، ترفض روسيا الاسباب التي تسوقها واشنطن لنشر الدرع الذي تمت الموافقة عليها من قبل كافة الدول ال26 الاعضاء في حلف شمال الاطلسي ، وتقول انها تهدف الى تقويض قوة الردع النووية الروسية. ياتي التوقيع على الاتفاق وسط تصاعد التوتر بين الولاياتالمتحدة والحلف الاطلسي من جهة وموسكو من جهة اخرى بسبب النزاع بين روسيا وجورجيا. وتتسم العلاقات بين وارسو وبراغ من جهة وموسكو من جهة اخرى بالتوتر منذ انفصال الجمهوريتين عن الاتحاد السوفيتي عند انهياره في عام 1989 وتدهورت العلاقات منذ انضمامهما للحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي عام 2004. ووقع المفاوضون الاميركيون والبولنديون اتفاقا مبدئيا في وارسو الخميس الماضي بعد 15 عاما من المفاوضات. وخلال المفاوضات قبلت الولاياتالمتحدة مطالب بولندا بتقديم مزيد من الضمانات الامنية للحيلولة دون تعرضها لأية مخاطر بسبب استضافتها الدرع الصاروخية من بينها تزويدها بنظام صواريخ باتريوت للدفاع واقامة علاقات عسكرية اقوى. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قد وصلت- الثلاثاء- إلى العاصمة البولندية وارسو قادمة من بروكسل- بعد مشاركتها في اجتماع طارئ لحلف الناتو بشأن الأزمة بين جورجيا وروسيا- لتوقع ونظيرها البولندي رادوسلاف سيكوريسكي على الاتفاقية. (أ.ف.ب)