بعد أن طبقت وزارة الصحة اللائحة التنفيذية لقانون مكافحة التدخين في أول الشهر الحالي، وألزمت كل شركة منتجة للتبغ بوضع صورة مريض في العناية المركزة علي علب التبغ، وصورة أخري لرئتين متقرحتين ومحترقتين من التدخين، انتعشت سوق علب السجائر المعدنية بصورة لافتة في الشارع المصري، إذ يحرص المدخنون علي استبدالها بالعلبة المخيفة التي تحمل صوراً وشعارات وصفوها بالمنفرة. في منطقة الموسكي في وسط القاهرة وتحديداً في حارة اليهود، أجمع تجار الولاعات وعلب السجائر المعدنية - الذين يبيعونها جملة - علي أن سوق هذه العلب بدأت تنتعش بصورة كبيرة بعد إجبار شركات التبغ علي وضع صورة مريض يحتضر علي منتجاتهم من السجائر، وأكدوا أنها أصبحت تمثل 90% من مبيعاتهم اليومية. «تجارة ماتت من زمان وأحياها القانون».. بهذه العبارة بدأ صبحي محمد - تاجر جملة في حارة اليهود - كلامه قائلاً إن علب السجائر الفارغة كانت موضة في السبعينيات ثم اندثرت، لكنها عادت بقوة غير متوقعة بعد تطبيق قانون مكافحة التدخين، حيث زاد الطلب عليها من تجار التجزئة والباعة الجائلين وأصبحنا لا نستطيع ملاحقتهم علي الطلب. وأضاف حسن معتوق - تاجر ولاعات جملة في الموسكي - أنه يتوقع أن تصبح علب السجائر الفارغة، أساسية لعامة المدخنين بعد الرسومات والشعارات التي أضافوها علي العلب الأصلية التي تنتجها شركات السجائر. وذكر أنواعاً ومقاسات كثيرة لهذه العلب تبدأ أسعارها من 4 إلي 30 جنيهاً، ومنها ما هو مزود بولاعة، بالإضافة إلي أنه تم تصنيع جوارب أشبه بجوارب الهواتف المحمولة يتم وضع العلبة فيه وتعليقها في البنطلون. د. حمدي السيد، رئيس لجنة الصحة في مجلس الشعب ونقيب الأطباء، أكد أنهم لم يضعوا مثل هذا التوجه في الحسبان أثناء سن قانون مكافحة التدخين، وأنهم سيدرسون الأمر لإيجاد وسيلة شرعية لمواجهته. وقال: مادام هناك إصرار من مدمني السجائر علي المواصلة «خليهم يدخنوا لحد ما الدخان يهري بدنهم». د. أحمد عكاشة، رئيس الجمعية العالمية للطب النفسي، أكد أن المدمنين يفضلون ما فيه مغامرة دون اهتمام بالعواقب، وينصب اهتمامهم فقط علي المتعة الوقتية، مشيراً إلي أن علاجهم يحتاج إلي الدخول في شخصياتهم وإقناعهم أكثر من الشعارات والقوانين. وأضاف أن الحكومة لم تجرم التدخين والخمور في القوانين، لما يعود عليها من أموال ضرائب، مع أنهما أخطر من بقية المخدرات علي الصحة والعمر، وأن من 30 إلي 40% من المرضي الموجودين داخل المستشفيات أضروا صحتهم بسبب التدخين. وأكد «عكاشة» أن هناك طرقا كثيرة للحد من ظاهرة التدخين لم تنتبه لها الحكومة منها منع التدخين في الأماكن العامة كالفنادق والمقاهي والحدائق والشوارع وغير ذلك، مشيراً إلي أن المسؤولين لم يشرعوا في تطبيق مثل هذه الأمور، لشعورهم بأن «الحكومة مش ناقصة كراهية من الناس».